تحتفل اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة، بعيدها الوطني ال47 في ظل إنجازات حضارية وفكرية وإنسانية متقدمة منذ قيام اتحادها الذي جمع ست إمارات قبل أن تنضم إليه إمارة رأس الخيمة في العاشر من فبراير عام 1972 ليكتمل بذلك عقد اتحاد الإمارات السبع. وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة الازدهار والنمو والنهضة والعمران على كافة الأصعدة والمجالات التي بدأتها منذ 47 عاماً وشهدت العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والخليجي والإقليمي والدولي. وساهمت الرؤية الثاقبة والدعم المستمر من قبل القيادات الإماراتية ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى في تحقيق مستقبل أفضل ومزدهر ومشرق للإمارات. وبفضل جهودها المستمرة لتحقيق أعلى مراكز التنافسية العالمية تصدرت الإمارات دول المنطقة في عدة مؤشرات تنموية رئيسية كمؤشر البنية التحتية وجودة الطرق وجودة البنية التحتية للنقل الجوي والبحري ومعدلات الأمن والأمان والتسامح والسعادة ومعدلات التحاق الإناث بالتعليم الجامعي وكفاءة الحكومة والثقة بالحكومة وغيرها وكذلك مؤشرات الاستدامة في الاقتصاد الوطني، حيث أصبح هذا الكيان نموذجاً مرموقاً ومتقدماً ليس على المستوى المحلي والإقليمي بل والعالمي لما وصلت له هذه الدولة الفتية الى مراحل متقدمة بسرعة، و47 عاماً ليس هو بالعمر الطويل بالنسبة للدول والشعوب ولكنها استطاعت هذه الدولة أن تختصر المسافات على جميع الصعد لتصبح هكذا هي دولة الإمارات، وهذا اليوم هو عرس عربي يحتفل فيه الجميع ويعشقه كل إماراتي، بل كل عربي ومسلم ترنو عيناه نحو حلم الوحدة، فقد تمكن الإماراتيون من تحويل الحلم إلى حقيقة وواقع، عندما أنجزوا وحدتهم في الثاني من ديسمبر عام 1971م، حيث لم يعد هناك من إمارات متفرقة، بل دولة الإمارات، جمعت سبع إمارات في دولة واحدة، كان مؤسسها وزارع بذرة اتحادها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي يعرف بصانع الاتحاد الإماراتي بالشيخ المؤسس للدولة، وحكيم العرب. يستذكر الإماراتيون اليوم مرحلة التأسيس والبناء والنهضة، وتلك البدايات العسيرة التي كانت أقرب إلى الحلم والمعجزة، فقد كانت مرحلة البناء الشاقة لنهضة دولة الإمارات قد انطلقت مع قيام اتحادها الشامخ بملحمة أشبه بالمعجزة، قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفانٍ وإخلاص في العمل مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نذر نفسه وسخر كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين فيها بتعاون صادق وعزيمة قوية من إخوانه الرواد المؤسسين، والتفاف حميم وتلاحم صادق من المواطنين كافة الذين وثقوا في قيادته الحكيمة وإخلاصه ورؤاه الثاقبة. وانطلقت تلك المرحلة من نقطة الصفر تقريباً، وشملت تنفيذ خطط عاجلة وبرامج تنموية طموحة وسريعة طالت كل مناحي الحياة ومجالاتها وتمثلت في عشرات المئات من مشاريع البنية التحية والخدمات الأساسية والكهرباء والمياه والطرق والمستشفيات والمدارس والمطارات والموانئ والمواصلات والمشاريع العمرانية والإسكانية، وغيرها من المشاريع التي وضعت لبنات قوية في مسيرة التقدم والازدهار التي عمت أرجاء الوطن كافة. وأصبحت بيئة خصبة وجاذبة للمستثمر الخليج والعربي والأجنبي، كما أنها نظراً لما تتمتع به من أمان واستقرار نجحت في أن تكون المكان الملائم للعيش من قبل أكثر من 200 جنسية وثقافة من العالم، موزعين على إماراتها السبع، (أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، الفجيرة)، تحت سقف نظام واحد يحمي الجميع. الإمارات عبر التاريخ حاضرة وشامخة هي الإمارات عبر التاريخ، وكثيرة هي تلك المحطات التي تكشف عن عراقة الشعب وقوته، ومدى حضوره في المشهد العربي والإقليمي والعالمي، منذ أقدم العصور والمراحل التاريخية، وصولاً إلى ميلاد دولة الاتحاد، ومسيرة النهضة والتقدم والرقي والازدهار، ومن ثم دولة الرفاهية، التي تسعى إلى أن يكون شعبها أسعد شعب، ولا تقبل إلا أن يكون في المركز الأول، فهي أطول وحدة عربية والنموذج الأكثر تماسكاً وقوة، والنموذج الذي يحتذى في مسيرة وعنوان الوحدة المنشودة، فكما نجحت في توحيد إماراتها السبعة، لعبت دوراً أساسياً في تأسيس مجلس التعاون الخليجي. وتؤكد كثير من الشواهد أن أرض الإمارات كانت زاخرة بالسكان والاستيطان البشري عبر التاريخ، حيث تدل الآثار والمكتشفات والمخلفات والمادية واللقى على ذلك، فهناك أكثر من 330 مبنى وموقع أثري في الإمارات تؤكد ذلك، حيث تزيد عمر الحضارة البشرية على هذه الأرض عن تسعة آلاف سنة، حيث هناك آثار لحضارات منذ 7 آلاف سنة قبل الميلاد في جزيرة دلما. وفي العصر الإسلامي كانت الإمارات جزءاً من الدولة الإسلامية، على إثر دخول أهلها في الإسلام، وشهدت تطوراً وازدهاراً ملحوظاً، واستمر الوجود الاستيطاني البشري عبر مختلف العصور والمراحل التاريخية، وكان أهل الإمارات حاضرين وفاعلين في مختلف محطات التاريخ، وعندما قدم البرتغاليون إلى المنطقة عرجوا على الإمارات بحكم موقعها الاستراتيجي الحيوي، قبل أن يصلوا إلى الهند، وكان لهم صولاتهم وجولاتهم التي سجلها التاريخ في التصدي للبرتغاليين، كما كان ذلك واضحاً إبان السيطرة البريطانية على المنطقة، ويسجل للقواسم وحلفائهم من كل الإماراتيين في التصدي للإنجليز ومقاومتهم. وتبع ذلك تلك الجهود الوحدوية التي قادها الشيخ زايد بن سلطان لتوحيد كافة تلك الإمارات المنتشرة في الصحراء وعلى شواطئ البحار إلى دولة واحدة موحدة قوية وفاعلة ومؤثرة في القرار المحلي والدولي، حتى أن جهود المؤسسين كانت تأخذ بعين الاعتبار أن تكون قطروالبحرين ضمن مشروع الوحدة، إلا ان ذلك لم يتم لظروف المنطقة في حينها ، لكن تلك الجهود أثمرت عن توحيد إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، ومن ثم رأس الخيمة في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة وعاصمتها «أبوظبي» التي ينظر إليها كنموذج مشرف وحيوي في أحلام الوحدة. ويتذكر الجميع يوم 2 ديسمبر 1971، عندما تم الإعلان عن ميلاد دولة الإمارات، بين 6 إمارات، ومن ثم في فبراير 1972 التحاق رأس الخيمة في مشروع الوحدة والدولة الجديدة. نشوء الدولة ترأس الدولة الجديدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبو ظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي «رحمهما الله» نائبا للرئيس، وتم تشكيل المجلس الأعلى للاتحاد، من الرئيس ونائبه وباقي حكام الإمارات الموقعة على الدستور. وشكل مجلس وزراء الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم»رحمه الله»، وبدأت الدول بالاعتراف بها، وفي 6 ديسمبر من العام نفسه التحقت الإمارات بالجامعة العربية، ومن ثم في 9 ديسمبر أصبحت عضواً في الأممالمتحدة. الإمارات حاضرة بقوة في المشهد العربي والعالمي لقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور كبير في الإسهام على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي من جميع الاتجاهات والنواحي، لاسيما الدعم الإنساني للدول الفقيرة والمحتاجة والمنكوبة وكان ذلك من بداية ظهور دولة الإمارات على خريطة العالم العربي وحتى الوقت الحالي، وقد ساهم ذلك في سمو ورفعة شأن الإمارات، فقد أعطاها السمعة التي تعرف بها اليوم بين باقي الدول، فقد كان لدولة الإمارات منذ تأسيسها حضور بين باقي الدول في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والانسانية، ولم يمض عقد على حضورها إلا وقد اشتهرت بإنجازاتها المحلية والإقليمية وأصبحت من أعظم الدول الموجودة في المنطقة من حيث الإنجازات والتطور، وكان كل ذلك بسبب إسهام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) وتضحيته بكل ما يملك من جهد ووقت تجاه الوطن، كما كان لاكتشاف النفط في دولة الإمارات دور كبير وفاعل ومؤثر في توفير الموارد اللازمة لتطور دولة الإمارات وبناء أسس قوية لها. لقد كان الشيخ زايد أحد عظماء القادة العرب الذي خدم شعبه بكل ما يملك وضحى بعمره من أجل توفير الراحة اللازمة للشعب الإماراتي، فقد أمضى عمره كاملاً في تأسيس دولة قوية تقوم على الوحدة والتعاون والمساواة والتعايش والتسامح والوئام توفر الراحة والأمان لشعبه الكريم، وبنى دولة تبقى وتصمد إلى الأبد، ولكن الراحل الكبير ظل يقاوم التقدم في السن لقاء بقائه بجانب شعبه ليخدمه ولكنه لم يستطع الصمود أكثر من ذلك فرحل جسده ولكن روحه ظلت تراقب الشعب الإماراتي وتحرسه، وحتى إن لم يبق جسد الشيخ زايد «رحمه الله» ، فإن ذكراه ستظل حاضرة في عقولنا وذاكرتنا، وستظل إنجازاته تذكر حتى يومنا الحالي وإلى الأبد. وبعد وفاة الشيخ زايد، ترك وريثاً له يكمل مسيرته بالسير على نفس الدرب الذي سار عليه، فقد استلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الحكم من بعد والده وظل يوفي بعهد والده بأن يبقى يخدم شعبه ويوفر له الأمن والرفاهية، ولقد تحقق بذلك المثل «خير خلف لخير سلف». ومنذ أن تسلم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الحكم، باتت الإمارات تشهد تقدماً ورقياً لم تشهده من قبل، فقد حرص الشيخ خليفة بن زايد على خدمة الإمارات وتطويرها من جميع النواحي والمجالات، فمن الناحية التعليمية فقد قام ببناء المدارس المتطورة والمعاهد الكليات والجامعات حتى أن جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات، أطلقت أول قمر صناعي مصمم لأغراض تعليمية «ماي سات 1»، وجرى تطويره بالكامل في مختبر «الياه سات» للفضاء من طلبة جامعة خليفة، بالتعاون مع «الياه سات» والذي أطلق من محطة الفضاء الدولية «ناسا» بتاريخ 17 نوفمبر 2018، وهذه الجامعات العريقة التي تعتمد على الأساليب التعليمية الجديدة والمستحدثة والتي تعتمد على التعليم بالحواسيب وطرق العرض الحديثة الأخرى والتقنية الحديثة المتطورة والمتقدمة، وقام بجلب أحدث الكوادر التعليمية وأفضلها لكي تنشئ أفضل أجيال الإمارات وأكثرها تثقيفاً، كما قام بتوفير أفضل الجامعات المتعارف عليها عالمياً والتي تخرج منها أفضل الدفعات التي تعتبر من أفضل الكوادر دولياً. تنويع مصادر الدخل أدركت دولة الإمارات خطورة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل لما يؤديه هذا الاعتماد من عدم ثبات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي عند تعرض الإنتاج لهزات أو أزمات تؤثر على حركة تداوله أو تخفض من أسعاره. ولتجنب حدوث أي تأثيرات إثر تحقق ذلك اتبعت القيادة الرشيدة سياسة اقتصادية ناضجة تعنى بتنويع مصادر الدخل وخلق بيئة للاقتصاد البديل، وقد بنى صاحب السمو الشيخ خليفة قاعدة تنويع مصادر الدخل، منها الطريق الأمثل لتنمية صناعية متوازنة، تتكامل فيها الصناعات الأساسية مع تلك المساندة، وتتضافر في بنائها كافة عوامل الإنتاج وحلقاته، وتوسيعاً لدائرة الإنتاج وتنويعاً لحركة التصدير وتطوير الطاقة البديلة. وأكد سموه التمسك بذات القاعدة منبهاً لضرورتها توفيراً للرخاء والاستقرار بقوله: إننا بحاجة إلى التذكير بأهمية الثروة البترولية كمصدر أساسي للبناء وأداة مهمة لتوفير الرخاء للشعب، كما أن الثروة التي يتمتع بها هذا الجيل ليست ملكاً له وحده، بل إننا نسعى إلى توفير أكبر قدر ممكن من الرخاء والاستقرار للأجيال القادمة عن طريق تنويع مصادر الدخل القومي وإقامة اقتصاد قوي في كافة النواحي والميادين . وبمناسبة أخرى قال سموه: إننا معنيون في المقام الأول بتنويع مصادر الدخل، وسبيلنا لتحقيق ذلك هو الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة من الثروة النفطية في إقامة وتوسيع وتطوير قاعدة صناعية ضخمة تكون قلعة أمان لبلادنا وأبنائنا في المستقبل، وتعتمد بالدرجة الأولى على الموارد الطبيعية الموجودة في أرضنا وتصنيعها بقدر الإمكان في البلاد. وكنتيجة لما سبق فقد قام ببناء أكبر الموانئ الموجودة في المنطقة والتي تكاد تصبح من أكبر الموانئ عالمياً والتي تتسع لأكبر عدد من السفن ذات الأحجام العملاقة كما أنها تحتوي على أفضل أدوات النقل والرفع وأفضل مواقع التخزين، كما أنه قام بتسهيل تصدير واستيراد السلع بكل أنواعها عن طريق تسهيل المعاملات الجمركية، وذكرت الدراسات أن دولة الإمارات جاءت في المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في مؤشر الربط البحري العالمي 2018 الصادر عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، بعد أن سجلت أعلى معدل نمو بين بلدان العالم في «الموانئ البحرية» ، كما حلّت الإمارات في المركز ال11 عالمياً، والأول عربياً في مستوى الأداء اللوجستي، للفترة الممتدة بين عامي 2012 و2018، الذي يصدره البنك الدولي، متقدمة مركزين عن ترتيبها في مؤشر الأداء اللوجستي السابق، ما يعكس تفاؤلاً بشأن أهداف الإمارات الاستراتيجية والرامية لتحقيق المراكز الأولى عالمياً عام 2021، كما أكدت النسخة الخامسة من تقرير ترتيب المواهب العالمية، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، أن الإمارات تعتبر من الدول العالمية الأكثر استعداداً لتلبية متطلبات سوق العمل، حيث حلّت رابعاً عالمياً في مؤشر الجاهزية. ونوه التقرير إلى أن بيئة الأعمال الإماراتية من الأكثر جذباً للخبرات والمهارات العالمية، حيث حلّت الدولة خامسة عالمياً في مؤشر الجاذبية. كما كشف التقرير عن تقدم في أداء الإمارات في 12 مؤشراً من مؤشرات ترتيب المواهب العالمية، أما من الناحية العمرانية، فقد أثبتت الإمارات وجودها حول العالم وتألقها ببناء أطول الأبراج الموجودة في العالم حيث قارب أن يصل إلى ارتفاع 1000 متر، كما أنها قامت ببناء وتأسيس أفضل نظم البناء التحتي عن طريق بناء أفضل محطات توليد الطاقة وأحسن محطات تحلية المياه ومحطات معالجة النفايات، كما أن الدراسات أكدت أن المشاريع الضخمة وحركة العمران التي لا تهدأ ليست أهم ما يميز الإمارات التي لا تحد طموحاتها المستحيلات بل تسعى جاهدة وعلى الصعد كافة لإثبات نفسها كمركز عالمي له ثقله وأهميته الاستراتيجية. وأما من حيث الاهتمام بالفضاء فقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 29 أكتوبر 2018 م بنجاح القمر الصناعي «خليفة سات» إلى الفضاء الخارجي من المحطة الأرضية في مركز «تانيغاشيما» الفضائي باليابان على متن الصاروخ (H-IIA). ويعتبر «خليفة سات» الذي يمتلك خمس براءات اختراع أول قمر صناعي يتم تصنيعه بخبرات وأيدٍ محلية بنسبة 100 %، وتطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وفي الناحية الصحية، فقد حرص الشيخ خليفة بن زايد على إقامة أفضل المستشفيات التي تقوم بتوفير أفضل الخدمات الطبية لكافة فئات المجتمع وبكافة الاتجاهات وجعل العمليات الطبية بكل أنواعها أكثر توافراً وأقل كلفةً، كما أنه قام بتوفير أفضل الكوادر الطبية بكافة الاختصاصات لتوفير أفضل الخدمات الطبية على الإطلاق. ومن الناحية السياسية، فقد ساهمت الإمارات بشكل كبير في دعم وتمتين العلاقات العربية العربية، بالإضافة إلى حضورها القوي في المشهدين الإقليمي والعالمي، ومن بداية نشأة الإمارات حرصت على تشكيل اتحاد يضم الإمارات المتفرقة، ومن ثم انضمت إلى جامعة الدول العربية، وإلى منظمة الأممالمتحدة، ومن بعد كل ذلك لعبت دوراً محورياً وأساسياً في تشكيل مجلس التعاون الخليجي، واستضافت أول اجتماع لدول المجلس الست (السعودية، الإمارات، الكويت، عمان، البحرين، قطر)، وقد ساهمت بدور كبير في دعم باقي الدول العربية في كافة الأوقات العصيبة التي واجهت أي دولة سواء كانت كارثة طبيعية أو مجاعة أو حرباً أهلية، وكانت ترسل المساعدات الدولية كالخيام والمواد الغذائية وطواقم المساعدة الطبية إلى كافة المناطق المنكوبة، ومن أشهر المواقف التي ساعدت فيها الإمارات المناطق المنكوبة هي: الحرب الأهلية في الصومال وإزالة الألغام في بعض المناطق من لبنان و إرسال المساعدات إلى المناطق المنكوبة في الهند وباكستان جراء الفيضانات، كما أنها قامت ببناء بعض المناطق السكنية التي آوت الكثير من المشردين من العائلات في كل من مصر وفلسطين، ما يؤشر على أن الإمارات ساهمت بدور كبير من الناحية السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وأظهرت إلى العالم بريقها وتألقها في كافة المجالات والنواحي. الشيخ زايد باني ومؤسس دولة الإمارات ولد الشيخ زايد عام 1918 وقد أطلق عليه والده الشيخ سلطان بن زايد، اسم زايد تيمناً بجده زايد بن خليفة آل نهيان الذي تولى حكم إمارة أبوظبي من عام 1855 إلى 1909 والذي لقب باسم زايد الكبير، تقديراً له ولدوره الكبير في تاريخ المنطقة، وحين توفي والده 1927 انتقل الشيخ زايد من أبوظبي إلى العين، وفي العام 1953 بدأ الشيخ زايد يتعرف على العالم الخارجي، وكانت رحلته الأولى إلى بريطانيا ثم الولاياتالمتحدة وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا، وفي السادس من أغسطس عام 1966م بدأت مرحلة جديدة من حياة زايد عندما أصبح حاكماً لإمارة أبو ظبي، لتبدأ نقطة تحول في تاريخه، وبدأ ينظر إلى البترول كوسيلة لبناء المجتمع، داعياً إلى الوحدة لأن في الاتحاد قوة وصلابة، وفي 18 فبراير عام 1968م عُقد لقاء بينه وبين الشيخ راشد بن سعيد في منطقة السمحة، وتشكلت حينها نواة إقامة اتحاد بين الإمارات المتصالحة، واستمر الشيخ زايد طيلة ثلاث سنوات، في العمل على تقريب وجهات النظر بين الإمارات حتى أثمرت الجهود عن الإعلان رسميا في الثاني من ديسمبر من عام 1971م بداية الانطلاقة لدولة الإمارات. وتعتبر المواقف القومية له خير شاهد على إخلاصه لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وحرصه على رفعة شأنها ووحدتها، فما توقف يوماً عن دعوة إخوانه القادة العرب إلى التضامن والتآزر ووحدة الصف ونبذ الفرقة والخلافات، كما قام بالعديد من الوساطات الناجحة لتنقية الأجواء بين الأشقاء. وكان يوم الثاني من نوفمبر عام 2004 يوم صدمة للإماراتيين والعرب وكل من عرفه، حيث أعلن عن وفاة الشيخ زايد بعد ظروف صحية صعبة مر بها عن عمر ناهز الخامسة والثمانين، وكان يُنظر إليه كرئيس وقائد وأب وفي لشعبه. وكان دوماً يقول: «إن طريق المصلحة المشتركة قادنا في النهاية إلى الإمارات العربية المتحدة، وإن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط به أو أتهاون نحو مستقبله، وإن تجربتنا الوحدوية في دولة الإمارات هي البرهان الساطع على أن الوحدة والتآزر هما مصدر كل قوة وفخر، وهذا الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعزة، وبناء مجتمع مشرق بالنجاح ويرفرف فوقه راية النجاح والعدل والحق، وإن الوحدة العربية التي تعتبر دولة الإمارات نواتها، ليست حلماً أو ضرباً من الخيال، بل واقع هذه الأمة ويمكن تحقيقه إذا صدقت النوايا وتفاعلت الأماني والطموحات بالمساعي والعمل. والاتحاد أمنيتي، وأسمى أهدافي لشعب الإمارات العربية المتحدة». لقد نظر الشيخ زايد إلى القبيلة كونها مستودع التراث، وإلى الثقافة والأدب والسلوك والحكم والسياسة كونها حاملة للتراث، وكان مناخ المجالس التي يحضرها الشيخ زايد المحفز لتبادل الأفكار والتشاور، وبذلك آمن بالرأي الآخر، وبالحوار المثمر مع الأخوة، وبالصراحة التي هي جوهر الحوار مع الآخر وأساس الانفتاح عليه، وحرص على استمرار التراث ورعايته والحفاظ عليه. كان يركز عبر منهجه الفلسفي على بناء الإنسان، وهو البناء الأصعب والأمثل والأروع، وكثيراً ما روى أن الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال، وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذ لم يسخر لخدمة الشعب، وكان قد أقدم على خطوة بناء الإنسان وفق مبادئ الإسلام، حيث تعلم من الإسلام احترام الإنسان كقيمة في حد ذاته، واعتبر السيرة النبوية عطراً وقدوة تنير منهجه الفلسفي في قيادة الإنسان نحو التحضر والتمدن، ولأنه يبني الإنسان فإن عاطفة الأبوة عنده لا تتجزأ، فما كان يكنه لأولاده في أسرته الخاصة كان يكنه لأبناء شعبه كافة، وما وفره لأولاده وفره لأبناء الإمارات، وليس بغريب أن يطلق عليه شعبه صفة الوالد. ركز كثيراً على أهمية التعليم ودوره، فالعلم نور يضيء العقول، وهو الطريق الوحيد الذي يجب أن تسلكه أي أمة ترغب في أن تقيم حضارة عظيمة تفاخر بها بين الأمم، والعلم. وقد فتح أمام أبناء الإمارات كل أبواب العلم والتعلم، واعتبر الشباب المتعلم الثروة الحقيقية للوطن ودرعها الواقي وسياجها الحصين الذي يحميها من طمع الطامعين، فالعلم هو الزاد الوحيد، فكيف لأمة أن تقوم بالدفاع عن أرضها ومكتسباتها بلا سلاح وبلا قوة، وهل هناك سلاح يوازي سلاح العلم والإيمان، وهل هناك قوة توازي رجولة وشجاعة الشباب المتعلم، وقد أدرك زايد منذ بدايات عمر الاتحاد أن العلم والعمل هما الطريق نحو رفعة الأمة وتقدمها وبناء الإنسان، فسارع إلى إعطاء الأوامر ببناء المدارس ومراكز التعليم في مختلف مناطق الدولة، كما أمر باستقدام المدرسين والمدرسات من الدول العربية، لتعليم أبناء الإمارات وزرع الأخلاق والعلوم في عقولهم ونفوسهم وفعلاً، وخلال سنوات قليلة فقط قامت الدولة ببناء المدارس وتم إرسال الطلاب نحو المدارس وتم توفير كل ما يحتاجون إليه من كتب وقرطاسية وثياب ووسائل نقل حتى تعاقبت الأجيال المتعلمة إلى أن توجت المسيرة التعليمية في الدولة بافتتاح جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1977، وتستمر المسيرة التعليمية في الدولة من تطور إلى تطور، فتم إنشاء كليات التقنية العليا، ومن ثم جامعة زايد، ومئات الجامعات الأخرى. فقد كان على قناعة تامة بأنه لا فائدة من المال والثروة إن لم تسخر لبناء الإنسان وتعليمه. كما أولى الشيخ زايد المرأة اهتماماً خاصاً، لإيمانه بأن التغيرات الاجتماعية لا يمكن أن تحدث دون مواكبة المرأة للنهضة الشاملة، وشبه الشيخ زايد الرجل بالشجرة والمرأة بالماء، فبدون ماء لا يمكن للشجرة أن تنمو، كذلك الرجل لا يمكن أن يبني حياته بمعزل عن المرأة، إنها الأم، والأخت والمربية وركيزة المجتمع. وكان الشيخ زايد مقتنعاً بأهمية تعليم الفتاة ليزداد وعيها وتعرف حقوقها، فالتعليم هو النافذة التي تطل منها المرأة على حضارة الأمم وهو وسيلتنا لمواكبة مسيرة التطور والتقدم، واستمرار النهوض بمجتمعنا، هكذا تعلمنا من زايد الخير طيب الله ثراه، والذي خصصت له دولة الإمارات «عام زايد» في هذا العام، تخليداً وتقديراً لمكانة الشيخ زايد في قلوب المواطنين. زايد والاتحاد قبل عام 1971 كانت الإمارات المتصالحة ترتبط بعلاقات متميزة، وكانت فكرة الوحدة حاضرة في أذهان الحكام والشيوخ وكافة القائمين على تلك الإمارات، كما كان سعيهم من أجل الوحدة حثيثاً وجاداً وصلباً، وكان حلم كبير سرعان ما رأى النور في الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث ولدت دولة الإمارات العربية المتحدة المكونة من 7 إمارات. وقد استقرأ القائد المؤسس التاريخ، فأدرك أن الشعوب لا يمكن أن تستمر قوية حرة دون أن تجمعها الوحدة ويؤلف بين قلوب أبنائها الحب والتآخي والفداء، وتجربته الأولى عندما كان حاكماً على العين أثبتت له أيضاً أن التآزر هو أحد اهم عناصر نهضة الأوطان، وقد عبر عن مفهومه للوحدة فقال: إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك، والفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف، وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم، فتلك هي عبر التاريخ امتداد عصوره، وتطلع إلى المنطقة فوجد شعباً جمعه على مر الأزمان عرق واحد ودين حنيف وتراث متأصل متشابه يهفو إلى جمع الشمل وتوحيد الكلمة، وكان يرى أن يرتكز الاتحاد على إمارات الدولة على أن يترك الباب مفتوحاً لكل من يرغب من الأشقاء الانضمام إليه فيما بعد، ورغم الصعوبات الهائلة التي اعترضت سبل وضع اللبنات الأولى فإن إيمانه بضرورة الاتحاد وإمكان تحقيقه بقي ثابتاً لا يشوبه شك. واليوم يبقى القول إأن مسيرة ثلاثة وأربعين عاماً من أطول وحدة عربية تؤكد أنها مسيرة مستمرة وتعتبر نموذجاً حيوياً ومهماً من أجل وحدة عربية شاملة، نظراً لما حققته من إنجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وشعبية وتنموية سواء بالنسبة لشعبها أو لسكانها، كما انها ساهمت مساهمة فعالة في تأسيس إطار وحدوي على المستوى الخليجي بعد عشر سنوات من ميلاد دولة الاتحاد، هو مجلس التعاون الخليجي الذي يتسم أيضاً بالديمومة والاستمرار، وبالتالي ما زال الحلم العربي المتعلق بوحدة عربية شاملة حقيقية ماثلاً وقائماً يستمد استمراريته من نجاح تجربة الوحدة والاتحاد في الإمارات العربية المتحدة. ما تجدر الإشارة إليه أنه في 21 ديسمبر عام 2004، نعى المجلس الأعلى لدول التعاون في قمته ال25 (قمة زايد) التي عقدت في المنامة الشيخ زايد الذي وافته المنية في 3 نوفمبر 2004، معبراً عن عميق مشاعر الأسى والحزن ومستذكراً رحلة حياته المليئة بالأعمال الجليلة والإنجازات الكبيرة، الحافلة بالعطاء الصادق والعمل المخلص الدؤوب لما فيه خير دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمها وازدهارها ورخاء شعبها، ودوره في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإسهامه الكبير في تأسيسه، وما قدمه من جهد كبير لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وسلام المنطقة والعالم. الشيخ خليفة خير خلف لخير سلف بكل سلالة تؤشر على مدى متانة وقوة وتماسك دولة الإمارات ووحدتها، وعلى الرغم من حجم الحزن والفجيعة بوفاة القائد المؤسس، انتقل الحكم إلى ولي عهده الأمين، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمباركة وموافقة كافة أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، ليكمل صاحب السمو الشيخ خليفة مسيرة ومشوار القائد المؤسسة ويبني يضيف عليه من أجل استمرار وديمومة الاتحاد وشعبه. واليوم بعد مسيرة عشر سنوات من حكم الشيخ خليفة، يستذكر الإماراتيون مهمات ودور وجهود صاحب السمو قائد البلاد منذ بدايات الاتحاد، حيث أوكلت إليه مهمة إنشاء قوة دفاع أبو ظبي، بالتزامن مع تعيينه ولياً للعهد قائداً لقوة الدفاع التي شكل وجودها في تلك الفترة ضرورة حيوية، خاصة مع اقتراب انسحاب القوات البريطانية من المنطقة والحصول على الاستقلال. ونجح بكفاءة واقتدار في تلك المهمة الصعبة. وكانت التجربة الناجحة التي قام بها الشيخ خليفة في بناء قوة دفاع أبو ظبي عند تأسيسها عام 1969، هي الركيزة في بناء القوات المسلحة الاتحادية ابتداء من عام 1976. ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم والرئاسة والسلطة في دولة الإمارات، أكد برفقة إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، على حرصهم البالغ من أجل حماية كل ما أرسى دعائمه الراحل الكبير مؤسس دولة الاتحاد من مبادئ وإنجازات، وما رسخه من قيم جسدت معاني النبل والصدق والوفاء ومواصلة العمل على نهجه وصولاً لرفاه وخير واستقرار البلاد وشعب الإمارات. ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد السلطة أدرك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، القيمة الحقيقية للإنسان كمحور للتنمية، وهذه الرؤية هي التي جعلت من هذا الإنسان أداة حية للإسهام في بناء دولة الإمارات ونهضته، فالإنسان هو الثروة الحقيقية للبلد قبل النفط وبعده، ومصلحة المواطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار، وإن بناء الإنسان يختلف تماماً عن عمليات البناء العادية الأخرى لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، وعليه تقع مسؤولية دفع المسيرة الوطنية إلى الأمام. ويسجل لصاحب السمو حسن وقوة إدارته لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وما زال الجميع يستذكر كيف عزز السيولة في جهاز الدولة المصرفي ومؤسسات الدولة التي طالتها الأزمة، محتوياً الآثار الاجتماعية من خلال مجموعة من الإجراءات التي ساهمت في الحد من آثار التضخم. ولا ينسى أحد جهوده سموه لتكون الدولة مركزاً مالياً وملتقى ثقافياً وفنياً وتعليمياً عالمياً. ونظراً لتلك الإنجازات الكبيرة التي حققها صاحب السمو، ودوره في المشهد العالمي والإقليمي والعربي والمحلي، فقد اختارته مجلة «نيوزويك الأميركية»، إحدى الشخصيات ال50 الأكثر تأثيراً في العالم. مسيرة شامخة مستمرة لا يشك أحد أن مسيرة الاتحاد الشامخة مستمرة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي أطلق برؤيته الثاقبة وخبرته القيادية الثرية «مرحلة التمكين» السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي للدولة، لإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات التي تحققت وتطوير آليات الأداء المؤسسي والعمل المنهجي وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة، وصولاً إلى التميز والريادة والإبداع والابتكار، في تحقيق المزيد من الإنجازات النوعية في شتى المجالات وإعلاء رايات الوطن وشأن المواطن، وهناك إجماع من مراقبين ومتابعين على أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر من أنجح التجارب الوحدوية التي ترسخت جذورها على مدى أكثر من أربعة عقود متصلة، وذلك نتيجة طبيعية للانسجام والتناغم بين القيادات السياسية والتلاحم والثقة والولاء والحُب المتبادل بينها وبين مواطنيها. وتعد دولة الإمارات في قائمة أفضل الدول في العالم جذباً واستقطاباً للعمل والإقامة فيها وأحرزت المرتبة الأولى عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات باحتضانها نحو أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم على أرضها، وذلك وفقاً لتقرير المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة التابعة للأمم المتحدة للعام 2014م. ودوماً يؤكد سموه أن الحفاظ على روح الاتحاد يتمثل في تمكين المواطن، باعتباره الأولوية الوطنية القصوى والرؤية المستقبلية الموجهة لجميع الاستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها الدولة في قطاعاتها كافة خلال السنوات العشر القادمة، فتمكين المواطن هو مشروعنا للعشرية الاتحادية الخامسة مشروع نؤسس به لانطلاقة وطنية أكبر قوة وثقة مشروع مرتكزاته إنسان فاعل معتز بهويته وأسرة متماسكة مستقرة ومجتمع حيوي متلاحم يسوده الأمن والعدل، يعلي قيم التطوع والمبادرة ونظام تعليمي حديث متقدم وخدمات صحية متطورة واقتصاد مستدام متنوع قائم على المعرفة وبنية تحتية متكاملة وبيئة مستدامة وموارد طبيعية مصانة ومكانة عالمية متميزة، وأطلقت الإمارات مؤخراً 100 مبادرة وإجمالي استثمارات يصل الى 300 مليار يشمل انشاء صناديق تمويل للعلوم والأبحاث والابتكار وإعادة النظر في كافة التشريعات الاستثمارية للتشجيع على نقل التكنولوجيا ودعم الابتكار وإنشاء شركات تعاقدية تصنيعية عالمية. محطات باختصار على الرغم من صعوبة المرور السريع على بعض المحطات المهمة والأساسية من حكم الشيخ خليفة خلال عشر سنوات مضت حافلة بالإنجازات، لأن كل محطة منها تحتاج إلى ملف كامل وملحق منفصل، إلا أن من الضرورة بمكان الإطلالة على بعضها، فقد عزز «التمكين» في جميع المجالات ومشاركة أبناء الوطن في صنع مستقبلها، وأولى التعليم والصحة عناية فائقة وأكد المشاركة السياسية لأبناء الوطن بالانتخابات التشريعية، وأشاد بما حققته المرأة من تقدم وحضور فاعل في مختلف الميادين المحلية والعالمية، وكانت رؤيته في التزود بالعلوم والمعرفة سبيلاً نحو تحقيق النقلة الحضارية للدولة، وأولى اهتماماً كبيراً بالقطاع الخاص ودوره في التنمية والنهضة، باعتباره شريكاً أساسياً للدولة في خططها للنهوض بالمجتمع والارتقاء بحياة المواطنين ومواجهة التحديات الجدية التي تطرحها التطورات العالمية على مختلف الصعد، أما استراتيجية المستقبل ومبادرة الهوية الوطنية التي أطلقها عام 2007، فهي دوماً في نصب عينيه، فقد تم اعتماد العام 2008، عاماً للهوية الوطنية، فمَن لا هوية له لا وجود له في الحاضر ولا مكان له في المستقبل. وبخصوص المشروع النهضوي الذي أطلقه سموه عام 2007، أثناء افتتاحه لدورة المجلس الوطني الاتحادي، فيجسد آماله وطموحاته لإخوانه وأبنائه المواطنين، ويعبّر عن نظرة ثاقبة في تحويل الرؤية التطويرية لمرحلة التمكين إلى استراتيجيات عمل وقيم سلوكية يمارسها المواطن في حياته اليومية. كما أطلق سموه مشروع العشرية الخامسة في كلمته في اليوم الوطني الأربعين، في الأول من ديسمبر 2011 الذي في تمكين المواطن، وفي كلمته في اليوم الوطني الحادي والأربعين، في الأول من ديسمبر 2012 أعلن عن أهمية تعزيز التلاحم الوطني، من خلال حزمة من المبادرات والقرارات التي تجسد رؤاه الاستراتيجية في ترسيخ ثقافة المواطنة وتعميق حب الوطن وتأكيد الولاء والانتماء له وتعزيز التلاحم والتواصل القائم بين الشعب وقيادته. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى تكريسه مبدأ التنمية المتوازنة بين مناطق الدولة، ومختلف مشاريع تطوير البنية التحتية، والقرارات الإنسانية التي تدخل الفرح والسرور في قلوب ونفوس الآلاف من الأسر والعائلات من خلال توجيهاته بالإفراج عن سجناء كثر والتكفل بسداد مديونياتهم. وتوجيهاته بمنح أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب الحق في التقدم للحصول على جنسية الدولة حال بلوغهم سن الثامنة عشرة. والتأكيد على مكانة المرأة، والفوز بإكسبو 2020، ومشاريع الطاقة العملاقة، والوصول إلى الفضاء، وإطلاق الاقمار الصناعية، وغير ذلك الكثير من المحطات التي تؤكد ان دولة الإمارات لا تقبل إلا بالمركز الأول. الإمارات والجانب الإنساني تصدرت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم للعام 2017، وذلك وفقاً للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقدمت الإمارات خلال عام 2017 مساعدات إنمائية بقيمة 19.32 مليار درهم، (5.26 مليارات دولار)، بمعدل نمو 18.1 % مقارنة بعام 2016 وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54 %» وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة. واستمراراً لما تميزت به المساعدات الإماراتية خلال الأعوام السابقة من المساهمة في التنمية الدولية المستدامة فقد تميز عام 2017 باستمرار الانتشار في العديد من دول العالم، حيث وصلت المساعدات الإماراتية إلى 147 دولة -منها 40 دولة من البلدان الأقل نمواً- موزعة على مختلف قارات العالم، منها قارة آسيا التي استحوذت على ما يقرب من 43 % من المساعدات الإنمائية بقيمة 8.28 مليارات درهم متفوقة بذلك على قارة أفريقيا التي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 28 % وبقيمة 5.44 مليارات درهم نظراً للدعم الكبير المقدم للجمهورية اليمنية الشقيقة بقيمة 4.03 مليارات دولار. كما تميزت المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية بأن أكثر من 94 % منها تمت على شكل مساعدات تنموية بقيمة 18.3 مليار درهم في عام 2017، تم توجيه 68 % من قيمة تلك المساعدات لصالح قطاع دعم البرامج العامة بقيمة 12.38 مليار درهم لمساعدة حكومات الدول للوفاء بنفقاتها العامة والحفاظ على موازين مدفوعاتها، إلى جانب تعزيز استقرارها النقدي والمالي ومناخ الاستثمار فيها وتوفير فائض يتم توجيهه لخدمة أهداف تنموية أخرى بخططها التنموية، خاصة بدول مثل اليمن والأردن والمغرب والسودان والسلطة الفلسطينية وصربيا. يوم العلم الإماراتي تحتفل دولة الإمارات في الثالث من نوفمبر من كل عام، بيوم العَلم الإماراتي، الذي يصادف تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مقاليد الحكم والقيادة في دولة الإمارات، حيث يرتفع ويحلق علم دولة الإمارات عالياً في مثل هذا اليوم من كل عام، فوق كافة المباني الحكومية والمنشآت العامة والخاصة وبيوت المواطنين، في تعبير عن مدى حبهم لوطنهم وانتمائهم وولائهم لدولتهم وقيادتهم. وتتسابق كافة مؤسسات دولة الإمارات إلى رفع العلم الإماراتي، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، للجهات والدوائر والوزارات الاتحادية برفع العلم على مبانيها، في تمام الساعة الثانية عشرة الثالث من شهر نوفمبر، الذي يصادف تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مقاليد الحكم والقيادة في دولة الإمارات، حيث يؤكد سموه في كل مناسبة على «أننا لسنا إمارات، نحن دولة الإمارات». وتشهد دولة الإمارات العربية المتحدة، لحظات تاريخية في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، في الثالث من نوفمبر من كل عام، حيث يلتف شعب الإمارات وقيادته حول علم دولة الإمارات، ويقفوا له في وقت واحد ويهتفوا بنداء واحد لتظل رايته خفاقة أبية. يوم الشهيد الإماراتي بعد مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في الاتحاد العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لعودة الشرعية في اليمن أبلى الإماراتيون بلاءً حسن حيث قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة اكثر من 70 شهيدا من أصناف قواتها المسلحة البطلة الباسلة، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية على أرض اليمن دفاعا عن الحرية والمصير والثوابت ورفعوا راية بلدهم عاليا، وقد خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، «يوم الشهيد» تخليدا وعرفانا وتقديراً وتثميناً لذكرى الشهيد الإماراتي البطل وارتبط هذا التاريخ بذكرى استشهاد اول شهيد إماراتي في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران. وخُصص مكتب لشؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليكرس يوم الشهيد فخر واعتزاز حكومة وشعب به، ومن أجل إعلاء راية الوطن وحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة، وذلك للتاكيد على قيم الولاء والوطن والأمة والتضحية والفداء كمنهج راسخ ومستمد من ديننا الحنيف الذي أعلى من مكانة الشهادة والشهداء.