تصدرت المصافحة العفوية الودية بين سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة مجموعة العشرين ببوينس آيرس الصفحات الأولى للجرائد على مستوى العالم، حيث علقت شبكة CBS الأميركية وقالت إن التحية التي ظهرت على البث المباشر للقمة حينما شد سمو ولي العهد على يد الرئيس الروسي أظهرت مدى عمق وود العلاقات بينهما. بوتين الذي جلس إلى جوار ولي العهد أكدت بلاده مراراً وتكراراً أن توطيد العلاقات مع المملكة هو السبيل الوحيد لضمان استقرار أسواق النفط العالمية في الوقت الحالي، لا سيما في ظل العديد من التحديات التي ينتظرها. هذا الموقف في افتتاح القمة كان كفيلاً أن يرسل رسائل للعالم بإدراك الدول الكبرى أهمية المملكة ووضعها الإقليمي والدولي وحضورها الدائم في الملفات والقضايا المصيرية، ما جعلها بعزم وقوة وإصرار قيادتها وتفردها وبرؤية 2030م تشارك في قمة G20، وتوجهت أنظار العالم لسمو ولي العهد -يحفظه الله- كقائد فذ يقف خلف مشروع التجديد والإصلاح الاقتصادي للمملكة كنموذج لدولة عصرية تشق طريقها إلى عنان السماء بخطى ثابتة ومدروسة، وهي الرسالة الأهم التي يحملها للمؤتمر، بعد أن أكمل وأنهى وضع حجر الأساس لأكبر اقتصاد عملاق لتحقيق مقولة سموه «حلم الحالمين في نيوم»، ووعد ولي العهد بأن نمضي بثبات وهمة شعب عظيم لن تتوقف، بعد اكتمال اللبنات والمرتكزات الاقتصادية الثلاث (وعد الشمال) (ومدينة نيوم) (ومشروع الطاقة). وقبل القمة أنهى سموه جولته العربية التاريخية لعدة دول بدأها من أبوظبي وختمها في تونس للتناقش في مستقبل هذه الأمة وقضاياها لمناقشتها في قمة العشرين، وهذه تمثل مرحلة القيادة والريادة لهذا القائد الفذ باعتبار السعودية إحدى الدول الست التي تمثل أكبر القارات بالعالم وتؤثر بشكل مباشر على مجريات الأحداث على الساحة الدولية يضاف ما تقوم به من مسؤوليات اقتصادية وسياسية تجاه الدول الصديقة وإنهاء الصراعات الإقليمية بين دول الجوار. إن مكانة المملكة وضخامة اقتصادها، وكونها إحدى دول مجموعة العشرين، والأكبر إقليمياً وعربياً، هي وقائع حتمت وضعها في مركز متقدم في التشريعات وسن الأنظمة. إن التحول الوطني قد جعل من المملكة وعاء جامعاً لعالم حقيقي عبرت عنه العقود الضخمة التي وقعت بالمليارات لجلب الشركات العالمية العملاقة في مجال تقنية المعلومات. وما تحقق أخيراً بأن احتلت المملكة المركز الأول عربياً والواحد والعشرين عالمياً من قبل مركز حقوق الملكية الفكرية لعام 2017 من قبل مؤشر جذور الابتكار التابع للغرفة التجارية الأميركية، وهو ما يعزز اتجاهها القوي في الابتكار والإبداع الذي يعد أساس الاقتصاد المعرفي لتحقيق النمو المستدام وتنوع مصادر الدخل لتحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2030م لتحقيق رؤية المملكة 2030م.