قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر العربية، إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزير ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لوطنه الثاني مصر ستستغرق يومين. وأضاف راضي إنه من المنتظر أن تتضمن الزيارة عقد جولة مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرةوالرياض. ومن جانبها، قالت النائبة غادة عجمي عضو مجلس النواب المصري، في تصريحات ل"الرياض"، إن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية علاقة أخوية تتسم بالتميز منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وتتكامل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مشيرة إلى أن البلدين تجمعهما صلة أرحام وصلة أخوة أبدية وصلة تقدير لكثير من الأمور. ورحبت النائبة غادة عجمي بزيارة سمو ولي العهد، إلى مصر قائلة: "أهلاً ومرحباً بأمير الفرسان، مرحباً بك في بلدك الثاني". وأوضحت عجمي أنه منذ توقيع معاهدة الصداقة عام 1926م وعلاقة البلدين في تطور مستمر، تضرب أروع الأمثال لجذور تاريخ عظيم، حيث وقعت المملكة ومصر على اتفاقية دفاع مشترك في عام 1955م ورأس الوفد السعودي آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وبعدها أعلنت السعودية التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر وقدمت منحة كبيرة لمصر نحو 100 مليون دولار لبناء السد العالي، وتبعها الموقف المشرف للسعودية بوقف النفط في حرب أكتوبر 73م. وشددت على أن مصر قيادةً وشعباً لا تنسى فضل المملكة في التصريحات شديدة اللهجة بأن أمن مصر من أمن المملكة، وكانها أبرزها وقوف المملكة في 30 يونيو موقف الأسد بجانب مصر حتى الانتخابات الرئاسية التي أفضت بالسيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية. وأكدت عجمي أنه يوماً بعد يوم تبرز قوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية، حيث تتشابه في مجمل قضايا المنطقة العربية، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اكتملت هذه الوحدة بالمواقف، ورسم رؤية استراتيجية اقتصادية على أعلى مستوى وبذلك ستظل المملكة ومصر في سفينة واحدة تهدف إلى مصلحة المنطقة العربية جميعها وتحارب الإرهاب بملفات مدروسة. وبمناسبة الزيارة، دشنت سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة هاشتاق على حساباتها المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "ولي العهد _ في بلده الثاني _ مصر"، ولاقى حفاوة ومشاركة واسعة من رواد مواقع التواصل الذين رحبوا بسمو ولي العهد في القاهرة. وتزينت شوارع القاهرة بأعلام المملكة ومصر، وصور سمو ولي العهد، لاستقبال الضيف العزيز، ورفعت قوات الأمن المصري درجة الاستعداد بين صفوفها لتأمين موكب ولي العهد والضيوف الحضور. ورحب الدكتور حسين أبو العطا، رئيس حزب "مصر الثورة"، بزيارة سمو ولي العهد لمصر، مؤكداً أن الزيارة ذات دلالة استراتيجية مهمة. وقال أبو العطا إن الزيارة توضح حرص ولي العهد الشخصي، وحرص قيادة المملكة على تعزيز علاقات التشاور والتنسيق مع مصر، بما يحقق مصالح الأمتين العربية والإسلامية وشعوبهما. وأضاف أبو العطا أن زيارة ولي العهد التاريخية لأرض الكنانة تؤكد متانة ودفء العلاقات الثنائية المشتركة بين الرياضوالقاهرة، اللتين تربطهما علاقات استراتيجية وتاريخية جيدة، لا يمكن بحسب تأكيدات قيادة البلدين أن يزعزعها أي كيان أو تحالف، حيث قنوات الاتصال المفتوحة والزيارات المتبادلة. وعلى هامش الزيارة، تشهد القاهرة صباح الثلاثاء، انعقاد مجلس الأعمال المصري السعودي برئاسة عبدالحميد أبو موسي محافظ بنك فيصل ورئيس الجانب المصري والشيخ عبدالله بن محفوظ نيابة عن الشيخ صالح كامل رئيس الجانب السعودي، وذلك بحضور أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف المصرية والدكتور سامي العبيدي رئيس مجلس الغرف السعودية لوضع خطة عمل للنهوض بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين الشقيقتين مصر والمملكة العربية السعودية. وقال رئيس اتحاد الغرف المصرية إن الاجتماع سيناقش خطة العمل التي وضعت بين الاتحادين، والتي تتضمن تنمية العلاقات الاقتصادية على المستوى الثنائي بالإضافة إلى الانطلاق نحو التعاون الثلاثي لمشروعات مشتركة في أفريقيا من خلال رئاسة مصر لاتحاد الغرف الافريقية ورئاسة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي القادمة للاتحاد الأفريقي، خاصة في مجالات المقاولات والبنية التحتية والزراعة والتصنيع المشترك، بالإضافة لتعظيم الاستفادة المشتركة من اتفاقيات التجارة الحرة الإفريقية. وأضاف الوكيل أنه سيتم تفعيل التعاون بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمملكة ومصر من خلال الربط بين الغرف التجارية في كلا من البلدين والذى سيتم تفعيله بعقد اجتماع مشترك لمجالس إدارات الاتحادين الأول في أسوان يومي 18 و 19 ديسمبر، ويليه الاجتماع الثاني في الطائف، لفتح قنوات اتصال مباشرة بين الغرف في الجانبين لصالح منتسبيهم من الشركات الصغيرة والمتوسطة وعرض فرص التعاون المشترك في المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في الخدمات المقدمة من كل غرفة خاصة في مجالات المعونة الفنية والتمويل وريادة الأعمال والتدريب. وأكد رئيس مجلس الغرف السعودية أن العلاقات بين المملكة والشقيقة مصر والزيارات المتكررة هي رسالة لا تقبل التأويل لعمق العلاقات بين دولتينا الشقيقتين التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولى عهده الأمير محمد بن سلمان، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الشقيقة الكبرى مصر. وقال إنه قد آن الأوان ليقوم مجلس الغرف السعودي واتحاد الغرف المصرية ومجلس الأعمال المشترك بالدور الفاعل والواجب للنهوض بالتبادل التجاري وتعظيم الاستثمارات خارج الأنشطة التقليدية من استثمار سياحي وعقاري والدخول في التكامل الصناعي لخلق قيمة مضافة حقيقية والأهم فرص عمل لشباب البلدين الذين يتجاوزون 70 % من حجم السكان. وأوضح أنه في هذا الإطار يقوم الاتحادان بعمل حصر للصناعات القائمة ومدخلاتها للترويج للتكامل بين القطاعين الصناعيين خاصة مع الميزة التنافسية لاتفاقية التجارة الحرة والتكلفة المحدودة للشحن. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على وضع مسارات للسياحة السعودية في مصر وهو ما قامت به العديد من الدول الجاذبة للسياحة السعودية، وذلك لتعظيم العائد منها خاصة مع نمو الخطوط المباشرة من مختلف مدن المملكة الى العديد من المدن المصرية. وتم الاتفاق على آلية من خلال الغرف للمعاونة في حل مشاكل المستثمرين السعوديين في مصر، والمصريين بالسعودية ورفعها للحكومات والأهم السعي لمنع تكرارها. وأضاف رئيس مجلس الغرف السعودية، أن مصر أصبحت جاذبة أكثر من أي وقت مضى بعد برنامج الإصلاح الاقتصادي الذى تضمن إصلاحات مالية ونقدية وتشريعية واجرائية تضمنت تحرير سعر الصرف وخفض عجز الموازنة، ليرتفع معدل نمو الناتج المحلى إلى أكثر من 5,7 % وينخفض عجز الموازنة إلى 9,5 % ويرتفع الاحتياطي من النقد الأجنبي إلى إكثر من 44,4 مليار دولار مما يعطى الثقة للمستثمر السعودي. وأوضح أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف المصرية، أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات العربية في مصر، إذ بلغ عدد المشروعات السعودية في مصر أكثر من 2900 مشروع تغطي كافة المجالات الإنتاجية والخدمية، وبلغت قيمتها أكثر من 27 مليار دولار بمساهمات سعودية تجاوزت 5,7 مليارات دولار، هذا فضلاً عن ممتلكات الأخوة السعوديين من الأصول العقارية في وطنهم الثاني مصر، والتي تقدر بعدة مليارات. وأضاف أنه في المقابل، تنامت الاستثمارات المصرية في السعودية ليصل عدد المشروعات إلى 1300 مشروع، باستثمارات تتجاوز 2.5 مليار دولار، منها 1000 مشروع برأس مال مصري 100 % تجاوز 1,1 مليار دولار. كما تصاعد وتنامى التبادل التجاري ليتجاوز 6,2 مليارات دولار، بزيادة سنوية 16,5 %، كما تشكل السياحة السعودية أكثر من 20 % من السياحة العربية، كما بلغ عدد المصريين الذين يعملون بالمملكة 1,8 مليون بخلاف أسرهم وهناك أكثر من نصف مليون من السعوديين المقيمين إقامة دائمة بمصر.