يتهمني البعض بأنني أبالغ في إظهار الحب، عندما أتكلم عن السعودية، أو أتصدى لأقوال وأفعال بعض من يحاولون الإساءة إليها! والجواب عندي أن قدري عشق وطن النجوم، بيقين يدرك أن ثراه المحبب الذي تخلقت منه خلايا عمري، لا تعدله عندي كنوز الأرض، وأن قيمته تشكلت بحكمة قادته وطيبة أهله وخصائصهم الإنسانية، لتكون وقود وطنيتي، وهي أيضا ما يحرك نوازع وأحقاد من يكرهونه، ويدفعون سنوات أعمارهم للتقليل من قدره والإساءة إليه، غير أن ذلك يضاعف حبي له مع كل كلمة أو حرف يصدر من أفواههم التي تحترف السوء والشر. عجيب أمرهم كم يحقدون ويحسدون، ويسهرون لياليهم يخططون، ويدفعون دماء قلوبهم لينفذوا حيلهم، وينشروا حولنا الفتن، بوهمهم المريض بأننا ننكسر عند الصعوبات، أو نحني جباهنا عند العواصف. هم يرحلون ويحترقون، مثل فراشات الليل، بينما تبقى السعودية جذع شجرة الحياة التي التففنا حولها، وتبرعمنا وتغذينا من خيرها، وتنفسنا عبير أزهارها، جذع متين يحمينا، ونحن نذود عنه من الآفات والكواسر والجوارح. نعم أعشق وطني، بجميع معطياته وعظمة تاريخه، واثقا بأن تطلعات ملوكنا ليست إلا جزءا لا يتجزأ من حكاية عشقنا المتجذر المتجدد لهذا الوطن، بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز برؤيته وحرصه وعزيمته للملمة الشتات، فيمتد خيره مع غصن نجله الملك سعود الوارف، وليثبت عمق رسوخ محبته للثرى مع شموخ وعنفوان الملك فيصل، الذي أورق بالخير وأزهر بالحب على زمان طيبة ونماء قلب الملك خالد الأب، وحتى وجدنا من يجمع العالم جندا لنجدة الجار القائد الملهب للأنفس بالحماس الملك فهد، ومن ثم تشيع ضروب الإنسانية في زمن الملك الأب الإنسان عبدالله، حتى وصلنا مع ملك عزمنا وحزمنا برؤية المواقف الإنسانية والخيرية سلمان إلى خلاصة الخلاصة، الذي تبنى قفزات التغيير الحميد المفيد لبلد يستحق التحفيز والقفز إلى مصاف الدول العظمى. نعم أعشق وطني، وأعرف أن روح الشباب الوهاجة القادمة من نوافذ المستقبل قد حملتنا جميعا على أجنحة العز والمعرفة والثقة إلى رؤية مستويات بعدية لا حدود لعلوها، ولا نهايات لسقف طموحها وسماحتها ونقائها. نعم أحب شعبي السعودي الناهض، الذي أصبح حديث العالم أجمع، بما يحمله من معاني الوطنية، وأخلاق الوفاء، وقدرات العطاء، وحيوات التجدد، والطموح، فنجده لساننا ويدنا في جميع المجالات الإنسانية والعلمية والعسكرية والأمنية والثقافية والإنسانية مسابقا الزمن، ومحيرا العقول، ومخزيا عين كل معارض وكاره. نعم أحب وطني بالأوفياء من كبار القدر والحكمة، ومن قوة وعزيمة وتعقل شبابه الأشاوس النجباء، ووقفات نسائه الطامحات المعجزات لكل ناقد، وأعشق براعم أطفاله الحماس الواعدين باستمرار وتعاظم منظومات الحب والوطنية والوفاء في أجيال قادمة، نبنيها محتذين سير من سبقونا، وضحوا بأنفسهم من أجل بقاء وتبرعم شجرتنا الباسقة.