تترقب روسيا إعلان دخول كبرى شركاتها للنفط والغاز والطاقة والبتروكيميائيات في تحالفات استراتيجية ضخمة مع المملكة بقيادة عملاقي النفط والبتروكيميائيات في العالم شركتي «أرامكو السعودية» و»سابك»، في استثمارات مشتركة واسعة تشمل الاستكشاف والإنتاج والتسويق للغاز والكيميائيات وخدمات النفط مع «أرامكو» في البلدين، والبتروكيميائيات مع «سابك» في روسيا، حيث تمضي المفاوضات حالياً على أشدها بأعلى مستوى لعدة مشروعات وأبرزها دخول «أرامكو» حليفاً في أكبر مشروع روسي لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في الشمال القطبي الروسي بحجم استثمارات قدرها صندوق الاستثمار المباشر الروسي بخمسة مليارات دولار، إضافة إلى مشاركة «أرامكو» و»سابك» في مجمع للبتروكيميائيات في روسيا، ومشروع «أرامكو» وأكبر شركة روسية للكيميائيات لإقامة مجمع للصناعات التحويلية في الجبيل الصناعية في أول تحالف سعودي روسي كيميائي في المملكة. وسلط تلفاز روسيا الإخباري الضوء على آخر تطورات المشروعات وتأكيدات وزير الطاقة م. خالد الفالح أن المشروعات سترى النور قريباً في المملكة وروسيا، حيث قال لقناة 24 الإخبارية إن شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» العملاقة للبتروكيميائيات في السعودية تتأهبان للاستثمار في بناء مصنع معالجة في روسيا، وقال الوزير إن الشركاء السعوديين يأملون في التعاون مع «سيبور» أكبر شركة للبتروكيميائيات في روسيا، وأتمنى أن يسمح تعاوننا مع شركة «سيبور» لشركة «أرامكو السعودية» وشركة «سابك» بالاستثمار في بناء مصنع للبتروكيميائيات في روسيا. وأضاف الفالح أن المملكة تناقش حالياً فرصة بناء مصنع للمطاط الاصطناعي في مدينة الجبيل السعودية مع شركة الطاقة الفرنسية الكبرى «توتال» وشركة «سينوبك» الصينية وشركة «سيبور» الروسية، وقال «نحن في نقاش متقدم مع (سيبور) وكذلك مع (توتال) و(سينوبك) ويتطلع الكونسورتيوم إلى بناء مصنع لإنتاج المطاط الصناعي في الجبيل وأنا متأكد من أن المصنع سوف يتم بناؤه». من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة «سيبور» الروسية ديمتري كونوف إن شركته تجري محادثات متقدمة مع شركة «أرامكو السعودية» لإقامة مشروع مشترك لإنتاج المطاط الصناعي بالسعودية وإن شركته تمتلك تكنولوجيا المطاط الصناعي لكن لا يتوفر سوى القليل من المواد الخام في روسيا إلى جانب انخفاض نمو الطلب المحلي، في حين تتوافر في المملكة العربية السعودية أهم المواد الخام والأسواق الآسيوية المتنامية والتي جميعها تعجل لتنفيذ المشروع، مشيراً إلى أن الشركاء يبحثون حاليًا عن حلول فنية وتجارية وهندسية مناسبة. وقال كونوف «إننا نطلق مصنعاً مشتركاً لإنتاج المطاط الصناعي في الهند هذا العام بتقنية روسية ونحن نحاول تطبيق نفس المنهج في المملكة العربية السعودية». وسوف يهيئ المشروع أثمن الفرص لأكبر شركات البتروكيميائيات الروسية لفرض منافستها في قلب السوق السعودي كمسوق ومستثمر مباشر وسط إصرار كبير من الجانبين لإنجازه في ظل تلاقي مصالح وإمكانيات ومقدرات الشركتين في تقنيات التصنيع ووفرة الخام واللقيم وكفاءة سلاسل الإمدادات والتوريد وديمومة الطلب في السوق السعودي المزدهر والذي يمثل حلقة الوصل بين أكبر الأسواق استهلاكاً لمنتجات المطاط الاصطناعي. في حين تخوض «أرامكو» أكبر المفاوضات للتحالف في مشروع الغاز الطبيعي المسال الروسي بالقطب الشمالي وذلك بعد أن عرضت روسيا على شركة أرامكو ليكون لها دور محوري في مشروع الغاز الطبيعي المسال-2 الذي تقوده شركة «نوفاتك» أكبر شركة خاصة منتجة للغاز في روسيا ويهدف البدء في بناء أول وحدة معالجة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في مشروع «يامال للغاز المسال» الذي تقدر قيمته بنحو 25.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 20 مليون طن من الغاز المسال سنوياً، وأن يبدأ العمل بحلول عام 2023.