أنهت «مسك الفنون» فعالياتها بنجاح لافت في «درة الرياض» حيث قدمت خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 3 نوفمبر أنشطة فنية متنوعة اشتملت على العروض المسرحية الحية والفن التشكيلي والنحت والعروض وغيرها الكثير وسط حضور من جميع الفئات. الأوركسترا وتأتي فكرة «الأوركسترا» السعودية - الفرنسية ضمن فعاليات مسك الفنون 2018، كفكرة إبداعية تتولى الإشراف عليها فرقة «مقام» الموسيقية السعودية ويشارك بها مجموعة من الفنانين السعوديين الشباب بآلاتهم الموسيقية المختلفة بالإضافة إلى 7 فنانين فرنسيين ليعزفوا الأنغام السعودية على أسماع مرتادي الفعاليات. يقول المدير التنفيذي ل «مقام» الفنان جمال البشري: إنه استشعر مبكراً «النقص» الواضح في الموسيقى المحترفة المبنية على الأسس العلمية في الشارع السعودي ومن هنا جاءت الفكرة بإنشاء هذه الفرقة ليكرس نفسه من خلالها لإبراز الفن السعودي الجميل وكذلك إبراز المواهب السعودية في مختلف الآلات الموسيقية العربية والغربية خصوصاً في ظل النهضة الثقافية العظيمة التي تشهدها المملكة في الأعوام الثلاثة المنصرمة ومن ذلك الدعم الذي تلقاه من مسك الفنون هذا العام ليقدم هذه الفكرة الفريدة للجمهور على مسرح الفعاليات. أما مايسترو الفرقة السعودية عازف آلة العود الفنان سلطان الفرد فهو ذلك الفنان الذي عاش بين والدين محبين للموسيقى، والدته ذات التوجه الفني السعودي ووالده الذي عاش لفترة في مدينة كاليفورنيا الأميركية ليأتي عاشقاً لفن الروك إلا أن كفته مالت للفن السعودي. النحت على الطين وجدت ورشة «الفنون الإسلامية منطلق التصميم والفن المعاصر» استحسان زوار مسك الفنون، وتحدثت ل»الرياض» هيا الرشود دكتور التصميم والفنون قسم التقنيات في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن قائلة: إن الورشة عبارة عن فنون تشكيلية «ومشاركتنا كانت عن خامة الطين وهي خامة متداولة وبسيطة وسهلة التشكيل ويستطيع الإنسان التكيف معها ويشعر بشعور الانتماء والاحتواء»، مضيفة أن رؤية المملكة 2030 أتاحت الفرصة لنشر مثل هذه الفنون والثقافات وبدأت الناس تتوجه بشكل شغوف للتعرف على مكونات الفن بأشكاله المختلفة «ومن خلال مشاركتنا وجدنا الإقبال من جميع الفئات». الفن التشكيلي وخلال جولة الرياض في مسك الفنون التقينا سارة العجمي الفنانة التشكيلية التي شاركت لأول مرة في هذه الفعالية من خلال عرض لوحات تحكي حكايات وذكريات جميلة، وعبرت سارة عن فرحتها بالمشاركة في مسك الفنون «وهذه جهود جبارة تساهم في تطوير الفنون بشكل يواكب رؤية 2030». لوحة نيوم تحكي الرسامة الصغيرة فهدة مشاركتها الأولى في مسك الفنون من خلال عرض لوحات فنية تحكي المستقبل والواقع، ولوحتها «نيوم» التي رسمتها تعبر عن فخرها بهذا المشروع السعودي الطموح الذي يعني المستقبل الجديد، بالإضافة إلى لوحة «الزهايمر» التي رسمتها الفنانة الصغيرة لتعالج واقع هذا المرض. النحاتون أحد رواد هذا الفن الجميل هو الفنان السعودي علي الطخيس الذي يعد من أوائل الذين اهتموا بفن النحت وإبرازه قبل نحو 40 عاماً، في وقتٍ كان الاهتمام كله منصباً فقط في اتجاه اللوحات الفنية حيث كان يشاهد المنحوتات توضع جانباً في المعارض التي يحضرها في بداياته ولا تلقى الاهتمام الكافي، فأخذ على عاتقه إبراز هذا الفن الجذاب في السعودية بإقامة معارض خاصة فقط بالمنحوتات ثم انطلق منها نحو الفعاليات العالمية والحصول على العديد من الجوائز الدولية. جاء الطخيس إلى مسك الفنون 2018 حاملاً معه قصة كفاح ونجاح تتمثل في ابن أخيه طلال ذلك الشاب الذي بدأ في عمر الخامسة بقص شريط افتتاح المعارض التي يشارك فيها عمه ليعيش تجربته الفريدة لحظة بلحظة ويتحول في النهاية إلى نحات محترف بعد أن لازم عمه في عمر الخامسة والعشرين لمدة 5 سنوات متذبذباً في عدة مجالات وظيفية إلى أن وجد في نفسه أخيراً ذلك الفنان المبدع وقرر خوض غمار هذا الفن وصولاً إلى تنظيم الفعاليات. أما على مستوى الفنانين المشاركين في مسك الفنون من خارج السعودية هناك فنان مكسيكي مبدع لأول مرة يزور المملكة يدعى إرنيستو هومي يحمل قصة عشق فريدة للنحت بدأت عندما كان في عمر الثامنة مع انطلاقة أولمبياد المكسيك 1968 يتجول في أحد الأزقة التي زينها النحات المكسيكي ماتياس غويريتس بمنحوتاته الجميلة بمناسبة الأولمبياد، إلى أن تخصص في الفنون في دراسته الجامعية وبدأ الاحتراف في النحت.. منصات فنية وضمن فعاليات مسك الفنون 2018 سيلفت انتباه الزائر معرض «الجاليري السعودي» الذي يضم 8 منصات سعودية يتم من خلالها عرض الأعمال الفنية الإبداعية من لوحات ومنحوتات وأعمال فنية على الألواح الخشبية وغيرها من أنماط الفن التشكيلي الجذاب. المنصات الثماني التي أخذت فرصتها لنثر الإبداع من خلال الجاليري السعودي والتي جاء مالكوها من مختلف أنحاء المملكة، هي «الفن النقي» ومنصة «أثر» و»تراث الصحراء» و»نسما للفنون» و»صالة حوار الفنون» و»حافظ جاليري» و»الحاسة السادسة» و»أتيليه جدة للفنون الجميلة». وبالتجول بين أركان الجاليري يجد الزائر منصة «الحاسة السادسة» للفنانة التشكيلية أسماء الدخيل التي توقفت عن عرض أعمالها منذ العام 2008م، وتحولت من فنانة إلى منظمة معارض فنية لتكون حلقة الوصل بين الفنانين والمهتمين بالفن وكذلك تساهم في تقديم الأعمال المساندة للفنانين، فيما قررت المشاركة هذه المرة حصرياً بلوحات الفنان السعودي القادم من المنطقة الشرقية عبدالرحمن السليمان كونه من القلائل الذين دخلت لوحاتهم في المزادات العالمية والذي باع مؤخراً لوحتين في مزاد «سو ذبز» في بريطانيا بمبلغ تجاوز المليون ريال. هذا وتحضر منصة «جاليري الفن النقي» بأعمال لمجموعة من الفنانين وتتنوع المعروضات بين الأعمال التركيبية بالمعادن والأعمال التجريدية باستخدام الأسلاك والبلاستيك والأعمال المستوحاة من الخط العربي فيما كان الفنان ناصر التركي حاضراً من خلال المنصة بلوحاته التي أسماها «موجة ذهب» حيث تمثل له الموجة الناقل للمعلومات والمعرفة واللون الذهبي يمثل قيمة هذه المعرفة التي يساهم في نقلها الفن التشكيلي للشعوب الأخرى. «جاليري نسما للفنون» يحضر أيضاً من مدينة جدة ليشارك من خلال «الجاليري السعودي»، حيث يبدي المدير العام ل «نسما» الفنان التشكيلي محمد العبلان سعادته بهذه المشاركة ومساهمة المنصة في تقديم الخدمات المجانية في مدينة جدة للهواة لعرض لوحاتهم وتوفير مرسم للفنانين بشكل عام والهواة بشكل خاص بدون مقابل وإقامة من 12 إلى 16 معرضاً فنياً سنوياً، حيث تمثل نسبة الوساطة بين الفنانين والمشترين الدخل الوحيد للجاليري. ومن بين تلك المنصات تشد الانتباه منصة «أتيليه جدة للفنون الجميلة» التي كان حضورها مختلفاً حيث يتم من خلالها عرض المشغولات اليدوية الفنية التي قام بتصميمها أساتذة وأكاديميون في الفنون التطبيقية والتي تستوقف الزائر للاستمتاع باللمسات الفنية الرائعة التي طبعتها أنامل الفنانين على هذه المشغولات. يقول المسؤول عن إدارة منصة «أتيليه جدة» المشاركة في فعاليات مسك للفنون الفنان التشكيلي رياض حمدون: إن المنصة التي تعد أقدم صالة عرض فنون جميلة في المملكة تهدف في المقام الأول إلى النشر المعرفي للفن التشكيلي بأشكاله المختلفة والتعريف به وخصوصاً المشغولات اليدوية التي تتنوع المواد المستخدمة بها بين الأخشاب والنحاس والحديد وغيرها، وكذلك القيام بدور الوسيط بين الفنانين والمهتمين بشراء هذا النوع من الأعمال الفنية. زوار يتأملون لوحات مسك الفنون جانب من المنحوتات المشاركة Your browser does not support the video tag.