يعد «معرض الخط العربي» أحد أبرز المعارض التي تقدمها فعالية «مسك الفنون 2018» المقامة في درة الرياض خلال الفترة من 30 أكتوبر- 3 نوفمبر، حيث يشارك في المعرض عدد من أبرز الخطاطين الرواد من شتى أنحاء العالم، الذين قدموا نماذج إبداعية متنوعة في إبراز جمالية الحرف العربي عبر هذا الفن الذي يعد واحداً من الأساليب التعبيرية ذات النمط الخاص في الاحتفاء بالكلمة المكتوبة. وقدم المعرض للزوار فرصة التعرف على مبادئ الخط العربي وتقنياته الفنية، كما أتاح لهم الالتقاء بعدد من الفنانين والمبدعين الحائزين على شهادات عالمية في الخط العربي، ومنهم الخطاط حسن الرضوان المعروف بلقب «عابد» والمشارك بلوحتين من أعماله بخط الثلث الجلي، والذي يصف مشاركته في هذا المعرض بأنها الاغلى بالنسبة له بالنظر إلى كونها تضم كبار الخطاطين المبدعين تحت سقف واحد. فيما يرى الخطاط صباح الاربيلي من العراق أن تميز هذا المعرض يكمن في تنوعه عرضه لأساليب شتى من فن الخط العربي وهو ما يعكس جوانب وجماليات هذا الفن العريق، فيما يؤكد الخطاط عبدالرزاق قرقاش من سورية والذي يشارك بأحد أعماله الفنية الحديثة أن الأفكار الخلاقة للخطاطين المشاركين في مسك الفنون 2018 ستولد أبعاداً جديدة تضيف المزيد من الإبداع والإثراء البصري لهذا الفن. وشهد المعرض كذلك وجود الخطاطة التركية مريم نوروزي الفائزة بالمركز الثاني على مستوى العالم، والتي شاركت بلوحتين بخط المحقق والخط الثلث، حيث أبدت تقديرها لمنظمي المعرض على إتاحة الفرصة لها للحضور والمشاركة وعرض تجربتها الفنية مع نخبة من أشهر الخطاطين في العالم. وعززت الفعالية في هذا العام قيمة الخط العربي باعتباره أحد أشكال الفن وثيقة الارتباط بالتراث الإسلامي، حيث ظل العمل على انتشاره مقترناً بالحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية في المنطقة، وقد تنوعت استخدامات هذا الفن في التصاميم الحديثة وتم توظيفه بطرق أكثر ابتكاراً للخروج عن النمط التقليدي، وهو ما جعله قريباً من الثقافات الفنية المعاصرة التي انتشرت في المجتمعات العربية والإسلامية، مع العمل على إيصاله لأكبر عدد من الثقافات العالمية دون فقدان جوهر أصالته الكلاسيكية. يشار إلى أن فعالية مسك الفنون 2018 تعد الفعالية الأولى من نوعها في المملكة وهي تقام بتنظيم من معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، حيث تضم برامج تفاعلية، ومعارض وورش عمل وحلقات نقاش وأنشطة فنية وترفيهية تفاعلية، بمشاركة فنانين من المملكة والخليج والدول العربية والعالم، في خطوة تسعى من خلالها المؤسسة إلى تشجيع الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة على اكتشاف المواهب والتعرف على أحدث التجارب في مجال الفنون. ويشارك في «مسك الفنون» أكثر من 250 فناناً وفنانة، وتهدف الفعالية خلال أيامها الخمسة على تحويل مدينة الرياض إلى مدينة فنية، عبر تقديم عروض فنية حية وورش عمل، بالإضافة إلى معارض فنية تشمل الخط العربي، والفون ارت، ورواد الفن السعودي، ومساحات الأطفال، بالإضافة إلى 120 جناحا لفنانين وفنانات سعوديين، وتجمع تفاعلي «سمبوزيوم» لمجموعة من النحاتين المحليين والإقليميين والعالميين، في مقر درة الرياض. وعلى مدى 7 ساعات يومياً، خلال الفترة من 4 -11 مساءً، تدير الفعالية حواراً بين الأجيال الفنية في المملكة، كما تسلط الضوء على أفضل الطرق الجاذبة لتسويق الفنون في مختلف المجتمعات داخل الرياض، وزيادة الوعي بالتأثير الإيجابي للإبداع، مع تحفيز الفنانين على تكريس الهوية الثقافية الأصيلة في كل ما يقدمونه من أعمال فنية داخل وخارج المملكة. بجانب ذلك، أتاحت مسك للفنون 2018 منصة لإقامة شراكات طويلة الأجل بين معهد مسك للفنون ومجموعة واسعة من الجهات السعودية والعربية والعالمية والمنظمات الدولية، وذلك دعماً لفكرة تأسيس هذه المبادرة بوصفها برنامجاً سنوياً يجمع مختلف الخبرات من أجل تسهيل الحوار الثقافي الإيجابي واحتضان مواهب الفنانين المحليين وإبرازهم للعالم. وفي جانب آخر، تعد «مسك الفنون» كذلك منصة لدعم المواهب وتشجيع سوق الفن المحلي، حيث تقدم فرصة للتطوير المهني للفنانين بمختلف اهتماماتهم، وذلك من خلال تعزيز التعليم عبر النقاشات التفاعلية، كما تتيح تبادل المهارات والتعلم المباشر بين أصحاب التجارب في مجالات متنوعة كالتصميم والرسم والموسيقى والهندسة المعمارية وصناعة الأفلام. زائر يطلع على لوحات الخط العربي الفعالية شهدت عروضاً إبداعية أمام الحضور Your browser does not support the video tag.