تُظهر لنا المواقف السياسية الصعبة والحرجة مدى قوة وعظمة الدول والقيادات في إدارة تلك المواقف؛ لصلاح بلادهم بحزم وشجاعة، ما ينتج عنه العدالة الكاملة، التي تُعلن بكل شفافية، ما قد يضمن حقوق المواطنين وبكل إنسانية ممن سولت لهم أنفسهم الخروج عن النص، والتصرف الفردي الذي لا يمت بقيادات تلك الدول بصلة. بالطبع أتحدث عن قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله -، هذه القضية التي أشغلت العالم أجمع، وشُبعت بالطرح من قبل وسائل الإعلام المختلفة، وتعددت فيها الروايات والسيناريوهات، وكأن الجميع كان حاضراً في القنصلية في ذلك اليوم، اتهامات ترمى جزافا عن المملكة العربية السعودية، قصص وحشيه أقرب للأفلام المرعبة يتم الترويج لها. واليوم بعدما ظهر الحق، وزهق الباطل، يحق لي الفخر بالموقف السعودي المتمثل في هذه القضية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين، من خلال البيان السعودي، الذي أظهر فيه التصرف الشجاع والحازم من القيادة الرشيدة، التي لا تتهاون في إرجاع الحقوق، ومعالجة الأخطاء، وإظهار الحق، ومحاسبة كل من له صلة بهذه القضية، وتقديمهم للعدالة.. خصوصا بعدما صادق عليه الموقف التركي في نهاية التحقيقات، متمثلة في خطاب الرئيس التركي في مجريات القضية، التي توافقت مع البيان السعودي. ومما لا شك فيه أن هنالك أطرافا كثيرة حاولت جاهدة أن تثير الفتن والإضرار باللحمة الوطنية، واتهامات للقيادة السعودية من خلال أبواقها الإعلامية والأذناب التابعة لها من المحللين والسياسيين، وأخص بالذكر هنا «قناة الجزيرة»، التي أصبحت قضيتها وشاغل اهتمامها هو تشويه سمعة المملكة العربية السعودية، واتهام سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتهم لا أساس لها من الصحة، وبفضل الله أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع؛ لأنه وبكل بساطة المملكة العربية السعودية دولة عظمى، وتتمتع بقيادة وسيادة عظمى، ويعيش بها شعب جبار وعظيم، هذه هي السعودية العظمى، التي تثبت فيه للعالم أجمع من خلال الأفعال ولغة الأرقام، وترك الكلام والأقوال للدويلات المنزوعة السيادة، التي تدار من خلال أحزاب إرهابية. ومن منظوري الخاص أن شخصية الأمير محمد بن سلمان الملهمة، والدور الكبير الذي يقوم به على المستوى المحلي، والإصلاحات العديدة والمشروعات التي أطلقها منها: «رؤية 2030وبرنامج التحول الوطني ومشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية»، وغيرها كثير من القرارات والإصلاحات في جميع النواحي الداخلية، ولا أنسى أيضا دوره على الصعيدين الدولي والإقليمي، خصوصا أن الرياض تحتضن في هذه الأيام مبادرة مستقبل الاستثمار الدولي، التي تتبع صندوق الاستثمارات العامة، التي يشرف عليها ولي العهد، كل تلك الإصلاحات أزعجت الدويلة، التي منهار اقتصادها، ومسلوبة منها كل حقوقها السيادية من قبل الأحزاب والجماعات الإرهابية، التي جعلت من الدويلة مقرا لها. وفي الختام، يبقى التساؤل: متى تعي الدويلة وتنظيمها أن القيادة لا تتناسب مع حجمها الصغير جدا جدا..؟! ومتى تعلم أن السيادة أفعال وليست أقوالا..؟! Your browser does not support the video tag.