رغم الحشد المغرض ضد السعودية، أثبتت المملكة أنها قيمة مضافة للعالم الذي لا يقدر التخلي عن دورها الريادي، حيث كان مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار دليلاً دامغاً على إيمان العالم، وأهم مؤسساته الاقتصادية بالرؤية السعودية للعام 2030، والتي تلامس كل قطاعات التنمية والتغيير، بأفكار شبابية معاصرة ترتكز على الاستفادة من كل الابتكارات العلمية والتقنية الحديثة. كين مويليس، الملياردير الأميركي، والمستثمر صاحب أهم المؤسسات المصرفية الخاصة كان أول الحاضرين في منتدى مستقبل الاستثمار، حيث أكد على أهمية تعميق الصداقة بين القطاع الخاص الأميركي والمملكة، التي تعد اليوم من أهم الأسواق الناشئة في العالم. من جانبها اعترفت النيويورك تايمز، التي حاولت بشتى الوسائل بث الأخبار المغلوطة حول المملكة، بأن أكثر من 30 ألف شخص حضروا مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض على مدى أيامه الثلاثة، والذي كان فرصة لجذب الاستثمارات إلى السعودية، كما كان فرصة للتعارف بين عدد من كبار المستثمرين والاقتصاديين في المملكة والمستثمرين الأجانب الذي حضروا المنتدى للعمل على مشروعات مشتركة ولدت على شكل أفكار في منتدى الاستثمار. من جانبه قال هنري بينير، المسؤول التنفيذي في شركة P/E الاستثمارية ومقرها بوسطن، "أرى من الواجب حضور المؤتمر فعلى مدار الساعة هناك مآسٍ تحصل في العالم من حروب ونزاعات وهذا كله لا يجب أن يوقف العجلة الاقتصادية والتجارية في العالم وخاصة مع بلد مهم كالسعودية. وأضاف بينير يقول "الأميركي الذي يحاول إفساد العلاقة مع المملكة بسبب حادثة عابرة تعالجها المملكة عليه أن يواجه المواطنين الأميركيين بعد عام حين يسألونه، ماذا استفدت من هذا التصرف؟". وفي واشنطن قال ديفيد روبوي، نائب رئيس مجموعة الدراسات الأمنية، ل"الرياض" إن نجاح منتدى الاستثمار خطوة إيجابية، وتدل على أن الولاياتالمتحدة وإدارة ترمب، لن تسمح بأن تجعل قضية خاشقجي حجر عثرة في طريق العلاقة الأميركية - السعودية المميزة. ويؤكد روبوي على أن محاربة النفوذ الإيراني، وسحق القدرات النووية والصاروخية لإيران، يبقى أولوية في واشنطن لدى الإدارة، وأيضاً لدى الكونغرس وأعضائه الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء، مشيراً إلى أن النفوذ الإيراني المتعاظم يضر بالمصالح الأميركية، ولا بد من الولاياتالمتحدة التركيز على التنسيق العالي مع السعودية، لقمع أي محاولة إيرانية للتهرب من العقوبات. ويضيف روبوي: المشكلة في المنظرين حول العلاقة السعودية الأميركية أنهم يختزلونها ببعض العوامل المادية، متجاهلين أدوارا مهمة، وأهدافا مصيرية، لن تتمكن أميركا من تحقيقها لولا التنسيق والدعم السعودي، على سبيل المثال إعادة مجتمعات إسلامية عديدة إلى الاعتدال، ومحاربة نفوذ القاعدة، وطالبان المتنامي في أفغانستان الذي لا تملك لأجله أميركا، أي خطة واضحة دون الاعتماد على الخبرات السعودية في هذه المنطقة. ويختتم روبوي بالقول: "حان الوقت لطي صفحة أي سوء تفاهم، خاصة بعد تعهد المملكة بمحاسبة المسؤولين في قضية خاشقجي، فنحن أمام ولي عهد طموح يعد العالم بأن ينقل الشرق الأوسط برمته إلى مكان أشبه بالعالم الغربي، من ناحية الصناعة والتطوير والعلم والتكنولوجيا، وبالتالي نحن أمام فرصة نادرة لتغيير العالم برمته، وليس الشرق الأوسط فقط على يد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان". أرامكو وقعت لوحدها 15 مذكرة تفاهم بنحو 34 مليار دولار خلال المبادرة Your browser does not support the video tag.