يحتوي كتاب «الكوارث والأزمات» للدكتور صالح بن حمد التويجري معلومات قيمة، خلاصة ما احتوته تلك المصادر، حيث أبرز أهمية التخطيط والتهيؤ لمواجهة الكوارث كمرحلة أولى وأساسية في العمل الاستراتيجي الممنهج، ثم نقل القارئ إلى مرحلة مهمة أخرى هي الاستعداد لمواجهة الكارثة، والتعامل معها بما يتطلبه الموقف لمحاصرتها والحد من آثارها وتقليل خسائرها، بعدها انطلق إلى التأكيد على أهمية إدارة الحدث عند وقوع الكارثة «إدارة الطوارئ» كفرع من أهم فروع الإدارة المتخصصة، والتي هي في حقيقتها مرحلة مفصلية ومؤثرة في الاستثمار الأفضل للمراحل السابقة لذلك «التخطيط - والاستعداد» مؤكداً على أن الإدارة الواعية ذات الجودة العالية تأتي - بعد توفيق الله - بمثابة العنصر الأساسي والمسبب الأول لنجاح تنفيذ خطة الطوارئ. وإن الربط القوي الذي أبرزه المؤلف فيما بين الكارثة والأزمة من حيث أثر أي منهما على حدوث الأخرى يأتي كتنبيه قوي للمخططين وصناع القرار بأن يضعوا في تقديرهم هذا الرابط التتابعي تجنباً للمزيد من النتائج السلبية عن أي منهما،- وبهذا التنبيه من المؤلف والذي أجزم بأنه من السابقين لهذا الربط فيما بين الأزمة والكارثة - فإنه يؤكد في ربطه للإيضاح بأنه غالباً ما تكون إحداهما سبباً في حصول الأخرى، مما يوجب على المعنيين ضرورة معالجة الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة، وأنه قد يعقب الكارثة أزمة أو أزمات متعددة. مبيناً أن انتهاء الكارثة والسيطرة عليها لا يعني دوماً الركون إلى الاسترخاء، بل لابد من متابعة نتائج وآثار الكارثة على مختلف نواحي الحياة، ومتابعة ذلك لأطول فترة ممكنة، تزامناً مع إعادة التأهيل والبناء للأضرار التي نتجت عن الكارثة سواء كانت مادية أو معنوية وإلى حين استقرار الحياة الطبيعية للبيئة التي أصابتها الكارثة، ورصد الدروس المستفادة من الكارثة تقييماً وتحليلاً. مبينًا أن هذا الإجراء هو من أهم عناصر تطوير التخطيط، والتهيؤ والاستعداد، والرفع من جودة الإدارة، تحسباً لما قد يحصل من كوارث لاحقة؛ فمنع وقوع بعض الكوارث من المستحيل، غير أن التقليل من خسائرها والحد من سطوتها هو الأمر المقدور عليه تحت مشيئة الله وأقداره. وقد أورد المؤلف تصنيفًا دقيقاً لأنواع الكوارث وسماتها، والاستعدادات الخاصة بكل صنف منها، وشدد على ضرورة التدريب وإجراء التجارب الفرضية ضماناً لجودة الأداء. وهو مرجع مهم للباحثين وصناع القرار ليكون أحد المصادر التي يستندون إليها في بناء خططهم وقراراتهم لمواجهة الكوارث والتعامل معها على المستوى القطري والمستوى الدولي، لاسيما أننا نعيش الآن في عصر تتصاعد فيه وتيرة الكوارث بأشكال متنوعة لكل منها سماتها ومسبباتها ومتطلبات التعامل معها. Your browser does not support the video tag.