رحل المدرب الروماني ايلي بلاتشي (62 عاماً) عن الدنيا أمس (الأحد) إثر سكتة قلبية، لكنه لم يرحل عن ذاكرة الجماهير السعودية التي تعرف بلاتشي جيداً وعاصرته مدرباً لقطبي العاصمة «الهلال والنصر»، وشهدت على دهائه وحنكته وشجاعته وشخصيته القوية وقراءته المميزة للمباريات، وهو ما جعله صديقاً دائماً للبطولات خلال مشواره التدريبي، حتى بات يُلقب ب»صائد البطولات»، فرصيده من الإنجازات تجاوز 22 بطولة. الروماني الذي ولد في ال13 من شهر سبتمبر 1956م وقاد وسط منتخب بلاده خلال الفترة من 1974 حتى 1986م سجل خلالها ثمانية أهداف، استطاع أن يقود «فارس نجد» و»الزعيم» إلى منصات التتويج، وحقق معهما سبع بطولات، النصيب الأكبر منها مع الهلال الذي قاده لحصد ست بطولات خلال الفترات الثلاث التي درب فيها الفريق، من بينها بطولتان لا يمكن أن تغيب عن أذهان الهلاليين، الاولى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين امام الشباب عندما كان الأزرق متأخراً بهدفين نظيفين، وقلب النتيجة في النهاية 3-2، اما البطولة الثاني فهي كأس السوبر الآسيوي الذي أوصل الهلال لكأس العالم للأندية قبل أن يُلغى، حينما فاز على شيميزو الياباني 3-2 بمجموع المباراتين. بلاتشي اعتزل كرة القدم كلاعب عام 1988م بشعار بوخارست الروماني، وبدأ بعدها رحلة جديدة مع «المجنونة»، إذ اتجه إلى عالم التدريب ودرب عدداً من الفرق الرومانية، وخرج من رومانيا لأول مرة عبر بوابة الأفريقي التونسي وحقق معه عدداً من البطولات، ولفت الأنظار وأصبح مطلوباً في المغرب، وانتقل بالفعل إلى هنالك ودرب الاولمبيك البيضاوي، ولم يخل مشواره معه من الإنجازات. بلاتشي الذي قال ذات يوم «لا تفكر كم يسجل في مرماك، ولكن فكر كم تسجل انت في مرمى الخصم»، كوّن سمعة طيبة، جعلته هدفاً لعدد من الأندية الخليجية، وكانت الإمارات هي محطته الجديدة من خلال تدريبه الشباب، واستمرت علاقة بلاتشي مع الذهب إذ توج مع فريقه الإماراتي ببطولتين، أصبح بعدها تحت مجهر الأندية السعودية، وتواجد في ملاعبنا لأول مرة عبر بوابة النصر في موسم 1996-1997م، ونجح الروماني خلال أول موسم له في تحقيق كأس الأندية الخليجية. خطف الهلال بعدها بلاتشي من غريمه ومنافسه التقليدي، وبرهن الهلاليون بأن التعاقد مع «صائد البطولات» ضربة معلم، ففي أول موسم حقق ذات البطولة التي نالها مع النصراويين «كأس الأندية الخليجية» بالإضافة إلى الدوري السعودي على حساب الشباب، واختار بلاتشي العودة إلى بلاده، ورفض أن يجدد عقده مع الهلال، مكتفياً بالبطولات الكثيرة التي توج بها في الشرق الأوسط، لكن العين الإماراتي أعاده للخليج، وحقق معه بطولتين، وكان قريباً من التتويج بالبطولة الآسيوية لكنه اكتفى بالمركز الثالث، واختار بلاتشي العودة من جديد للملاعب السعودية، عن طريق الهلال، وفي ذلك الموسم 2000-2001 توج معه بالبطولة العربية للأندية الأبطال امام فريقه السابق النصر وكأس السوبر الآسيوي وتوج ايضاً في ذلك العام بكأس الصداقة الدولية بأبها. السد القطري كان من بين المحطات التي سجل بلاتشي تواجده فيها، وصعد هنالك ايضاً منصات الذهب، واختار العودة مرة ثالثة للهلال موسم 2002-2003م، وتمكن من قيادته لمعانقة ذهب كأس سمو ولي العهد، وتنقل بلاتشي بعد ذلك بين عدد من الفرق الخليجية، وسجل تواجداً جديداً له في الملاعب السعودية عام 2013 من خلال تدريب النهضة، لكنها كانت تجربة سيئة انتهت بإقالته من منصبه، وكانت اخر بطولة توج بها مع الهلال السوداني عندما قاده للقب الدوري، بينما اخر محطة تدريبية له كانت الموسم الماضي مع السويق العماني، ولم ينجح في تحقيق أي بطولة. سامي الجابر يتحدث لبلاتشي مدرب الهلال السابق بلاتشي عندما درب النصر Your browser does not support the video tag.