قتل وأصيب العشرات من ميليشيات الحوثي في سلسلة غارات لمقاتلات التحالف العربي ومعارك في جبهات الساحل الغربي، وقالت مصادر ميدانية إن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات وتعزيزات للمتمردين في مدينة الحديدة ومديريات الدريهمي والتحيتا. وتزامنت الغارات مع مواجهات بين الحوثيين وألوية العمالقة غرب زبيد وشرق التحيتا. ونفذت ألوية العمالقة بدعم من قوات التحالف العربي هجوما على ثكنات وتجمعات وخنادق ميليشيات مزارع ومناطق غرب زبيد وشرق مديرية التحيتا. وأسفر الهجوم عن مصرع وإصابة عدد من الانقلابيين، كما تم تدمير تعزيزات الحوثيين في المنطقة. وجاء الهجوم والغارات المكثفة بعد يوم من إفشال التحالف العربي هجوما بطائرة مسيرة مفخخة للمتمردين في الساحل الغربي. وشنت مدفعية التحالف قصفا على مواقع الانقلابيين شمال غربي مديرية حيس، وجاء القصف بعد قيام الميليشيا بقصف المناطق السكنية في منطقة بيت مغاري في ذات المديرية. وكان ثلاثة مدنيين قتلوا من جراء استهداف ميليشيات الحوثي لسيارة إسعاف كانت تقل مريضا ما أدى إلى مصرع المريض ومرافقه وسائق العربة في مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة، وفي ظل النزيف المستمر في صفوف عناصر وقيادات التمرد في جبهات الساحل، ما يزال الحوثيون يسعون إلى التجنيد الإجباري لتعويض خسارتهم المستمرة، وعقد الحوثيون أمس في الحديدة لقاء موسعا ضم مشايخ ووجاهات تم جمعهم بهدف الحشد والدفع بأبناء محافظة الحديدة إلى جبهات القتال. وجاء الحشد بعد أيّام قليلة من دعوة التحالف العربي وعبر منشورات أسقطتها مقاتلات التحالف أبناء الحديدة إلى عدم مساندة الانقلابيين في معركة تبدو أشبة بعملية انتحارية. وقالت مصادر في الحديدة إن ميليشيات الحوثي أجبرت المشايخ والوجاهات الاجتماعية على الحضور والمشاركة في مهرجانها وتجنيد مقاتلين جدد. ويحاول الحوثيون التركيز على أبناء الحديدة عبر طرق متعددة تارة عبر خطباء المساجد أو عبر سماسرة التجنيد، لكنهم واجهوا مؤخراً صعوبة وعزوف كثير من الشباب عن الاستجابة خاصة بعد حادثة قصف معسكر التجنيد في منطقة عُبال الذي سقط فيها عشرات المجندين، ولذا لجأ الحوثيون مجددا إلى الضغط وإلزام شيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية على التحشيد إلى جبهات القتال. ويخسر الحوثيون بشكل يومي مقاتلين وقيادات ميدانية في معركتهم في الساحل الغربي والتي أطلقوا عليها «معركة النفس الطويل». وبعد تزايد نزيف الخسائر البشرية في صفوفها، خاصة القيادات الميدانية حولت ميليشيا الحوثي فنادق ومتنزهات مدينة الحديدة، إلى مقرات ومواقع عسكرية عقب تهاوي خطوطها الأمامية شرق وجنوب المحافظة الساحلية. كما حولت حديقة «الشعب» الواقعة أمام مبنى إدارة المحافظة، التي كانت متنفسا للسكان وأطفالهم إلى مركز لحشد المقاتلين والدفع بهم إلى شرق وغرب مطار الحديدة، كما نصبت ميليشيا الحوثي الإرهابية عددا من مدفعية «الهاون» في بعض الأماكن العامة والمتنزهات، حتى جامعة الحديدة حولتها إلى ثكنة عسكرية ونشرت قناصاتها عليها، خاصة المباني المطلة على الخط الساحلي. ولا يقتصر التجنيد الإجباري والحشد وحالة الاستنفار على الحديدة فقط، إذ أكدت مصادر تربوية في صنعاء أن الحوثيين ألزموا مديري الإدارات بوزارة التربية والتعليم بإحضار الموظفين وإدخالهم دوراتها الطائفية بهدف إرسالهم إلى جبهات القتال. وقالت المصادر إن قيادات الميليشيا بوازرة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب وهي الوزارة التي يرأسها يحيى الحوثي شقيق زعيم الميليشيا الإيرانية هددت مديري إدارات الوزارة باتخاذ الإجراءات العقابية في حال تقاعسهم عن التنفيذ وإيجاد المزيد من المقاتلين من الموظفين، وكان الانقلابيون ألزموا مديري إدارات مكتب التربية والتعليم بمحافظة ذمار بإحضار 50 موظفا كمقاتلين لإرسالهم إلى جبهات القتال لإسناد عناصرها المنهارة بجبهة الساحل الغربي. وأفادت مصادر ميدانية بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين في مديرية حيفان جنوب شرقي محافظة تعز، وقالت المصادر إن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً كبيرا على مواقع ميليشيات الحوثي في مناطق المفاليس وبني علي في بلدة الاعبوس بمديرية حيفان. من جانب آخر، رصد تقرير حقوقي 129 انتهاكا لميليشيات الحوثي في محافظة تعز خلال شهر سبتمبر الماضي، وشملت الانتهاكات مصرع وإصابة 36 مدنيا بنيران الانقلابيين الحوثيين، وقال تقرير صادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، إن 16 مدنياً بينهم 12 رجلاً و3 أطفال وامرأة واحدة، قتلوا بنيران الانقلابيين الحوثيين، وأوضح التقرير أن خمسة مدنيين قتلوا بالقنص المباشر من قناص حوثي، و3 آخرين بقذائف الميليشيا، فيما قتل مدنيان جراء انفجار الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي بشكل عشوائي في الطرقات والمزارع وغيرها. ورصد التقرير إصابة 20 مدنياً بينهم نساء وأطفال بقذائف ورصاص قناص وكذلك الألغام الأرضية التي تزرعها ميليشيات الحوثي بشكل مستمر. وأكد التقرير أن الحوثيين يتعمدون قصف المدنيين بهدف ترحيلهم من أماكنهم خصوصاً وأن أغلب تلك المناطق الآهلة بالسكان خالية من أي مسلحين أو مواقع للجيش الحكومي، ووثق التقرير تفجير الحوثيين لمنزل أحد المواطنين وجسر طريق بقرية الغدير بمديرية حيفان، بالإضافة إلى تهجير قسري من قبل الحوثيين لحوالى (45) أسرة في قرية الكدمة، الواقعة في عزلة القحيفة، باتجاه مركز مديرية مقبنة بعد استهدافها بالقذائف والأسلحة الثقيلة. Your browser does not support the video tag.