لقاء سمو ولي العهد مع صحيفة بلومبيرغ جاء شافياً كافياً يتسم بالشفافية والوضوح كعادة سموه في وضع النقاط على الحروف دائماً دون وجل أو غموض مبهم. ما يميز حواراته عن غيرها، أنه يمتلك الرؤية الواضحة الكاملة لكل قضية يتطرق إليها، والشجاعة الكافية لأن يقدم الحقيقة على طبق المصداقية، فمن يتكىء على المرتكزات التي تقوم عليها المملكة فليس لديه مايخجل من إعلانه. في الآوانة الأخيرة كثر الضجيج الإعلامي، لأبواق لا تريد للمملكة خيرًا، استغلت تصريحات الرئيس الأميركي لخلق إثارة إعلامية مليئة بالأراجيف. ورغم أن الرئيس الأميركي ذكر في تصريحاته دولاً أخرى ككوريا واليابان ورغم أن سياق خطابه شعبوي داخلي إلا أن الإعلام المأجور انشغل بالمملكة فقط. جاء لقاء سمو ولي العهد ليقول للعالم أجمع من نحن وبصوت عالِِ ومسموعِِ، فالمملكة لا يحميها سوى شعبها، والأسلحة لم تكن بالمجان؛ بل بأموالنا، ولن ندفع لأحد من أجل حمايتنا. أما قضية المواطن جمال خاشقجي الذي اختفى بتركيا، فقد وضع سموه الحقيقة نصب أعين الأفاقين من القنوات الإعلامية ومرتزقتهم، حيث أعلن عن الاستعداد بالسماح للحكومة التركية بدخول مقرات القنصلية أمام الجميع والبحث ليتأكدوا أن ما يشاع غير صحيح. لقد كان لقاء سموه صفعة لكل الأقزام الذين يوظفون قنواتهم، ويسخرون أموالهم للإساءة للمملكة. ليس لدى المملكة ما تخفيه يا من تلطخت أياديكم بدماء التحريض، وتلوث إعلامكم بسوقية الطرح، ورداءة المضمون، والأراجيف الشعبوية. نصاعة البياض لا يمكن أن تدنسها أقلام مأجورة، ولا ألسن مرتزقة. إن المملكة تنطلق من تاريخ راسخ في القدم، فهي كما قال سمو ولي العهد قد تأسست قبل الولاياتالمتحدة الأميركية، وحمت نفسها، وظلت مستمرة لأنها تنطلق من مبادىء سياسية ثابتة، وقيم راسخة، لا تتأرجح مع الريح كيفما جاءت، بل تصمد في وجه كل الأخطار التي أحاطت بها. إن مضامين لقاء سمو ولي العهد تأتي تأكيداً لنهج المملكة الذي يعرفه الجميع، ولاشك أن أبناءها متفقون تماماً مع معاني تلك المضامين، وتثلج صدورهم حنكة قادة بلادهم، فهم يدركون ثقل حجمها في مختلف المجالات. فالكل يعلم أن المملكة ذات سياسة ثابتة على مدى تاريخها الضارب بالعمق، فلم تسمح في يوم ما؛ أن يمس حقها السيادي، أو تملى عليها الأوامر. نعم كم نحن فخورون بسمو ولي العهد، ومسرورون بهمته العالية، ومستبشرون بعقليته السياسية المدهشة، ومبتهجون بما يبذله من جهود جبارة في سببل نهضة المملكة في مختلف الأصعدة، لا سيما عنايته الخاصة بالإصلاح الاقتصادي وما أشجعه وهو يضع النقاط على الحروف قائلاً: «ولا يهمني كيف ينظر العالم إلي بقدر ما يهمني ما يصب في مصلحة البلاد والشعب السعودي. وأي أمرٍ يخدم الشعب السعودي والسعودية كدولة، سأفعله بكل قوة». Your browser does not support the video tag.