جلد الذيب: هو اسم أطلقه الشاعر المعروف بصري الوضيحي الشمري على ربابته والربابة من الآلات المهمة عند شعراء البادية على وجه الخصوص حيث يداعبها الشاعر رافعا عقيرته ملحنا قصيدته التي تتمازج مع عزف الربابة على أي من بحور الشعر وهو من اشتهر بشعر الهوى والغرام، وله قصة يتداولها الرواة عندما كبر وعزم على التوبة واتجه إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج ولكنه صادف امرا جدد جروحه وزاده وجدا ومما قال بصري في ذلك: التايه اللي جاب بصري يقنه جدد جروح العود والعود قاضي حتى قال: ياليت سني بالهوى وقم سنه ايام ما بيني وبينه بغاضي ايام (جلد الذيب) عندي محنه نصبح وزرق الريش لهن انتفاضي هيدوك يامشفي على طردهنه انا طويت رشاي واقفيت قاضي واشار لويحان في «روائع من الشعر النبطي» الى أن «جلد الذيب» هي ربابة بصري الوضيحي كما ذكر ذلك غير لويحان من رواة الشعر النبطي وجامعيه في المؤلفات المختلفة، ورغم أن الشاعر الآخر يقول: يابنت لا يعجبك صوت الربابة تراه جلد حوير فوق عيدان إلا أن تسمية الوضحي ربابته «بجلد الذيب» يجعلنا نتساءل هل هي مصنوعة من جلد الذيب حقا؟! وهذا ما لم نستطع الجزم به فربما كان اسم على مسمى وربما كان فلسفة شاعر أراد اضفاء الجاذبية والتميز على ربابته التقليدية باسم له دلالة ورمزية فمن المسلمات عند كثير من الناس ان الذئب يتصف بقدرته على القضاء على الجن وربما يكون الذئب رمزاً لشيء آخر، رغم أن الربابة تصنع من جلود الحيوانات عموما الماعز او الغزال أو (الحوير) وهناك من يقول إن أفضلها المصنوع من جلد الذئب لأنه يجعل صوت الربابة رنانا يسمع على مسافات بعيدة مثله مثل عواء الذئب الذي يسري في فضاء الصحراء مع ظلمة الليل إلى أماكن بعيدة ربما لخاصية معينة في جلد الذئب.