العمل الخيري لا يرتبط بحدث معين أو شخص معين، فهو بذرة مباركة ينشأ عليها الإنسان منذ الصغر ثم تتطور حتى تكبر معه ويقطفها الناس لاحقاً. أتذكر إنني كنت أحرص كثيراً على زيارة الجمعيات الخيرية، وكنت شغوفة بأن أرى عن قرب ما يقومون به من عمل يساعد المحتاجين، وكيفية الدخول في هذا المجال كمتطوعة أو بصفة رسمية، كانت كل الطرق تؤكد أن لذة العمل في هذا المكان لا مثيل لها، فعلى الرغم من إنها في بعض الأحيان شاقة إلا أنها ممتعة ومردودها على النفس عظيم جداً. في الفترة الماضية تحديداً اقتربت عن كثب في هذا المجال، وأصبحت أزور بشكل متواصل هذه الجمعيات الخيرية لأقف على بعض أعمالها وآلية استقبال المستفيدين وطرق التعامل معهم كي أحاول أن أقدم لهم الخدمات الإعلامية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الكتابة الصحفية. هذا الدور أعتقد لو أجدته سيكون مردوده جيداً على الأقل في إيصال العمل الجبار الذي تقدمه أغلب الجمعيات ومنها «جمعية فأل» التي شاهدت ما تقدم من عمل رائع على أرض الواقع، حيث إنها تقدم الخدمات العلاجية لمصابي «البهاق»، سواءً من خلال استقبال الحالات، أزو متابعتها لاحقاً من خلال برامجهم المتنوعة كبرنامج فرحتي للمقبلات على الزواج والذي كان له الأثر البالغ في علاج عدد من الفتيات وإعادة فرصة الزواج لهن. وسمعت منهم قصة الفتاة التي حرمت من المشاركات الأسرية والاجتماعات العائلية خشية نظرات الناس وانطوائها على نفسها وبجهل من الأسرة كاد الأمر يودي بها للهلاك والانتحار، ولكن تدخلات الجمعية الاجتماعية والنفسية لمثل هذه الحالات يفتح الأمل ويجدد الحياة. ولاننسى دور الجمعية البارز في التوعية من خلال الحملات التوعوية على مستوى المملكة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يشهد كثافة كبيرة لإيصال الرسالة. ومما يشدك في الجمعية تركيز أهدافها على البرامج الاجتماعية بالدرجة الأولى كالعناية بالتوعية عن البهاق والاستشارات الاجتماعية والنفسية ومساعدة المحتاجين في دفع تكاليف العلاج إضافة إلى اهتمام القائمين على الجمعية بالدراسات والبحوث ونقل الممارسات العالمية التي تخص «البهاق». لاشك إننا مطالبون ومن باب العمل الخيري التطوعي أن نبحث السبل التي تساهم في تنمية مثل هذه الجمعيات، ومساعدتها على إيصال رسالتها على أكمل وجه، وهذا لا يحتاج جهداً كبيراً، بل يحتاج عزيمة ونفساً محبة للخير، خصوصاً أن الأغلبية من الأسر المحتاجة لا تعرف طريق الوصول إليها، وهذا دور مهم يقع على عاتق الإعلام بشكل عام رغم جهودهم الكبيرة التي يجب أن تشكر. كما يجب ألا ننسى الدعم اللا محدود الذي يقدم من قبل الدولة لهذه الجمعيات بشكل مستمر ويدعو للفخر، وهذا الأمر ساهم كثيراً في معالجة حالات العديد من المحتاجين بشكل عام. Your browser does not support the video tag.