علامات فارقة في تاريخ المملكة، يحققها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، استمراراً لمسيرة صناعة المجد السعودي منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وذلك بطفرات وتحولات من التقدم والتطور في كافة المجالات تسهم في توفير الرخاء والرفاهية للمواطنين، وتضع اللبنة الأساسية لإنجازات حضارية كبرى تمزج بين الهوية بقيمها والمكان بتضاريسه والزمان بتطوره، وتدفع عجلة التقدم للأمام ضمن رؤية 2030. وسيذكر التاريخ ولن تنسى الأجيال أن المملكة بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- استطاعت خلال عام واحد فقط، تحقيق منجزات حضارية تحتاج سنوات طويلة لتحقيقها من خلال تسخير الإمكانيات المتاحة لبناء الإنسان السعودي والاستثمار فيه، فما بين ذكرى اليوم الوطني العام الماضي والعام الحالي، استطاعت تحقيق الآتي: «نيوم» قبلة الاقتصاد الدولي حدث تاريخي شهدته المملكة بإعلان سمو ولي العهد تدشين مدينة نيوم العملاقة على مساحة 26,500 كم2، حيث تتمتع جغرافياً بسواحل خلابة وإطلالات ساحرة تؤنس النفوس، وتخطف الأنظار من الشمال والغرب بطول 468 كيلومتراً مربعاً على خليج العقبة والبحر الأحمر الذي يمثل شريان حياة لنسبة 10 بالمئة من تجارة الكرة الأرضية، فبحسب ما أعلنه ولي العهد فإن نيوم ستشهد انسجاماً بين جمالية تضاريس الماء والشجر والحجر مع الذكاء الاصطناعي ومنجزات التكنولوجيات، وانترنت الأشياء وربوتات أكثر من البشر، كما سيجري فيها إعداد الكوادر البشرية من شباب المملكة، واستغلال الموارد، وتحقيق أفضل سبل المعيشة. وتجعل الإمكانات الطبيعية والبشرية أرض نيوم قبلة للاقتصاد العالمي في العصر الحديث، في الوقت الذي سيتم خلاله تشغيلها باستثمارات تزيد على نصف تريليون دولار، تؤسس طريقة جديدة للحياة مع آفاق اقتصادية مميزة، وتشكل نقطة ربط للمحاور الاقتصادية العالمية؛ وتستقطب رؤوس الأموال من مختلف بقاع العالم، وتوفر الآلاف من فرص العمل. وحول أهمية مشروع نيوم، يؤكد الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يتميز بالأفكار الاقتصادية غير التقليدية والرؤى الثاقبة للتطوير، من أبرزها مشروع نيوم العملاق، موضحا أن المشروع ينقل المنطقة بأكملها إلى عصر جديد قائم على توظيف التقنيات، وتحقيق المزيد من الرخاء والانفتاح على العالم. وأشار عامر إلى أن نيوم تعمل على صناعة المجتمعات الذكية، وتجلب رؤوس الأموال، وتغير الصورة الذهنية عن العرب، وتجلب التفاؤل بتوفير الرؤية والإرادة والإدارة، ولتوفير الموارد؛ وتسهيل الوقت والجهد؛ وتحقيق رضا المستثمرين والعاملين. وأضاف أنه بوجود نيوم لن يقال لنا انظروا إلى روما وباريس وطوكيو، بعدما سيتحاكى سكان هذه المدن عما ستصل إليه نيوم من تطور، في ظل وجود قيادة محفزة مثل القيادة السعودية التي تتحقق كل هذه الأهداف التي تنقل المجتمعات إلى عصر جديد. القدية.. مستقبل الترفيه وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إبريل الماضي، حجر الأساس لمشروع القدية الحضاري الضخم الذي يعد أضخم مشروع ترفيهي من نوعه في العالم، يستهدف غزو الصحراء الشاسعة واستغلالها في تحقيق عدد من العوائد التنموية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يمتد المشروع على مساحة 334 كم مربع بما يعادل 3 أضعاف مدينة ديزني لاند الترفيهية الأميركية، وتبعد مسافة 40 كم عن العاصمة الرياض، وتقدر أرباح المشروع بنحو 17 مليار ريال سنويا تضاف للاقتصاد السعودي. وسيستهدف المشروع استقطاب نحو 7 ملايين سائح سعودي ممن يغادروا البلاد سنويا؛ ليحد من خروج نحو 30 مليار دولار من أموال السعوديين إلى خارج البلاد، يتم إنفاقها على أمور سياحية مماثلة؛ كما أنه سيسهم في توفير العديد من فرص العمل للشباب السعودي من الجنسين عبر العديد من الأنشطة الترفيهية، ورياضات السفاري والسيارات، والمغامرات في الهواء الطلق، وكذلك الرياضات المائية والثلجية، إضافة إلى المطاعم والأسواق والفنادق الفاخرة والمشروعات العقارية الحديثة. الطائف بصياغة جديدة تستمر مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- التي تحيل الصحراء الى مشاريع مزدهرة وتحول التلال إلى أراضي سكنية، والجبال الصلبة إلى سهول، وهذه المرة من خلال مشروع الطائف الجديدة الذي يقع باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الطائف الحالية على مساحة تبلغ حوالي 1250 كيلو متراً مربعاً، وتقدر تكلفته الإجمالية بحوالي 11 مليار ريال. وتضم المدينة الحضارية الجديدة عدداً من المشروعات التنموية وهي: «مطار الطائف الجديد، والمدنية الصناعية، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الجامعية». وتستهدف مشروعات الطائف الجديدة تحويلها إلى منطقة لوجيستية تخدم رؤية المملكة 2030، حيث سيسهم مطار الطائف في تسهيل الوصول للمنطقة بتكلفة تبلغ 3.137 مليار ريال، كما ستعمل منطقة سوق عكاظ على جذب أكثر من 260 ألف سائح سنوياً، ليضيفوا نحو 294 مليون ريال للناتج المحلي، مع توفير أكثر من 4400 وظيفة إضافية مستحدثة بتكلفة مرحلة أولى تبلغ أكثر من 3.318 مليار ريال، أما واحة التقنية فستحقق مشروعات تصنيع وتجميع طائرة الأنتونوف على مساحة 500ألف م2، و مشروع بناء مصنع إنتاج الألواح الشمسية على مساحة 25 ألف م2، ومشروع إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الكهروضوئية والنظيفة، ومشروع الأعلاف فائق النمو على مساحة 50 ألف م2. أما الضاحية السكنية فستستوعب أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية، مقسمة ل 3919 عقارات و6670 أرضاً سكنية مطورة بالكامل بمساحة 12.140.815م2. فيما ستضم المدينة الصناعية مجموعة من مشاريع الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومركز للتدريب المهني واستعمالات أخرى على مساحة تقدر ب 1 مليون م2، وذلك بتكلفة أولية تبلغ 120 مليون ريال. ولخدمة محافظة الطائف والمراكز التابعة لها، سيتم بناء مدينة جامعية متكاملة ضمن المشروع الجديد يتكون من 16 مشروعا لعدد من الكليات والمجمعات السكنية على مساحة 16.344 مليون متر، وبتكلفة تبلغ 2 مليار ريال. تحطيم الحلم الفارسي نجحت قيادة الحزم السعودية في تحطيم أحلام الهيمنة الفارسية على المنطقة، و مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه العالم العربي، من خلال تبنّى نظريات عسكرية ودبلوماسية قطعت الطريق على التدخلات الإيرانية في أكثر من بلد عربي مثل اليمن والعراق ولبنان وواجهت النفوذ الفارسي في سورية، كما عملت القيادة الرشيدة على التصدي بقوة للأطماع الإقليمية والمحاولات الدولية التي حاولت النيل من هيبة الأمة بعد فترة الخريف العربي التي جلبت معها رياح الخراب والدمار لعدد من دول المنطقة. وفي هذا السياق يقول اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب ل»الرياض»، إن بناء القدرات العسكرية والطاقات السياسية التي يقوم بها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تمثل ركيزة أمان للمنطقة العربية في ظل مؤامرة شديدة الخطورة تتعرض لها الدول العربية. وأوضح علام أن الجهود السياسية للمملكة بالتوافق مع مصر والدول العربية، وإنشاء التحالف العسكري الإسلامي، قد حققت انتصارات عظيمة فيما يخص التصدي للتدخلات الإيرانية، مشددا على أنه لولا هذه الجهود لكانت المنطقة كلها اكتوت بنيران الحرب الأهلية. وأضاف أن الجهود العسكرية والسياسية السعودية ساهمت في تقليل تدخل أطراف كبرى وصغرى في ملفات اليمن وسورية وليبيا، والمنطقة كلها بصفة عامة، وأن المرحلة المقبلة تشهد إصراراً سعودياً على تجنيب المنطقة ويلات التدخل الخارجي فيها. وأد الفساد من محاربة الإرهاب إلى محاربة الفساد تعيش المملكة إصلاحات واسعة تردد صداها بالمحافل الإقليمية والدولية، بعد حملة مكافحة الفساد التي أعلن عنها الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ونفذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أواخر العام الماضي. وتحت شعار «أنى لك هذا»، تكللت الحملة وفقا لتقارير منظمة الشفافية الدولية بتراجع مستويات الفساد في البلاد فيما يخص ممارسات الرشوة، والمحسوبية في الإدارات العامة، والتملك غير المشروع، والتعسف في استخدام السلطة، من خلال سن المملكة لقوانين رادعة للحد من الفساد وتشجيع الملك سلمان على نزاهة الموظفين، وتوجيهه لمسؤولي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» بحماية المبلغين عن الفساد من أي تعسف، وحفظ حقوقهم كأحد المرتكزات الأساسية من رؤية المملكة 2030. كما صرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تصريحه الشهير، قائلا: «لن ينجو أي شخص تورط في قضية فساد سواء أكان أميرًا أم وزيرًا، ومن تثبت عليه الأدلة الكافية سيحاسب»، حيث جاب هذا التصريح مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، ليؤكد استحالة حماية الفاسد مهما بلغ مركزه، ويتصدى لممارسات سرقة المال العام وتعثر المشروعات، ويرسم مستقبلا مشرقا للمملكة خال من العدو الأول للتنمية المتمثل في آفة الفساد. وحول هذه الإصلاحات يقول عبدالحميد إمام، الخبير الاقتصادي، إن الأوامر الملكية بمواجهة الفساد بالمملكة، خطوة تاريخية وغير مسبوقة في المنطقة العربية؛ تعجل من عملية اجتثاثه وتمنع استهلاك وقتاً طويلاً في محاربته، وتسهم في تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة للسعودية تقلل من هدر المصروفات، وتنشط الجانب الاستثماري، وتحقق معدلات مرتفعة من تشغيل الأفراد، والنمو، والوفرة المالية، بما يتماشى مع خطط الإصلاح الاقتصادي ورؤية 2030. وأوضح إمام أن الفساد لا يقل عن الإرهاب بما ينتج عنه من تكاليف باهظة، أبرزها أنه يضيع على الدول الفرصة البديلة بما يعني فوات استغلال الأموال في مكانها الصحيح من المرة الأولى، وهدر ما كانت ستصنعه من معدلات نمو وعوائد ربحية، إضافة إلى تكلفة المواجهة التي تطلب جهداً ضخماً. وأضاف الخبير الاقتصادي أن قيادة المملكة اتخذت تجربة جديدة بالعالم العربي تعمل على رفع معدلات النمو، مثل قيم أصول الدول، وأيضاً رفع قيمة السيولة المادية والتدفقات المالية التي تظهر تأثيراتها على الميزانية العامة للدول. قمة الحق الفلسطيني ولأن القائد الحازم والحاسم، ينشغل دائما بقضايا وطنه وأمته كانت جهود خادم الحرمين الشريفين في القمة العربية ال29 التي أقيمت بالظهران على أرض المملكة، وجاءت بشكل استثنائي عمل خلالها الملك سلمان على مداواة مختلف الجروح العربية، وأهمها نصرة القضية الفلسطينية، والتصدي للتدخلات الإيرانية، وبعض الأطماع الدولية التي حاولت النيل من هيبة دول العالم العربي. وفي بادرة طيبة لاقت استحسان الرأي العام العربي والإسلامي، أعلن الملك سلمان تسمية قمة الظهران ب»قمة القدس»، قائلا: «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، وهو التصريح ذاته الذي قطع الطريق على إعلام الظل المأجور وأخرس الفئات الضالة التي حاول المزايدة على الدور المصيري الذي تلعبه المملكة وبقية دول الرباعي العربي في خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. كما أعلن -حفظه الله- خلال قمة القدس عن تبرع السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و50 ميلون دولار لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». واتسمت قمة القدس بالحزم في قضايا المنطقة، حيث أكد بيانها الختامي على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة العمل على حدود 67 التي تضمن القدس عاصمة لدولة فلسطين، كما شدد بيانها على بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما شددت أيضاً على ضرورة التصدي للتدخلات الإيرانية بالمنطقة وتشديد العقوبات على النظام الإيراني وميليشياته ومنعه من تزويد ذراعه في اليمن ميليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ الباليستية، والامتثال للقرار الأممي رقم (2216) الذي يقضي بمنع تزويد الحوثيين بالأسلحة. حج آمن.. بلد أمين كعادتها السنوية، أبهرت المملكة العالم بنجاح موسم الحج 2018م كأحد أكبر الحشود البشرية السنوية في العالم، من خلال منظومة عاملين وخدمات عملاقة تحدثت عن نفسها كدستور ثابت للمملكة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث أخذت سلطات البلاد على عاتقها أمانة خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، وتهيئة جميع سبل الراحة والتأمين لهم. وشهد موسم حج 2018 مشاركة أكثر من ربع مليون شخص لخدمة الحجاج، وفق ما أعلنه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة، بينهم 30 ألف من الأطباء والممرضين وتوفير العلاج المجاني اللازم للحالات المرضية بين الحجاج، ووجود أكثر من 18 ألف من رجال الدفاع المدني، و13 ألف رجل أمن، و5 آلاف موظف جوازات، وأكثر من 4 آلاف مُسعف، و25 مستشفى بسعة 5500 سرير، و980 سيارة إسعاف، و100 غرفة عناية مركزة متنقلة، و5 طائرات إسعاف. ولمزيد من خدمة ضيوف الرحمن، تم تخصيص 10 آلاف موظف لشؤون الحرمين، و15 ألف عامل نظافة، و11.777 فني صيانة وتشغيل، و4000 عامل نقل مياه، و2170 موظف طيران مدني، و1500 مهندس وفني كهرباء، إضافة إلى توفير 300 نقطة اتصال (واي فاي)، ومليوني جيجا بايت مجانا، و43 مليون عبوة ماء مجانًا، وتهيئة جميع مرافق وهيئات ومؤسسات الدولة من أجل الركن الخامس للإسلام. Your browser does not support the video tag.