تحدث محافظ الزلفي الأستاذ مسفر بن غالب العتيبي فقال: بهذه المناسبة يشرفني بالأصالةِ عن نفسي، ونيابةً عن أهالي محافظةِ الزلفي أن أرفعَ أسمى آياتِ التهاني والتبريكات لمقامِ سيدي خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحبِ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحبِ السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياضِ، وإلى سمو نائبه صاحبِ السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز وإلى الشعبِ السعودي النبيل. مناسبةٌ غالية، وملحمةٌ تاريخيةُ مَجِيدَة، وعزيزةٌ على قلوبنا وأنفسنا، أَمّا لِمَ؟، فلأن والدَنا ورمزَنا وفخرَنا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وحَّدَ هذهِ البلادَ المتراميةَ الأطرافِ شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، وبمُختَلفِ ثقافاتِها وأشكالِها وأجناسِها، إلى مملكةٍ عربيةٍ سعودية، ودولةٍ واحدةٍ على يدِ قلبِ رجلٍ واحد. لَمّ شَمْلَها، وَوَحَّدَ صَفَّهَا، وجَمَعَ أَشْتَاتَها، وأطفأ رؤوسَ الفِتَنِ والحروبِ والفوضى، والخلافاتِ والنزاعاتِ والظُلْمِ من أراضيها. فهذا هو الوَطَنُ، كَنزُهُ ثَمين، وأرضُه غالية، تتسامى فيه كلُ معاني الفَخرِ والاعتزازِ، والأمنِ والاستقرار، والراحةِ والاطمئنان.. وهذا هو اليومُ الذي حُقَّ لكلِّ مواطنٍ أن يرفعَ رأسَهُ شامِخاً، فَخورًا بما تحقّق فيه من الإنجازات والمنجزات.. وكيف لا نفخر؟! وقد تلاحَمَتْ وتلاطَفتْ وتجانستْ قلوبُ الناسِ بعد أن كانت قلوباً شتى، وتبدلت الصحراءُ القاحلةُ إلى ناطحاتٍ وأبراجاً، تلوحُ في السماء العالية، واكتست أراضيها اليابسةُ والجافةُ، واحاتٍ خضراء وحدائقَ غنّاء.. كيف لا نفخر؟ ونحن نرى العقولَ الأميَّةَ تغيرت وأصبحت أطباء ومهندسين وعلماء. يقصِدُه القاصي والداني من كل مكانٍ لزيارةِ مَدينَتَيْهِ العَظِيمَتين مكةَ والمدينة، قِبْلَةً وحجاً وعمرةً، وإحياء أركان وشعيرة. نفخر لأن في بطن أرضه خيرَ البشرِ أجمعين، وحبيبَ خالقِ السماوات والأراضين، وخاتمَ الأنبياءِ والمرسَلِين وَجَمْعٌ مِنَ صَحَابَتِه الغُرِّ المَيَامِين، رَضِيَ الله عنهم أجمعين. ونحتفى بموعدِ الذكرى الثامنةِ والثمانين على هذا الفضلِ الكبير، والإنجاز العظيم، ملحمةِ التوحيد، ومكارم التلاحم والترابط والتوادّ، ونبذ الفرقةِ والتحاقدِ والخلاف. بعد أن أَوْجَعَتها سنونٌ ماضِيةُ، وأَيامٌ قَاحِلَةٌ، ولَيَالِيَ مُظْلِمَةٌ " فقراً وحاجة وظلماً، جَوْرَاً وعُدواناً واضْطِهَادَاً "، مَحَتْهَا ومَسَحَتْها وبَدّلّتْها يَدُ البطلِ الشُجَاع، والمُلْهَمِ القَوي المِغْوَار، والقائدُ الموَفّقِ المِقْدَام، الملكُ عبدالعزيز الشّهَم، الملكُ عبدالعزيز الحكيم، صاحبُ القلب النَقِي التّقِي، رحمه الله رحمة واسعة.. وتوالى من بعده أبناؤُه الكرام، الناهلون من معدنه، ومن حكمته وشجاعته، وصفاء قلبه ونيته. الملكُ سعود، ثم الملكُ فيصل، ثم الملكُ خالد، ثم الملكُ فهد، ثم الملكُ عبدالله، - رحمهم الله وتغمدهم بواسعِ رحمته ومغفرته -، فساروا على نهج والدهم البطل، وأصبح الوطن يسابق الزمن أمناً وأماناً، وراحة وتطوراً وازدهاراً، ورغدَ عيشٍ واطمئناناً.. وكمّلَ المسيرَ الناجحَ، والعطاءَ المبارك، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فارتقى الوطن، وارتقى المواطن. لأنهم جميعاً أفنوا حياتَهم، وجلَّ وقتهم خدمةً للدين، وتضحيةً لهذا الوطنِ الثمين. أحبوا المواطنَ فأحبَّهمُ المواطن، فتحوا أبوابَهم وجعلوها مُشْرَعَةً لكل قاصد. فتحقق لنا ولله الحمد كل ما نرجوه . Your browser does not support the video tag.