بدار الحنان يضيء النشيد ويهتف بالسعد قلب الوجود ويشدو الزمان بعهد سعيد سما بالفتاة لأفق الصعود لم تكن تعلم مدرسة "دار الحنان" أول مدرسة نظامية في السعودية للفتيات والتي تأسست عام 1955 بأن هذه الانشودة ستغير ملامح واقع المرأة السعودية، هذه المرأة التي خرجت من عباءة سوداء لا يظهر أطرافها إلا حينما تريد أن تتزوج برجل تخرج من بيت أسرتها لتعيش في كنفه كزوجة تطهو الطعام وتنجب الابناء فتسعى لتربيهم، هذه الانشودة التي كانت خلف بداية التغيير تتعلق بداية حكايتها بالأميرة عفت بنت محمد آل سعود زوجة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود والتي سألت أول سؤال يلامس هذه الفتاة الصحراوية التي لم تتعلم سوى الخياطة والطهو لتقول: أين تعليم الفتيات؟ أين المدارس؟ حتى قررت افتتاح قسم لتعليم البنات في مدرسة بالطائف النموذجية لكن المجتمع في تلك الفترة بكل تعقيداته وتقاليده ونظرته للمرأة حال دون تقبل الفكرة فأغلقت دار الحنان بعد أربع سنوات من المعاناة في انتظار فتيات يدخلن إليها في السعودية ليتعلمن، حتى اعتمدت الأميرة الرائدة أسلوبا جديدا في مدرستها بتحويلها كمركز لرعاية اليتيمات والفتيات المحتاجات وعندما تردد الأهالي أيضا بإلحاق بناتهن إلى المدرسة قامت بإلحاق بناتها وبنات الأسر التي تعرفها بمدرسة دار الحنان، والتي بدأت في عامها الأول ب30 طالبة لتنتهي في عامها الثاني ب100 طالبة سعودية فكانت البداية الحقيقية لفتح الشرنقة السميكة التي كانت تحيط بتلك الفتاة القادمة من الصحراء لتتحول بعد ذلك دار الحنان إلى نموذج حقيقي كبداية لافتتاح المدارس النظامية الحكومية في المملكة العربية السعودية بعد أن كانت تعتمد على الكتاتيب بمختلف المناطق والتي كانت تعلم الكبيرات والصغيرات من النساء من المعارف الشرعية المختلفة والقران. المحاولات الصعبة هذه البداية لفتاة الصحراء لم تتوقف هنا فلم يكن أحد يعلم بأن هناك مراحل صعبة ستلي مرحلة بداية تعليم الفتاة السعودية والتي نذكر منها بأنها وبرغم التعليم لم تستطع أن تغير كثيرا من واقع مجتمعها الذي مازال ينظر الى أن مهنتها الأولى تكمن ك"ربة البيت" فخاضت خطواتها الأولى نحو التعليم الذي كان أول محطة مد يده إليها فحققت في هذا المجال نجاحا كبيرا يرى البعض بأنها تفوقت من خلاله على شريكها الرجل حتى وصلت إلى صفوف التدريس ووقفت مكان المعلمات الاجنبيات اللواتي كنا في تلك الفترة حاضرات بقوة في التعليم السعودي، وبرغم تلك المحاولات البائسة التي سعت إليها بعض الفتيات من أجل تغير نمط التعليم الذي كان يتجه بقوة إلى حصر التعليم النظري والشرعي على الفتاة في مدارس البنات إلا أن بعض السيدات استطعن تجاوز التيار الديني المعارض لإلتحاق الفتاة بالطب والذي كان يسعى لقولبة الفتاة ليلتحقن بصفوف دراسة الطب حتى خاضت المرأة السعودية هذا التحدي العظيم فكانت جامعة الملك سعود بالرياض هي الجامعة الأولى التي فتحت أقسام الطب للطالبات عام 1395 ه حتى توالت الكليات في مختلف المناطق لتتحول دراسة الطب للمرأة السعودية إلى مطلب تسعى إليه فتيات المملكة اللواتي بدأن بتغيير تلك النمطية في التخصص حتى انطلقت في مجالات عدة واثبتن جدارتهن من خلالها. لم يشبع هذا التغيير في حياة المرأة السعودية في مجال التعليم طموحها ولأنها قادمة من بيئة دينية محافظة لم تتردد أن تخوض مجالها التطوعي الخيري وهو المسار القوي الذي يناسبها في تلك الحقبة من الزمن فحققت الكثير من السيدات به نجاحا وإبداعا كبير على الرغم من شكله العشوائي البسيط، ليفتح الباب أمامها لخوض تجربة العمل الحر من خلال دخولها في مجال الخياطة والتزيين والذي ارتبط بفكرة اثراء المجال الخيري فدخلت في مجال التجارة في حدود ضيقة من خلال صالونات نسائية صغيرة تنطلق في المنزل حتى اتسعت دائرة الطموح وخرج هناك من الرواد في الفكر الحداثي الذي يسعى لتنمية المجتمع في محاولة تغيير شيئا من النظرة الجامدة حول المرأة من خلال اطروحات ثقافية متزامنا ذلك مع تبني الدولة لوجود المرأة من أجل خدمة شبيهتها المرأة لاسيما بقطاعات كانت في تلك المرحلة محدودة جدا وبعد سنوات متسارعة بدأ دولاب التنمية يدور بشكل أسرع بادرت بعض الجهات المتعلقة بتلبية احتياج المرأة الخدمي تطلب موظفات سعوديات بعد إقرار فتح اقسام نسائية في العديد من مجالات العمل كالبنوك والشؤون الاجتماعية وبعض مراكز التدريب للسيدات ورياض الاطفال فكان ذلك الاحتياج خلف انتاج تخصصات جديدة للطالبات السعوديات في الجامعات تتناسب واحتياج السوق أثمرت عن دخولهن في تخصصات لم تكن موجودة من قبل كالحاسب الآلي وتخصصات رياض الاطفال وتعليم التربية الخاصة وبعض تخصصات علم الاجتماع وغيرها من التخصصات التي لم تخلق الكثير من الفارق في واقع المرأة لكنها وضعت الخطوة الأولى لفكرة ابتكار التخصصات العلمية الأكاديمية للمرأة السعودية الرديفة لواقع الاحتياج في سوق العمل بالرغم من وجود بعض المجالات التي كانت تدخل ضمن الخط الأحمر لعمل المرأة في تلك الفترة كالهندسة والمحاماة والطيران والإعلام وغيرها. بداية التغير وعلى الرغم من التقدم البطيء الذي كان يحاول أن ينقل المرأة السعودية إلى مراحل أفضل من حيث الناحية العلمية والعملية إلا أن حياتها الاجتماعية مازالت مليئة بالأشياء المعلقة التي بقيت تطالب بها محاولة أن يصل صوتها لتثبت بأنها قادرة في كل مرة على أن تفعلها، فكان التحول تدريجي في واقعها من خلال استراتيجية سياسية وضعتها القيادة الحكيمة لتترك الزمن يعيد صقل الفكر المجتمعي فبدأت المرأة بالحديث عن بعض حقوقها الاجتماعية كحق الزواج وحق الطلاق وحق التعليم وحق التوظيف وحق الحضانة ثم النفقة والتي اصبحت تتجه إلى طور المطالبة الأنثوية التي لم تكن موجودة في فترة من الفترات وهنا يجب أن نذكر دور الاعلام السعودي التقليدي البارز في محاولة إيجاد أرضية تقف عليها المرأة من خلال إشراكها في العمل الإذاعي والتلفزيوني كشريكة داعمة مع طرح بعض قضاياها إما بالشكل المباشر أو على استحياء أحيانا حتى بدأ الإعلام يضم صوته لصوتها لتبدأ مرحلة جديدة من الانفتاح المجتمعي الذي يمكن لنا أن نجزم به بشكله الحقيقي حينما بدأت الثورة التقنية تدخل المحيط العربي فأحدثت الهزة التي لم تكن في الحسبان والتي أثرت بشكل لافت على وعي المجتمع بأهمية المرأة وبأدوارها بمختلف المجالات المتعددة الثقافية منها والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لتدرك المرأة السعودية سريعا هذه الهزة فتقرر مجددا أن تستثمر وجودها في مجتمعها مؤكدة على أنها قادرة ومستعدة للمراحل الجديدة بجوار شريكها الرجل. البداية الحقيقية مضت المرأة السعودية في تحرك جاد مستمدة نجاحاتها من إصرارها الكبير على أن تحمل على عاتقها مسؤولية تطوير وتنمية الوطن مؤكدة في كل مرة ومن خلال الكثير من النماذج التي برزت في تلك الفترة كسيدات رائدات على أنها قادرة على التقدم، وعلى الرغم من أن هذه الثقة التي تحلم بها بدأت تأتي ثمرها خلال العشر السنوات الماضية من ثقة القيادة الحكيمة التي تمثلت في قيادة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والذي رسم خطا جديدا في طريقة التعاطي مع المرأة السعودية من خلال عدة قرارات شكلت خطا جديدا في واقعها، كان ذلك من خلال السماح لها باستخراج بطاقة شخصية وإلغاء ما يسمى بالوكيل الشرعي، ثم السماح لها باستخراج السجل التجاري ومباشرة انشطتها التجارية، ثم مشاركتها في الانشطة الأدبية والاجتماعية ، كذلك مشاركتها في برنامج الحوار الوطني الذي شهد نخبة بارزة من نساء الوطن، وحفظ لها حقوقها الاجتماعية من خلال الجمعية الوطنية لحقوق الانسان الوليدة والذي كان لها دور بارز في دعم النساء والتصدي لظاهرة العنف الاسري وتعيين عدد من السعوديات في مناصب حكومية كتعين نورة بنت عبدالعزيز المبارك كأول مديرة جامعة للبنات، ثم بادرت وزارة الخارجية بتوظيف أكثر من 80 فتاة سعودية في مختلف الوظائف، كما تم تعين أول مديرة لفرع الضمان الاجتماعي واختيرت الدكتورة ناهد طاهر بصفتها أول سعودية تدير بنكا مصرفيا، لكن الحدث الغير مسبوق في عهد الملك الراحل تمثل في السماح للمرأة بانتخاب الغرفة التجارية بجدة والذي فازت به سيدتين بعضوية المجلس حتى توالت القفزات وقدمت بعض الكليات والجامعات تخصصات جديدة للفتيات كالقانون والهندسة والصحافة والسياسة وهي تخصصات كانت محصورة على الرجل، كما تم تكريم العديد من السيدات في مجال الابحاث وترشيح اخريات في جوائز عالمية، ومن خلال تلك الثقة طرقت المرأة السعودية أبواب العمل الدبلوماسي في الخارج بدخولها وزارة الخارجية ووصولها لمنصب الرئيس في إحدى المنظمات الدولية فاختيرت ثريا عبيد لرئاسة صندوق الأممالمتحدة لسكان إلا أن الحدث الأبرز والذي عزز تمكين المرأة دخولها في مجلس الشورى ففي 11 يناير فقد أعاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- تشكيل مجلس الشورى وعين 30 سيدة في مقاعد المجلس وبذلك شعرت المرأة السعودية أنها بدأت مرحلة جديدة تزيل فيها العوالق القديمة التي علقت بخطواتها .. العصر الذهبي وعلى الرغم من المراحل التي عاشتها المرأة في تلك السنوات والتي من خلال مشوارها الطويل استطاعت أن تحصل على جزء من حقوقها ومكانتها إلا أن العصر الذهبي لها والذي يمكننا أن نجزم دون شك بأنه "عصر المرأة" دون منازع كان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان والذي مثل نقلة نوعية مختلفة للمرأة السعودية بشكل أدهش العالم، ففي الوقت الذي توقعت فيه المرأة أن تنتظر كثيرا إلا أن القيادة الحكيمة سعت حتى تضع المرأة كعنصر أول بجوار الرجل فلم تستثنيها من خطتها التنموية 2030 فكان أول خطوة جريئة ومباغته إلغاء فكرة الحدود لطموح هذه المرأة، وفك الحواجز التي كان يضعها الكثير أمام تقدمها فشكل هذا العهد المنعطف الأهم في حياة المرأة السعودية الذي يعتبر البداية الحقيقية لها حتى تكون إنسانا كاملا حرا بكل ما تعطي هذه العبارة من فضاء واسع. فعكست قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتماما كبيرا بالمرأة الذي دعم مسيرتها وتمكينها وتيسير سبل نجاحها في الحياة والعمل من خلال عدة قرارت أبرزها: تمكين المرأة من الخدمات دون موافقة الولي والذي كان سندا نظاميا في كل الجهات الرسمية والذي دونه لا تستطيع المرأة اتمام اجراءاتها الرسمية. النشاط الرياضي.. فتم تعين صاحبة السمو الملكي الاميرة ريمة بنت بندر بن سلطان آل سعود في منصب وكيل الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة الأمر الذي فتح آفاقا كبيرة للمرأة السعودية لممارسة النشاط الرياضي حسب القواعد المتبعة في المملكة. دخول المجالس البلدية والذي دخلت من خلاله المرأة مرحلة جديدة في حياتها السياسية وفازت عدة اسماء نسائية بالترشيحات. دعم صندوق النفقة للمطلقات بحصولهن على دعم صندوق النفقة وذلك للحاصلات على احكام قضائية لم تنفذ لغير عذر الاعسار. ضبط زواج القاصرات، بقصر الاذن بتزويج القاصر من هي في السن "17 " فما دون على المحكمة المختصة. حماية القانونيات من المحاميات . فأقرت وزارة العدل دبلوم المحاماة الذي يستمر 3 سنوات وينتهي بمنح المتدربة أو المتدرب رخصة مزاولة المحاماة. تأنيث الوظائف حيث بدأت كافة القطاعات في توفير وتهيئة المؤسسات لاستقطاب الكوادر النسوية وايجاد بيئة عمل قادرة على استيعابهن وتوج بعدة برامج: برامج العمل عن بعد وبرامج عمل التجزئة وبرامج الاسر المنتجة وبرامج الصناعة قيادة المرأة للسيارة، وهو القرار التاريخي الذي حفظ حق المرأة في القيادة وصدر أمر سامٍ بالسماح بإصدار رخصة قيادة للسيدات في السعودية واعتماد أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية وهو القرار الذي لطالما انتظرته المرأة بشغف ليتحول إلى حقيقة أثار جدلا واسعا في أنحاء العالم. نظام مكافحة التحرش، فصدر أمر سامي بتوجيه إعادة نظام التحرش لوزير الداخلية بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش http://172.16.10.22/wp2/DataView.aspx?uid=1&pid=2&id=2901521&dt=2&n=1ae2 وعمل اللازم. المجال العسكري، حرص خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تأهيل المرأة في المجال العسكري باختيار 30 عسكرية سعودية لتلقي دورات تدريبية في القوة البدنية واستخدام الاسلحة والرماية والذخيرة. مضت المرأة السعودية في كل مراحلها وهي تثبت بأنها كانت دوما بحجم الثقة التي منحتها إياها قيادتها الحكيمة، وبأنها منذ بداية حكاية انشودة التعليم الأولى حتى آخر مقعد خلف المقود قادرة على أن تمثل وطنها بشرف، هذا الوطن الذي لطالما احتفل بأعراسه الوطنية برفقة امرأة جاءت من الصحراء ترتدي ثوبها الوطني الأخضر وتضع بداخل قلبها أمانة دينها الذي لا تنساه في جميع تطلعاتها وأحلامها فتعرف حدودها الشرعية وواجبها الوطني تجاه وطنها الذي احترمها ووضعها في مقدمة الصفوف. تأهيل المرأة للعمل في المجال العسكري المرأة أثبتت حضورها في مجلس الشورى المرأة السعودية بدأت مرحلة قيادة السيار بكفاءة صورة لمدرسة دار الحنان في مرحلة التأسيس المرأة السعودية حققت نجاحات في المجال الطبي Your browser does not support the video tag.