في كل سنة نحتفل بعرس النصر واليوم الوطني لذكرى التتويج لملحمة بطولية تميزت بالصبر والكفاح والشجاعة والإصرار والحكمة. بطلها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ليرفع راية التوحيد ويصيح المنادي الحكم لله ثم لعبدالعزيز عندها استراح أهل الرياض لعودة الأمور إلى نصابها ولعبدالعزيز الذي يتصف باللين والمتبع لشريعة الدين فالتف أبناء الجزيرة العربية تحت راية سيدي سمعاً وطاعة راية نهجها شرع الله وسنة رسوله. وبحمدالله في كل سنة وفي مثل هذا اليوم نعيش الفرح والسرور في ليلة استثنائية وحاسمة لذكرى مجيدة لفتح الرياض واسترداد الأمجاد ملحمة بطلها عبدالعزيز المؤسس. لليوم الوطني وقع كبير في نفوسنا فنحن نعيش الأمن والأمان ونسترجع فيه ذكريات الأجداد الجميلة ويوم الفتح والنصر المجيد. ولا يأتي ذكر فتح الرياض إلا ونحن نستذكر دور الأميرة الجليلة والتي كانت من أشهر نساء الجزيرة العربية وملهمة عبدالعزيز لاستعادة ملك أجداده. فمن هي التي حفزت وشحنت طاقة الملك عبدالعزيز ليسترد ملك اجداده؟ إنها السيدة الأولى و (امرأة بمئة رجل) فكان المؤسس -طيب الله ثراه- يعتزي بنوره في المجالس (أنا اخو الأنور) (أنا اخو معزي) (أنا اخو نوره) ونعم العزوة كانت نورة. ولدت نورة بنت عبدالرحمن في الرياض عام 1292ه/ 1875م. كانت هي الشقيقة الكبرى للملك، وكانت علاقة المؤسس بأخته نورة قوية فهي الأخت والصديقة والمستشارة والمحفزة والداعمة له، فتعلمت القراءة والكتابة. لتلعب الأميرة نورة دورا مهما في حياة الملك عبدالعزيز السياسية. تحدثت عنها إحدى حفيداتها الأميرة مشاعل بنت فيصل بن عبدالعزيز (دخل الملك عبدالعزيز على نورة وهي تأكل تمراً فناولته الأميرة حبة تمر وقالت مقولتها الشهيرة "متى نأكل من تمر الحسا" فنفض الملك عبدالعزيز يده. فهذه المقولة كانت لتحفيز وتشجيع الملك الشاب لاستعادة ملك أجداده. كانت نورة سيدة البلاط النجدي آن ذاك. فتراعي شعور نساء البادية وتقضي حوائجهن وتستقبل الوفود النسائية والأجنبية كانت أميرة وسفيرة ومستشارة الملك عبدالعزيز في السياسية وكل شيء. كانت تتصف بالشجاعة والجرأة وقوة الشخصية وذات حكمة وعقل راجح وٌكل لها الملك عبدالعزيز إدارة شؤن القصر الملكي بما فيه من شؤن للأسرة المالكة فكانت تحل المشاكل فيما بينهم. كانت ذات قلباً كبير ففتحت مجلسها للمحتاجين كان اهتمام الأميرة نورة بتعليم المرأة والطفل القرأة والكتابة والقرآن جلياً. ومن هنا يتضح دور المرأة السعودية في مرحلة التأسيس. فالملك عبدالعزيز عزز مكانة المرأة السعودية وجعلها شريك فاعلاً في تنمية الوطن وفقاً للشريعة الإسلامية وكانت (الكتاتيب) هو الاسم المتعارف عليه لمدرسة تعليم القراءة والكتابة في تلك الحقبة الزمنية. تولدت لدى الملك عبدالعزيز قناعه ويقين أن نهضة الأمم تبدأ بالتعليم وتشجيع المرأة بصفتها شريك وداعم ومساعد في التنمية الاجتماعية والعلمية. فكانت الأميرة نورة بنت عبدالرحمن نعم الأخت والسند والمستشارة للمؤسس ولازالت بحمدالله المرأة السعودية تحظى بالاهتمام والرعاية والتمكين فقد سار أبناء الملك عبدالعزيز البررة على نهج المؤسس وصولاً للعصر الذهبي للمرأة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حيث نعمت المرأة بالإنجازات وأصبحت صانعة قرار بتمكينها في مناصب قيادية لترفع المرأة علم المملكة خفافاً في المحافل الدولية ولاترضى إلا بالمركز الأول فحققت المرأة النجاح في مجالات عديدة وحصلت على جوائز عالمية وتقلدت المرأة أعلى المناصب والأوسمة. وجعل مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان للمرأة نصيب كبير في رؤية 2030 وهو دعم وتمكين المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية فالمرأة ستساهم في قياده التغيير في المملكة. نشكر الله على نعمة الأمن والسلام والرخاء الذي تعيشة بلادنا بفضل الله ثم بفضل مولاي خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وحفظ الله مملكتنا وحكومتنا والشعب السعودي الوفي. Your browser does not support the video tag.