تجاوزت العلاقات السعودية الإماراتية مفهوم العلاقة بين دول الجوار إلى الاتحاد في جميع المواقف والأهداف السياسية والإستراتيجية والاقتصادية التي ترسم مستقبلاً مشرقاً للدولتين والمنطقة بصفة عامة، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية المنسجمة والمتجانسة التي تربط الشعبين الشقيقين، إذ يرتبط البلدان بعلاقة تاريخية تعززها روابط الدم والتاريخ والجغرافيا والإرث والمصير المشترك، حرصت عليها قيادة البلدين لتوثيقها باستمرار، مبنية على مبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية، مما يوحد التوجه الكامل لكل القرارات من البلدين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، حتى إنه اندمج وامتزج الدم السعودي والإماراتي في معركة المصير الواحد. علاقة نموذجية وتمثل العلاقات السعودية الإماراتية نموذجاً يحتذى به للعلاقات بين دولتين جارتين شقيقتين تجمع بينهما وشائج القربى والمصاهرة والاحترام المتبادل، والتوجه المستمر نحو ترسيخ هذه العلاقات، والارتقاء بها في المجالات كافة، ولهذا تتوافق إرادة قيادتي الدولتين حول ضرورة تطوير هذه العلاقات لتعبر عن طموحات وتطلعات شعبيهما في التنمية والرفاه والازدهار. ويؤكد تقرير حديث لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان "الإمارات والسعودية.. نموذج يحتذى به في تعزيز الشراكة الاستراتيجية" أن الاجتماع الأول لرئيسَي اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي انعقد في مدينة جدة مؤخراً، انطوى على أهمية بالغة، لأنه كان مخصصاً لمتابعة سير العمل على تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المشتركة، وبحث مستجدات التعاون بين الطرفين بما يحقق تطلعات القيادتين ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، ولأنه أسفر عن تشكيل ثلاث لجان تكاملية بين الجانبين ستعمل على ضمان تنفيذ المشروعات المشتركة لاستراتيجية العزم في محاورها الثلاثة: الاقتصادي، والبشري والمعرفي، والسياسي والعسكري والأمني. استراتيجية العزم وأوضح التقرير أن استراتيجية العزم التي تم إعلانها في يونيو الماضي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكلت مرحلة متقدمة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، وجسدت طموحهما المشترك نحو الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وخاصة أنها تضمنت آليات وإطاراً زمنياً محدداً لتنفيذها، حيث تستهدف الاستراتيجية تنفيذ مجموعة من المشروعات المشتركة التي تضم الأمن الغذائي والمخزون الطبي، واستثمار النفط والغاز والبتروكيميائيات، وغيرها الكثير من المشروعات في العديد من المجالات بهدف بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين، يسهم في تعزيز المكتسبات وحماية المصالح المشتركة للدولتين الشقيقتين، وخلق فرص جديدة أمام الشعبين. نقلة نوعية وأكد التقرير أن العلاقات الإماراتية السعودية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، ترجمت في تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي المشترك في المجالات كافة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، وجاء إنشاء المجلس التنسيقي السعودي - الإماراتي ليضيف لبنة قوية إلى هذه العلاقات، خاصة أن المجلس يستهدف توطيد العلاقات الثنائية عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عديدة، من خلال الآليات التي انبثقت عنه، للتشاور والتنسيق والعمل على تحويل الاتفاقات والتفاهمات المشتركة إلى مشروعات ميدانية تعود بالخير على الشعبين الشقيقين، أو اللجنة التنفيذية للمجلس التي تستهدف العمل على ضمان التنفيذ الفعّال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين، والوقوف على سير العمل في المبادرات والمشروعات المشتركة، بما يكفل استدامة الخطط ونجاح المبادرات المختلفة. الارتقاء بالعلاقات وأشار التقرير إلى أن التطور المتسارع والشامل الذي تشهده الشراكة الإماراتية السعودية لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة لحرص قيادتي الدولتين على الارتقاء بمسار العلاقات الثنائية بما يحقق تطلعات شعبيهما نحو مزيد من الرفاه والأمن والاستقرار، ونجاح الدولتين في إيجاد أطر مؤسسية وتنفيذية وتشاورية غير تقليدية تتابع بكل دقة مراحل تنفيذ المشروعات المشتركة، والتوجيه بما يلزم من خطوات حتى تحقق هذه المشروعات المشتركة أهدافها في تعزيز أواصر التكامل بين الدولتين، والتفاهم المشترك بين قيادتي الدولتين حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وتعاونهما البناء من أجل الحفاظ على مكتسبات التنمية وضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة. واختتم التقرير بالتأكيد على أن الشراكة السعودية - الإماراتية تظل نموذجاً يحتذى به لدول المنطقة كافة، لأنها تنطلق من ثوابت راسخة ومرتكزات قوية تضمن لها التطور والاستدامة، كما تتجاوز أهدافها نطاق الدولتين لتشمل الدول الخليجية والعربية بوجه عام، حيث تسخّر الدولتان جهودهما كافة من أجل تعزيز أسس الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في الدول الخليجية والعربية. Your browser does not support the video tag.