نددت أوساط فلسطينية وشعبية بشدة السبت بقرار الولاياتالمتحدة الأميركية وقف دعمها المالي كليا لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان صحفي إن واشنطن تسعى لإلغاء الأونروا بما يخالف القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وأضاف أنه «لا يحق لواشنطن إلغاء أونروا التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة الأممالمتحدة رقم 302 لعام 1949، الذي نص على وجوب قيام الوكالة بتقديم خدماتها في المجالات كافة إلى حين حل قضية اللاجئين من كافة جوانبها». واعتبر أن قرارات واشنطن فيما يخص الملف الفلسطيني «تدميرا للقانون الدولي وللأمن والاستقرار في المنطقة، وهدايا لقوى التطرف والإرهاب في المنطقة». وحث عريقات دول العالم على رفض قرار واشنطن وتوفير كل ما هو ممكن من دعم أونروا «احتراما لقرار الأممالمتحدة المنشئ للوكالة، إلى حين حل قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص القرار». من جهتها، أكدت حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لا يستطيع أن يلغي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بجرة قلم وتوقيع خاضع لإرادة اليمين الاسرائيلي». وشددت الحركة في بيان صحفي على أن حق العودة «ثابت ومقدس ومحمي بفعل الحق الفلسطيني التاريخي، وبفعل القانون الدولي، الذي صاغته الأممالمتحدة وليس الولاياتالمتحدة». واتهمت الحركة ترامب ب «محاربة الشعب الفلسطيني في أهم قضيتين لديه هما القدس واللاجئين بغرض تصفية القضية الفلسطينية وحسم قضايا الوضع النهائي من جانب واحد على حساب القانون والشرعية الدوليين». بدورها حذرت «اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار» من أن قرار واشنطن قطع المساعدات المالية لأونروا «خطير وتأثيره يمتد ليصل ملايين اللاجئين داخل فلسطين وخارجها». وقال بيان صادر عن اللجنة إن القرار الأميركي «استهداف وتعقيد للحالة الإنسانية للوصول لأهداف سياسية، ويأتي في وقت تتصاعد في الأوضاع الإنسانية للاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وخاصة في قطاع غزة حيث يعتمد مليون منهم على المساعدات الإنسانية المحدودة». وأضافت أن «وقف خدمات أونروا هو مساس حقيقي وخطير بحياة اللاجئين الفلسطينيين اليومية والعملية والتعليمية والخدمات الصحية والإنسانية. وكانت أونروا أعربت عن أسفها العميق وخيبة أملها من إعلان الولاياتالمتحدة أنها لن تقدم التمويل المالي للوكالة، ورفضت اتهامات واشنطن بأن مدارسها ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها «عيوب لا يمكن إصلاحها». وقال بيان صادر عن أونروا إن برامجها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين «تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائجا في الشرق الأوسط». وأكد البيان أن أونروا ستواصل بمزيد من التصميم التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا ودول أخرى جديدة لتعويض وقف الدعم الأميركي. من جهته أعرب السفير سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية، عن إدانة واستنكار الأمانة العامة للجامعة العربية ورفضها لقرار الولاياتالمتحدة الأميركية بشأن وقف تمويل وكالة «الأونروا». وشدد السفير أبوعلي ، في بيان صحفي تعقيبا على القرار الأميركي على أنه لا يحق للولايات المتحدة الأميركية إلغاء وكالة «الأونروا» التي تشكلت بقرار أممي يمثل موقف وإرادة المجتمع الدولي، وهو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، والذي ينص على وجوب قيام الوكالة بتقديم خدماتها لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في المجالات كافة وفقاً للتفويض الدولي الممنوح للوكالة حتى حل قضية اللاجئين من كافة جوانبها طبقاً لحق العودة الذي كفلته قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 ومبادرة السلام العربية التي تبنتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002. وقال أبوعلى إن هذا القرار مخالف للقانون الدولي ولقرار الأممالمتحدة الذي أنشأ هذه الوكالة لتقديم خدماتها، مشيرا إلى أن تنصل الإدارة الأميركية من التزاماتها الدولية لا ينبغي أن يؤثر ولن يؤثر على الالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين والوفاء بالالتزامات تجاههم حرصا على المواثيق الدولية، وكذلك تحقيقاً للسلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم. Your browser does not support the video tag.