في السنوات الماضية، كانت تربية النشء بمختلف أعمارهم ذكوراً وإناثاً بسيطة جداً مقارنة بالسنوات الحالية؛ إذ كانت البيئة الأسرية يمكن السيطرة عليها بشكل كامل، وكان الناشئ تحت أنظار الوالدين، ويمكن معرفة أصدقائه وميوله وكل ما يقوم به، أما الآن فأصبح الوضع مخلتفاً تماما عما كان عليه، فالأجهزة الإلكترونية أخذت حيزها بأن جعلت الطريق مختلفا تماماً عن سابق عهده. نعم، إنها الحرب الإلكترونية كما يحلو للبعض تسميتها، القائمة عن طريق الأجهزة الإلكترونية التي تقرب البعيد، وتجعل العالم بين يدي هذا الناشئ، وهنا تكمن الخطورة، والحل ليس المنع من هذه الأجهزة، وهذه مشكلة كبيرة يقع فيها كثير من أولياء الأمور، ولكن الحل - بعد توفيق الله عز وجل - في خلق بيئة أسرية ناجحة هادفة، وذلك من خلال زيادة الوعي والتثقيف لدى الناشئ، وبناء الثقة، وتفعيل الحوار الفعال المتبادل بين الأسرة، المبني على الصدق، ولذا فإن دور الوالدين أكثر أهمية، وذلك من خلال بناء الثقة، وتعزيز الذات لدى الناشئ، والمبني على الحوار الفعال، وأيضا التثقيف التوعوي المبني على التقاليد التربوية الإسلامية، التي تُعد الأساس الرئيس من الأسس التربوية، ولذا لا بد من وعي الوالدين بخطورة الأجهزة الإلكترونية والآثار المترتبة عليها في حال إهمال الناشئ أو الناشئة، وعدم تنمية الرقابة الذاتية لديهم، ولا بد من زرع استشعار مراقبة الله عز وجل في أنفسهم في المرتبة الأولى، والخوف منه والتقرب إليه بالطاعات واجتناب المحرمات، واستغلال هذه الأجهزة بما ينفع قدر المستطاع، وأيضا اعلم - عزيزي الأب وعزيزتي الأم - أن المدرسة غير قادرة وحدها على بناء شخصية الناشئ بمعزل عن الأسرة، وأعني بذلك أن العملية تفاعلية ومتبادلة بين الأسرة والمدرسة، فلا بد من تفعيلها لبناء شخصية سوية معتدلة ناجحة قادرة على الإنتاج والعمل. وختاماً؛ ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو حرصي على زيادة وعي الأسرة عن الخطورة الإلكترونية وأثرها في أبنائنا، وأيضا توضيح الأساليب التربوية الناجحة في التعامل مع الحرب الإلكترونية وأثرها في أبنائنا وهي: الحوار التربوي الفعال، والترهيب والترغيب، وبناء الثقة بين الأسرة، وتوجيه الناشئ لتميز القدوة السوية المعتدلة الناجحة في ضوء ديننا الإسلامي الحنيف، ومن ثم عادات المجتمع السعودي القائم على الدين الإسلامي الحنيف. Your browser does not support the video tag.