كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال وستظل بمشيئة الله تعالى تحظى بشرف خدمة الحرمين الشريفين واستقبال ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار وتقديم أرقى الخدمات لهم بكفاءة لا نظير لها على مستوى العالم. ولم تزل منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تبذل الجهود المشهودة ليحظى قاصدو بيت الله الحرام بالأمن والراحة أثناء أداء مناسكهم في أطهر بقعة على وجه المعمورة؛ في تطور مستمر وتحديث دائم على مدار العام، ولا أدلّ على ذلك من إعلان أمير منطقة مكةالمكرمة بدء الاستعداد لموسم الحج في العام القادم في نفس اليوم الذي يرفع فيه للمقام السامي الكريم التهنئة بنجاح موسم الحج الحالي. فترى المسؤولين على كافة المستويات يسخرون كل جهودهم في خدمة الركن الخامس من أركان الإسلام. وما تأسيس الهيئة الملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة برئاسة سمو ولي العهد -حفظه الله - إلا انطلاقة جديدة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار تواكب طموحات رؤية المملكة 2030. والذي يجب أن يدركه العالم أن المملكة حققت الرقم الصعب على كافة الأصعدة في التنمية البشرية في الحج سيما في إدارة الحشود، وإدارة الأزمات والتخطيط الإستراتيجي والتخطيط التشغيلي والشمولية الإعلامية والخدمات الصحية والتطبيقات الرقمية المتعلقة بكافة مناسك الحج والعمرة ومنافع الزيارة ابتكاراً وتطويراً وتدريباً وريادة. إن موسماً بهذا الحجم وبهذه الكفاءة جدير بأن يكون أكبر مؤتمر عالمي للتنمية البشرية ليس للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص داخل المملكة العربية السعودية وحسب بل على مستوى العالم أجمع سواء كان بالتدريب المباشر أو التدريب الإلكتروني والتدريب عن بعد. إن إقامة الدورات التدريبية في موسم الحج لهو أكبر تجمع للتنمية البشرية على مستوى العالم ذلك أنه بجمع بين التدريب النظري والتطبيق العملي وفق أعلى المعايير العالمية. وفي أطهر بقعة على وجه الأرض ومع أكبر عدد في نقطة تجمع مركزية على خريطة العالم، فحري بجهات الاختصاص أن يكون هذا الشأن محل عنايتها، وذلك لما يحققه من أهداف كثيرة أبرزها: إبراز سماحة دين الإسلام ووسطيته للعالم أجمع، تعريف العالم أجمع بجهود المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. وكسر الصورة النمطية التي يتوهمها بعضهم عن حضارة المسلمين. وتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام والمسلمين في كافة أرجاء المعمورة. إضافة إلى تحقيق مستوى عالٍ جداً من الكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة. ونشر الصورة الذهنية الصحيحة للمملكة وطن الطموح والمستقبل والإبداع. Your browser does not support the video tag.