تهادوا تحابوا.. هذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف، ووصانا به رسولنا الكريم فإذا أردت أن تبدأ العلاقات بين شخصين فالأفضل أن يكون بدايتها هدية بسيطة، ولو كان قلماً بسطاً فهذا ما بين الرجال بعضهم البعض.. فما بالك إذا أردت أن يتألف قلب الرجل مع زوجته أو ابنته أو أخته فالمرأة معروفة بالعاطفة الكبيرة، فقد كشفت دراسات في مراكز علم النفس بأن الرجال أكثر من النساء توتراً عند الذهاب إلى شراء أو تقديم بعض الهدايا فبالطبع النساء تحب هذه العادة جداً حتى وإن كانت هذه الهدية لزميلاتها أو أحد أفراد أسرتها فما بالك إذا كانت هذه الهدية من زوجها ومحبوبها فستكون أكثر اهتماماً وحيرة في اختيار تلك الهدية وتسأل كثيراً عن ماذا يحب وماذا يهتم به؟ ولكن مقارنة بالرجل لا يهتم أبداً بهذه الصفة. فالهدايا تحبها المرأة جداً وتجعلها إن كانت غاضبة تتحول في بضع ثوانيٍ إلى رضا تام بسبب شيء بسيط من الرجل حتى وإن كانت وردة صغيرة. إن الهدية تدخل البهجة والفرحة إلى النفس، وخصوصاً إذا كانت لسبب معين فنحن نقدمها لمن نريد إسعادهم من الأهل والأقارب والأصدقاء فهي تقلب القلوب من تارة إلى تارة أخرى، وهي وسيلة فعّالة لمزيد من الحب والاعتزاز لمن تهديه ورمز رقيق يشيع في النفس السعادة وهي أيضاً تعبّر عن الوفاء والإخلاص والإحسان للزوجة مثلاً أو الصديق وتعمل على فتح علاقات جديدة وهي من مظاهر الحلول للقضاء على العداوات والبغضاء بين الأسر بعضهم البعض حيث إن الهدية لا تقيم بقيمتها الشرائية بل بقيمتها المعنوية وطريقة تقديمها وزمانه فمن الممكن إن يكون وقتها لترطيب وتهدئة الأجواء ومن الممكن أن تكون لتنقية العلاقات وآخر يستخدمها لإرسال كلمات فكل منا له طريقته في تقديمها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل منها، وإن قيل له هدية مد بيده فأكل معهم. فنتعلم من هذا أن لا نرد هدية قدمت لنا لعلها تكون منبعثة بالأمل والود والمحبة سواء بين الأزواج أو الأولاد أو الأصدقاء أو الصديقات وخصوصاً في هذه الأيام الجميلة أيام العيد السعيد التي نعيشها طوال السنة. Your browser does not support the video tag.