يتعطش القلب شوقا لحلول عيد الأضحى المبارك، وما يميزه عن عيد الفطر بذبح الأضاحي تقربا إلى الله. وكلما اقترب الميعاد زاد الشوق، وعند حلول عيد الأضحى ترتوي القلوب العطشى.. هذا إعلان حب في رحاب هذا العيد المبارك، الذي ينطوي على أهداف جليلة، وحكم بالغة بعد انقضاء شعيرة دينية عظيمة وهي الحح0 يراود المسلمين شعور سعيد، وتعلو محياهم الابتسامة، شاكرين ربهم بطاعاتهم قبل ألسنتهم، تسود الألفة، ويتحقق الإخاء، وتزال الأحقاد من القلوب. العيد يعلمنا هندسة العبارة، فلا يكفي فيه أن ترسل رسائل السلام والتبريكات عبر قروبات الجوال، الذي باعد بين القلوب، وألهى الناس عن زيارات بعضهم بعضا، فضعفت العلاقات، فالحب في الله من أروع العبادات، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). وكما استعددنا للعيد بلبس الجديد، وكما خرجنا من بيوتنا نقبل أولادنا ونهديهم، نتذكر فئات من المجتمع من قريب أو جار أو أخ لنا في الإسلام في أمس الحاجة لئن نعطف عليهم ولا ننساهم، فهذه هي حقيقة العيد وأهدافه السامية، ولا بد أن نتخلق بأخلاق الرحمة المهداة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. إن الربط الإلهي بين هذا العيد وشعيرة الحج العظيمة كاف عن الكلام عن فضل هذا العيد، عيد الأضحى المبارك، ميدان خصب، وساحة خضراء غناء، ملأى بالأعمال الصالحات، فالعيد له جلاله وأثره العميق في النفس المؤمنة، وفي التربية على مستوى الفرد والجماعة. العيد ربيع عاوده الإزهار وهجر للهموم، فما نصيبنا من هذا العيد، فمن المؤسف أن البعض جردوا العيد من معانيه الجليلة، وظلوا نياما محجوبين عن الناس، ولئن كان من حقنا في عيد الأضحى المبارك أن نبتهج ونظهر الفرحة ونأكل من أضحياتنا ونتبادل التهاني فيه، فإن من حقوق الموتى أن ندعو لهم، والمرضى أن نزورهم، والضعفاء أن نعطف عليهم، وأن نشكر الله على ما أتانا وأنعم علينا بهذه الشعائر والأعياد الدينية0 Your browser does not support the video tag.