العمر مرة.. وعلى قدر عطائك سيحدد ذلك نصيبك من كل شيء وفق القاعدة «خذ وهات». النفس تستحق، والأحباب يستحقون من العطاء ما لاحدود له من المشاعر والحب والتقدير، وبالتالي تحصل على نفس القدر منهم، ويحدث لك الأمر تماماً عندما تعطي بكرم الإهمال والنسيان والكراهية. يقول: «ديباك شوبرا» (طبيب وكاتب أميركي، هندي الأصل) إن: «الكون يعمل وفقاً لتبادل ديناميكي مستمر في الأخذ والعطاء، ونحن عندما نبدي الاستعداد الدائم لنعطي، فنحن بذلك نعمل على إبقاء الوفرة الكونية جارية في مسارها الطبيعي». جميع أفراد المجتمع يحتاجون ويتعطشون لهذا النوع الإيجابي من العطاء بين بعضهم، فلذلك مفعول سحري على المعطي والمعطى في البذل والعمل والنجاح والحياة السعيدة، توقف الآن وتأمل في حياتك ومن حولك، أبنائك، زوجتك، والديك، إخوتك، أصدقائك، في الغالب ستجد أنك مقصر، لكن الأمر بسيط جداً، أعطي بلا حساب، فحين يتقدم بك العمر ستتمنى لو أنك قضيت فترة أطول مع أسرتك وأحبابك. نحن بحاجة ماسة إلى أن نتأمل كثيراً، ونراعي الآخرين ونفكر في حاجاتهم لعطاء المشاعر والاهتمام، ويمتد ذلك إلى الخدم والسائقين والعمالة الذين هم حولك في العمل أو البيت أو الحي، كما أصلح العطاء من أفراد ومجموعات، وحولهم إلى أشخاص متميزين ورائعين، العطاء بدون طلب، والحب بدون مقابل هو من أعظم ما يمكن أن نبذله لأحبائنا، وتأكد أنك ستحصل على نفس القدر أو أكثر لنفسك، وتخيل أثر ذلك على حياتك ومسيرتك، فمثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه، فأنت تستطيع رؤية هذه السعادة من خلال وجوه الآخرين الذين أعطيتهم، من خلال ابتسامة الابن أو الزوجة أو الشيخ، والمريض، ومن خلال العلاقة الحميمة الدافئة بينك وبينهم. العطاء كالعطر يصيبك قبل الآخرين، إنه الذي يجعلك تشعر بالسعادة حينما تعطي الآخرين بحرية. إن العطاء لا تنحصر نتائجه الرائعة على المحتاجين بل على المعطين أيضاً، فهو معاكس تماماً للأنانية والبخل، ويُعد نوعاً من الكرم والخلق الرفيع، العطاء هو أقوى وسيلة لإسعاد النفس، حينما تصبح احتياجات الناس أمامك وتحلها بالعطاء، في هذه الآلية يجد الإنسان ذاته، ويتمتع بطعم الحياة وأهدافها. في النهاية.. لن تستطيع العطاء بدون حب، ولن تستطيع أن تحب بدون تسامح، وإذا أردت أن تذوق لذائذ الدنيا، وتشعر بسعادة القلب، فابحث عن العطاء كما تبحث عن المال. ولم يذكر في أي وقت أن أحداً ما أصبح فقيراً من خلال العطاء. العطاء لا يعتمد على إمكانات. هو حب للآخر بشكل يفوق أي شيء، فابدأ الآن بأن تعطي وتعطف وتحب. Your browser does not support the video tag.