يتماهى جبل أحد شامخا مع مكانته في قلوب الحجيج، كيف لا وهو الحبيب والمحب بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "يحبنا ونحبه" ، كما أنه جبل من جبال الجنة في الآثار والمرويات، تقف الوفود أمامه، تستنطق التاريخ، وتستلهم عظم المكان الذي شهد أعظم الغزوات والملاحم، يتراءى أمامهم هالة من النور تستعرض جهادا وكفاحا يمثله خاتم الرسل وصحبه الكرام، يشمون عبقا من السيرة العطرة التي ملأت أرجاء المكان، يطل أحد من الجهة الشمالية لطيبة الطيبة على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال بطول 7 كيلومترات، وعرض ما بين كيلومترين إلى ثلاثة، وارتفاع يصل إلى 350 م، ويفصل بينه وبين الحرم النبوي 5 كيلومترات تقريبا، وعلى سفحه كانت المعركة الخالدة في السابع من شوال سنة ثلاث للهجرة النبوي والتي انتهت بدحر عصابات الشر وارتفاع راية الحق والإيمان والعدالة، ورغم ثكل المسلمين بسبعين شهيدا ارتقوا في ساحته إلا أن شرف الدفاع عن الوطن والفوز بالموعود الأخروي تتضاءل أمامه التضحيات. وتحكي المقبرة التي تتوسط ميدان أحد على مقربة من جبل الرماة كيف كان يقاتل حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه بسيفين عن النبي الأعظم، حتى رماه وحشي برمح أصاب أسفل بطنه فارتقى شهيدا ليدفن ببطن الجبل، جوار ابن أخته عبدالله بن جحش، وغسيل الملائكة حنظلة ابن أبي عامر، ولكل من ووري ثرى المقبرة مكانة في قلب النبي الذي كان يتعهدهم بالزيارة، وهو ما يدفع وفود الرحمن للوقوف في مواجهتهم اقتداء بالسنة الشريفة. منظرجوي لجبل أحد Your browser does not support the video tag.