قال جوناثان شانزر، نائب رئيس البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ل»الرياض» إنه يرجح عدم نجاح المحادثات المباشرة بين الرئيس ترمب وإيران، مشيراً الى أن عرض ترمب للجلوس مع الإيرانيين يتماشى مع استراتيجية إدارة ترمب المنفتحة على الجلوس مع الجميع إلا أنه لا يعني بأي حال أن الادارة ستخفف من تشدد خطها تجاه النظام الإيراني. ورأى شانزر في عرض الإدارة رغبة بتفكيك النظام من الداخل، ولعب على أكثر الأوتار حساسية في إيران الآن وهو الخلاف الداخلي العميق بين من أرادوا الاتفاق النووي ومن رفضوه منذ البداية، حيث سيبقى هدف وقف زعزعة استقرار المنطقة أولوية تجاه النظام الإيراني، كما تعلم الادارة أن النظام يقتات على هذه التدخلات ودونها لا يمكنه أن يستمر والمعركة في الداخل ستتحول الى كسر عظم بين متشددين ومعتدلين. وقال شانزر إن وصفة ترمب لإحراج إيران وبث المزيد من الخلافات بين «المتشددين» والمعتدلين» كفيلة بزعزعة النظام من الداخل في الأسبوع الذي ستبدأ به عاصفة العقوبات الأقسى بضرب ايران.. مضيفاً بأن وقف تدخلات إيران في المنطقة سيكون طلباً حاسماً في مقدمة مطالب الإدارة الأميركية من إيران حيث يرى شانزر في عرض ترمب شيئاً من السخرية من إيران الإسلامية الحالية قائمة على التدخلات الخارجية وهي تحتاجها اليوم في ظل الحصار الاقتصادي أكثر من أي وقت، ومطالبة إيران اليوم بوقف تدخلاتها شبيه بمطالبة أميركا إلغاء نظامها الانتخابي الديمقراطي. قبل سنوات قليلة، تخطى روحاني أكبر عقبة واجهت حكمه حين أقنع المتشددين بالالتزام بالاتفاق النووي الايراني المشترك مع الولاياتالمتحدة الأميركية في بلاد ترفع شعار الموت لأميركا ثلاث مرات في اليوم. لم تكن مهمة روحاني آنذاك يسيرة ليأتي ترمب ويمزق جهود روحاني بجرة قلم، الأمر الذي نظر إليه في إيران كصفعة لروحاني الذي وعد أعمدة الحكم في طهران بأن الأمور ستكون أفضل بعد الاتفاق. اليوم ومع إثقال النظام الإيراني بالعقوبات لم يعد هناك اختلاف في وجهات النظر بين متشددين ومعتدلين في إيران، حيث باتت منظومة الحكم في إيران أكثر معاداةً لأميركا بعد أكبر ترسانة عقوبات في التاريخ تضرب إيران أدت إلى انهيار العملة واشتعال التظاهرات والإضرابات في إيران. وتلقى معظم المسؤولين في إيران عرض ترمب بالجلوس مع الإيرانيين باستنكار حيث قال علي مطهري، نائب رئيس البرلمان الايراني والذي ينظر إليه كجزء من المعسكر المعتدل في إيران، أن التفاوض مع ترمب الآن بعد أن مزق الاتفاق النووي سيكون بمثابة إذلال لنا. وكانت أكثر التحركات الأميركية استفزازاً للنظام الإيراني، لقاءات بومبيو ومسؤولين من الحكومة الأميركية مع المعارضة الايرانية وتحريض واشنطن للشعب الايراني على الاحتجاج ومعارضة النظام. وبينما قال الرئيس ترمب إنه لا يملك شروطاً مسبقةً لملاقاة زعيم إيران، أكد بومبيو تزامناً مع عرض ترمب على أولويات الولاياتالمتحدة في إيران وأهمية التزام إيران بمحو برنامجها النووي من الوجود ووقف برنامجها الصاروخي وانسحابها من مناطق عاثت بها فوضى وخراباً. من جانب آخر، قالت صحف إسرائيلية إن مسؤولين بالحكومة الأميركية أبلغوا إسرائيل بأنه لا تغييراً طرأ أو سيطرأ على سياسة ترمب المتشددة من إيران. Your browser does not support the video tag.