تكثف الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية العراقية، مشاوراتها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر والتي يحق لها تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. حيث يواصل الساسة اجتماعاتهم بعد إعلان النتائج بينما تقوم مفوضية الانتخابات (القضاة المنتدبين) باستكمال عمليات العد والفرز اليدوي للمحافظات وبعض المراكز الانتخابية خارج العراق والتي شارفت على النهاية. وبحسب المصادر المقربة من الساسة، فإن "الكتل السياسية تنتظر إعلان نتائج العد والفرز اليدوي بشكل نهائي، لتبدأ بعدها بالتحرك وتقريب وجهات النظر فيما بينها لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر والتي ستُسمي رئيس الوزراء الجديد". فيما يحظى رئيس مجلس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي بمقبولية كبيرة لدى المشاركين في العملية السياسية، فضلاً عن سياسته التي حظيت بدعم إقليمي ودولي، رغم التظاهرات التي خرجت في محافظات الوسط وجنوب العراق تنتقد أداء حكومته في تقديم الخدمات ومحاربة الفساد المنتشر في مفاصل الدولة العراقية منذ سقوط النظام السابق عام 2003. وعن ذلك، يقول رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي ل"الرياض"، إن "حظوظ العبادي لازالت قائمة على الرغم من التظاهرات التي تشهدها بعض المحافظات، ولكن ليس هو المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء". وذكرت مصادر أن التحالفات تطبخ على نار هادئة والحراك السياسي يُشير إلى تقارب بين ائتلاف دولة القانون وائتلاف الفتح ونصف نواب النصر وبعض القوى السنية والكردية، مقابل تقارب بين تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وسائرون الذي يتزعمه مقتدى الصدر ونصف نواب النصر. وتواجه الحكومة الجديدة تحديات كبيرة، ومنها استكمال تطهير خلايا التنظيم الإرهابي المنهزم "داعش" ومحاربة الفساد والبطالة وتقديم الخدمات للمواطنين والتي شهدت محافظات الفرات الأوسط والجنوب العراقي على إثرها تظاهرات كبيرة، فيما يبقى اسم رئيس الوزراء العراقي المرتقب غير معلوم لدى المتابعين للمشهد السياسي. وبحسب مصادر "الرياض"، ما زالت التحضيرات جارية لعقد اجتماع يضم الكتل دعي إليه في وقت سابق رئيس مجلس الوزراء العراقي وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي. وأفاد عضو تحالف الفتح عبد الحسين الزريجاوي أن المرحلة المقبلة تتطلب ثوابت جديدة بعيدة عن المحاصصة والطائفية. وقد توصلت بعض القوائم الفائزة كتحالف سائرون والفتح والنصر وتيار الحكمة والوطنية إلى تفاهمات مشتركة فيما بينها. لكن الزريجاوي أكد أن الحراك السياسي بين الكتل موجود وقبل فترة ليست بالقصيرة، لكنها لم تتبلور إلى مرحلة التحالفات الرسمية، منوهاً إلى أن "هناك محوراً أخذ يتقدم عن باقي المحاور وهو يضم دولة القانون والفتح والنصر ومعهم أطراف من التحالف الكردستاني إضافة إلى تحالف القوى السنية. وأشار إلى أن "التفاهمات ورغم نضوجها بين أطراف معينة لكن هذا الأمر ليس كافياً بانتظار المصادقة على النتائج بغية إعلان الكتلة الأكبر بشكل رسمي"، لافتاً إلى أن "التحالفات الآن ليست بالسهولة التي كانت عليها سابقاً بوجود تظاهرات شعبية بل علينا التركيز على البرنامج الحكومي الواقعي الذي يلبي المطالب فعلينا الاتفاق على ماذا سنفعل بالسنوات الأربع المقبلة". واستطرد الزريجاوي أن "أي طرف يريد المضي بتشكيل الحكومة عليه أولاً أن يعرف كيف يعيد ثقة المواطن بالعملية السياسية"، مشيراً إلى أن "الحوارات ما زالت مستمرة بين خياري تشكيل حكومة على أساس نقاط ومقاعد وحصص لكل كتلة كما كان يحصل سابقاً، أو بين تشكيل حكومة مهنية ترعاها الكتل السياسية دون محاصصة". ولفت إلى، أن "المرحلة المقبلة تتضمن مراحل أولها انتظار إعلان النتائج ثم البحث عن آلية استيعاب الجماهير الغاضبة وتحقيق مطالبهم المشروعة". ويتفق مراقبون للشأن السياسي في العراق، على أن المشهد السياسي في بلاد الرافدين معقد للغاية، وأن ما شابه من عمليات تزوير للانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو تسبب في دخول العراق بالفراغ الدستوري، وستكون الفترة المقبلة حاسمة لتشكيل الكتلة الأكبر. Your browser does not support the video tag.