بعد خبر صفقة استحواذ أرامكو المحتملة على حصة صندوق الاستثمارات العامة راجت بعض الأخبار حول إلغاء إدراج أرامكو ومن ذلك ما نشرته بلومبرج يوم السبت أن صفقة الاستحواذ قد تلغي الاكتتاب الأولي، وفي اعتقادي بأن الطرح قد يتأجل حتى إتمام الصفقة والتي تهدف إلى تعظيم أصول أرامكو ولكن لن يتم الغاؤه، وقد استندتُ في ذلك إلى عدة أسباب منها أن طرح أرامكو ليس المقصود منه الحصول على عوائد الاكتتاب فقط بل إن الدولة لديها احتياطيات ضخمة تقدر بخمسة أضعاف عوائد اكتتاب أرامكو، كما أن أدوات الدين إحدى وسائل الحصول على السيولة ولآجال قد تصل إلى 30 سنة واقتصاد المملكة القوي قادر على إصدار سندات دين تتجاوز 2 تريليون ريال، كما أن العائد المالي الذي سوف تضخه صفقة الاستحواذ إلى خزينة صندوق الاستثمارات العامة لن يتجاوز 200 مليار ريال بينما طرح أرامكو للاكتتاب سوف يضخ لصندوق الاستثمارات حوالي 400 مليار ريال وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الاكتتاب لن يُلغى بل إن صفقة الاستحواذ مع طرح أرامكو للاكتتاب سوف تعزز مستوى السيولة التي سوف تضخ لصندوق الاستثمارات العامة والتي قد تتجاوز 600 مليار ريال وهو ما يحتاجه الصندوق فعلياً لإطلاق قطاعات جديدة، وبناء الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية وغيرها من المشاريع التي تعزز الإيرادات غير النفطية وتعظم أصول صندوق الاستثمارات العامة كما هو مرسوم له في برنامج التحول الوطني 2020 والذي يهدف إلى الوصول إلى أصول تتجاوز 1.5 تريليون ريال وهذا الهدف لن يتحقق فعلياً إلا بطرح أرامكو للاكتتاب العام. ويأتي طرح أرامكو السعودية للاكتتاب العام من ضمن أهداف رؤية 2030 التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أجل إصلاح الاقتصاد وتنويعه وتقليص اعتماده على الصناعة النفطية، كما أنه سيُضيف المزيد من الشفافية في أسواق النفط العالمية حيث إن أرامكو هي أكبر شركة نفط في العالم، فالكشف عن قوائم الشركة المالية وحجم إيراداتها سوف يزيل المفهوم السائد بأن أرامكو السعودية لا تتمتع بالقدر الكافي من الشفافية، وايضاً يُرسخ لمفهوم الحوكمة والمساءلة ويضع الشركة أمام المزيد من التدقيق والرقابة من قبل المستثمرين والصناديق الاستثمارية والشركات المالية، لذا فإن الشفافية الناتجة عن هذا الاكتتاب ستُساهم في ترشيد النفقات، أيضاً طرح شركة أرامكو للاكتتاب سوف يرفع القيمة السوقية للشركة ويُعزز من كفاءة إدارتها لموارد المملكة الهيدروكربونية، طرح أرامكو في السوق السعودي قد يكون نقلة لسوق الأسهم السعودية، وخطوة إيجابية لتحول السوق السعودي إلى سوق عالمي ولعل إدراج السوق السعودية مؤخراً في ثلاثة مؤشرات عالمية كان من أحد أسبابها قرب طرح شركة أرامكو، الطرح أيضاً سوف يساهم في زيادة المستثمرين الأجانب في السوق السعودية ودخول رؤوس أموال إضافية، وهو ما يساعد في إنعاش الاقتصاد السعودي ويزيد من مكانة المملكة العالمية ومن ثقلها السياسي بحكم المصالح المشتركة. Your browser does not support the video tag.