أكدت عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبولينج الدكتورة رزان بكر، أن المملكة تشهد إقبالا كبيرا على الرياضات المتنوعة بفضل رؤية 2030 وبرنامج جودة الحياة، اللذين يهيئان بيئة خصبة لكثير من المستثمرين ومحبي الإبداع في مجال الرياضة، ويحثونهم على طرح عديد من الفعاليات الإبداعية في هذا المجال. وتحدثت رزان في حوار ل «دنيا الرياضة» عن الألعاب التي كانت تشهد إقبالا كبيرا في المجتمع السعودي، خاصة بين جيل أوائل المبتعثين في الستينات والسبعينات، الذين تعرفوا على لعبة البولينج خارجيا، وعندما عادوا أحضروها معهم كذكرى جميلة من مرحلة الابتعاث. * لماذا الاهتمام أخيراً بلعبة البولينج؟ لما وجدوه فيها من عشق، فهناك من يميز صوت السترايك مثلا، ويتغنى لمثل هذه النغمة، ومنهم من يستشعر صوت الطابات وهي تقع على الأرض، أو يميل لرائحة الكرة المفضلة لديه، ولكن هذا الاهتمام بين هذا الجيل اختفى تدريجيا لأسباب اجتماعية كثيرة، من ضمنها أولا الاختلاط والتغيرات الاجتماعية بعد عام 1979م، وثانيا سوء الاهتمام بصالات البولينج، وعدم توافر فنيين مختصين لضمان صيانة الأجهزة بالشكل المطلوب، مع العلم أنه توجد نحو 30 صالة بولينج في المملكة. * لكنها ليست رياضة أولمبية؟ رغم هذه الظروف ورغم أن البولينج لا تعد رياضة أولمبية، إلا أنها بدأت تعود تدريجيا لجذب فئات المجتمع السعودي المختلفة، وعادت لتجمع أفراد الأسرة الواحدة كما كانت تفعل في السابق، فهي رياضة الأسرة كما يطلق عليها كثير من محبي هذه الرياضة، ولعل من أشهر الأقوال عن هذه الرياضة أنها سهلة للعب وصعبة للاحتراف، تفرض تحديا كبيرا على من يمارسها حتى يتمكن من إتقان جميع الرميات بناء على معايير مختلفة مثل قوام الجسم، واستخدام اليد اليمنى أو اليسرى، مع العلم أن حظوظ اللاعبين ذوي القدم اليسرى أكبر في هذه اللعبة؛ نظرا لأن نسبة التزييت تتضاءل في الحارة؛ بسبب كثرة رمي الكرة من الجهة اليمنى، بينما تحتفظ الحرة بنسبة أفضل من التزييت في الجهة اليسرى مما يسهل تمرير الكرة. * ماذا عن المستثمرين؟ هل لديهم اهتمام بالاستثمار فيها؟ تعد صالات البولينج بيئة خصبة للاستثمار غفا عنها كثير من رجال الأعمال، فهي توفر بيئة اجتماعية رياضية وترفيهية، وقد حظيت أشهر صالات العالم للبولينج، مثل الموجودة في ألمانيا بصيط عال لتطور التقنية فيها، ولعل من أشهر من اقتنى صالة بولينج في بيته كان الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما في البيت الأبيض، ولذلك ولتحقيق رؤية 2030 وجهت هيئة الرياضة الاتحادات الرياضية بالتعاون وتقديم المبادرات في ورشة أقامتها أخيرا للاستفادة من المنشآت الرياضية الموجودة لتصب في مصلحة الرياضة الاحترافية والمجتمعية. * الأماكن التي تحتضن ممارسيها قليلة جداً، لماذا؟ أصبحنا نرى الإبداع في بناء الصالات، ما جعل بعضها تحفة معمارية، ومنهم من تفنن في إضافة طابع حديث أو طابع تقليدي أو حتى حارات تضيء في الظلام بألوان مبهجة تسر العين، وتجذب الصغير قبل الكبير بتصميمها والفعاليات المصاحبة التي توفرها، وتساعد على إمضاء وقت أطول في الصالة. ورياضة البولينج من الرياضات التي تواكب التطور من حيث المكان أو اللعب، والتمسك بالصورة التقليدية في هذا المجال حاليا لن يدر أي ربح على صاحب الصالة، وقد يقتل هوية المكان في زمن يتصارع فيه الإبداع في كل زاوية من طريقة اللعب للأدوات، للبناء، كما تنوعت أهداف البناء لتشمل توفير سبل الراحة، وفرص وظيفية لذوي الإعاقة، مثلما حصل الشهر الماضي في صالة كراون لينس للبولينج في مدينة كولورادو الأمريكية. * ماذا نحتاج لكي نحقق نتائج خارجياً؟ لاعب البولينج من الرياضيين الذين يتحلون بدرجة عالية من التركيز والانضباط والتمكن من فهم اللعبة ودوران الكرة بالشكل المطلوب. لاعب البولينج له علاقة وطيدة مع المرة مثل الفارس والحصان. كلما تمرّن أكثر توطدت العلاقة بينه وبين الكرة. وكمثال، إذا تمرس اللاعب على أنواع التمريرات فهناك يجعل الكرة تسير على مسافات من التزييت القصير، مسافات أخرى من التزييت المتوسط، ومسافات أخرى من التزييت الطويل، ولكل مسافة قدرة ومهارة مختلفة، تتطلب وقتا وجهدا لإتقانها. تمرير الكرة بشكل سريع قد يصيب الطابات، ولكن مع التقنية الآن أصبحت حتى الكرات بعضها ما يمكن اللاعب من إتقان دوران الكرة وبعضها ما يسير بشكل مستقيم. * كيف ترون الإقبال على هذه الرياضة؟ عديد من الصالات في المملكة لا تشهد إقبالا؛ بسبب عدم اهتمامهم بالجانبين الاجتماعي والفني للصالة، وهدفها الربحي الخالص سيمنعهم من التواصل مع المختصين، وهذا سيحتم عليهم عدم إمكانية استقبال الفعاليات الرياضية لعدم تنابسها مع معايير البطولات سواء المحلية أو الدولية. مع العلم أن دخل الصالات خارج المملكة قد يصل إلى 400000$ سنويا في حال تمكنها من إقامة فعاليات ودوريات على مدار الحال كما هو الحال في الولاياتالمتحدة مثلا حيث شهدت إقبالا جعلها في فترة من الفترات رابع لعبة من حيث الممارسة في الدولة. ولكثرة الإقبال يهتم بعض المستثمرين بتطوير نحو 40 صالة بانتهاء هذا العام لتستقطب جميع الفئات السنية من ثلاث سنوات حتى 90 سنة، كما تحدث مدير صالات بوليرو الأميركية أندرو تاتشر في مقابلة أخيرا لموقع fresnobee.com، كما يشهد قطاع أجهزة البولينج وصيانتها ارتفاعا في نسبة النمو سيصل إلى 4.41 في المئة خلال 2017 /2021 بناء على دراسة أجرتها شركة تيكنافيو Technavio لأشهر شركات لصناعة معدات البولينج مثل برونزوك Brunswick الألمانية. ولبعد نظر معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ فقد تكفل ببناء ثلاث صالات للبولينج خلال عامين في الثلاث مناطق الرئيسة في المملكة في، الغربية (جدة) والوسطى (الرياض) والشرقية (الخبر). * ما خططكم المستقبلية في تطويرها؟ يعيش الاتحاد السعودي للبولينج حاليا حالة من الرخاء والشدة، فالمستقبل يبشر بالخير، ولكن الحاضر يعين عليه بذل الجهود الكثيرة لتطوير صالات البولينج الموجودة حاليا قدر المستطاع لتصبح معتمدة دوليا لإقامة بطولات؛ حتى لا يقتصر ذلك على صالة المركز العالمي للبولينج الموجودة في الرياض فقط، التي تحوي 30 حارة، وتستقطب بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف زائر شهرياً، وكما هو معروف معايير استضافة البطولات الدولية تحتم وجود 30 حارة على الأقل، ناهيك عن أن صالات البولينج التي تسمح بالتدخين قد تستقطب بعض الشباب، ولكن كاتحاد أو محترفين هي أبعد ما يكون عن المكان الملائم لاستقطاب هذه الفئة. وكما هو متعارف عليه صالات البولينج عادة ما تفتح أبوابها لساعات متأخرة، وتوجد بالقرب من مطارات دولية كبيرة مثل مطار هيثرو في لندن. * كلمة أخيرة؟ ما زالت ثقافة زيارة صالة البولينج وقضاء أوقات طويلة فيها في بدايتها، ولكن ما يأمله الاتحاد السعودي للبولينج، ويعمل على تحقيقه هو نشر اللعبة بشقيها الترفيهي والاحترافي وتقديم رياضة تحفز على الانضباط والتركيز، وتدعم روابط الأسرة من خلال الفعاليات الاجتماعية ورحلات المدارس والبطولات المحلية والمفتوحة طوال العام لكلا الجنسين، الواقع في اليد، والمأمول في الذهن وقادرون على تنفيذه بإذن الله. اللعبة ما زالت تحتاج إلى المزيد من الدعم أعضاء مجلس الإدارة مع أول فريق نسائي في المنطقة لاعبو المنتخب يحققون نتائج إيجابية في مشاركتهم الخارجية المنتخب شارك في العديد من المناسبات Your browser does not support the video tag.