للمرة الأولى منذ 1982 لم يتأهل أي فريق أفريقي إلى الدور الثاني، لم تقترب مصر أو تونس من الصعود، ولم يكن المغرب محظوظاً فيما كانت نيجيريا والسنغال على بعد دقائق من التأهل لكن عندما حسمت الأمور كانت خيبة الأمل كبيرة للقارة. *هداف البطولة ضمن هداف وقائد منتخب إنجلترا هاري كين مهاجم الفريق وفوزه بلقب هداف البطولة متفوقاً على البلجيكي روميلو لوكاكو، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والروسي دينيس تشيريشيف، ولدى كل منهم أربعة أهداف، وأعاد كين لقب الهداف لإنجلترا مرة أخرى بعد أن فاز به جاري لينيكر في 1986 كأفضل هداف في تاريخ إنجلترا في نسخة واحدة وهو أول من يحرز ثلاثة أهداف من ركلات جزاء، أحرز البرازيلي رونالدو ثمانية أهداف في 2002 وهو الوحيد في آخر عشر بطولات الذي سجل أكثر من ستة أهداف. * هجمات مرتدة أثبتت بلجيكا تفوقها في الهجمات المرتدة، ولا يوجد أمثلة أفضل أو أكثر إثارة من هدفها المذهل في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع في انتصارها على اليابان. وبعد ركلة ركنية لليابان وبتمريرة من يد الحارس تيبو كورتوا وجد أربعة لاعبين بلجيكيين بطريقة ما الرغبة في الركض لمسافة الملعب بأكمله لصنع هدف رائع يعبر عن السرعة والدقة سجله ناصر الشاذلي. * أول مشاركة بدأت أيسلندا من حيث انتهت في بطولة أوروبا 2016م، وتعادلت مع الأرجنتين في أول مباراة، وقدمت كل ما لديها لكنها فرطت في فرصة التأهل من مجموعة صعبة. كانت مشاركة بنما كارثية وتلقت هزيمتين ثقيلتين أمام بلجيكا وإنجلترا كما خسرت أمام تونس. * أوروبا للمرة الثالثة في آخر أربع بطولات سيكون النهائي بين فريقين أوروبيين. كان الدور قبل النهائي أوروبياً خالصاً أيضاً في النسخة الحالية، وفي البطولة السابقة التي أقيمت في القارة (2006). مرة أخرى سيطرت المنتخبات الأوروبية الكبيرة، وبعض الفرق الأقل مكانة أيضاً، على البطولة رغم عدم تأهل إيطاليا وهولندا. *نسيان كان يمكن أن يكون أحد أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم لكنه تحول إلى واحد من أفضل حالات التصدي في تاريخ النهائيات، إلا أن الإنقاذ المذهل من جوردان بيكفورد حارس إنجلترا لتسديدة ماتيوس أوريبي من 30 متراً في الزاوية العليا لم يتم إعادته حتى على الشاشة العملاقة في إستاد سبارتاك لأن كولومبيا أدركت التعادل من الركلة الركنية التي أسفرت عنها اللعبة. *جيل ذهبي شعر لاعبو بلجيكا بالملل والضيق من سؤالهم بشكل متكرر عن وصفهم بالجيل الذهبي وأن "الوقت حان للارتقاء لمستوى التوقعات". وفي أغلب الأحيان كان ردهم بأداء مذهل وتسجيل أهداف لا تنسى والتغلب على البرازيل في دور الثمانية، لكن المنتخب البلجيكي لم يستطع العثور على وسيلة للتفوق على دفاع فرنسا في الدور قبل النهائي. ومع ابتعاد أغلب الفريق، وخاصة اللاعبين المبدعين فيه، عن سن الاعتزال، يمكن توقع المزيد من عناوين "الجيل الذهبي" في غضون عامين. *هازارد ارتدى أخيراً ثوب النجم. وبعد أن اختفى في خروج بلجيكا من كأس العالم الماضية وبطولة أوروبا 2016، ارتقى إيدن هازارد لمستوى التوقعات في روسيا. استمر في طلب الكرة وترك بصمته على المباريات المهمة. لم يستطع فعل الكثير في الدور قبل النهائي لكن لن يستطيع أحد اتهامه بعدم بذل جهد كاف هذه المرة. * الكرة لن تعود إلى مهدها أحيت مسيرة إنجلترا غير المتوقعة إلى الدور قبل النهائي نشيد 1996 "كرة القدم تعود إلى مهدها" والذي تردد في مكبرات الصوت في كل إستاد قبل مباريات الفريق ومع كل هدف سجله. في بطولة أوروبا 1996 غنت الجماهير "30 عاماً من الألم" في إشارة للغياب عن الألقاب منذ كأس العالم 1966 لكن العدد الآن ارتفع إلى 52، ويستمر في الزيادة. *اليابان حملت الراية الآسيوية بفخر داخل وخارج الملعب. بعد الهزيمة المؤلمة ضد بلجيكا كان يمكن التماس العذر للاعبي اليابان على إلقاء بعد الأكواب على الأرض، لكنهم جمعوا كل القاذورات ونظفوا غرفة الملابس لتظهر كأنها لم تستخدم من قبل، تركوا ملحوظة باللغة الروسية يشكرون فيها البلد المستضيف. *كانتي هل هناك لاعب ترك كل هذا التأثير على نجاح الفرق التي لعب لها دون أن يجذب سوى القليل من الاهتمام؟ يحرس نجولو كانتي المنطقة التي تقع أمام دفاع فرنسا بفهم وتقدير حتى أنه يكاد لا يكون بحاجة للكثير من الركض ليفعل ذلك. هو لاعب الوسط المدافع الحلم بالنسبة للمدافعين خلفه وكان تخطيه بمثابة كابوس للعديد من الفرق في روسيا. * أهداف متأخرة بالكاد مرت أيام بدون تسجيل أهداف في اللحظات الأخيرة وساهم في ذلك ما بدا أنه حد أدنى يبلغ خمس دقائق كوقت بدل ضائع. استمتعت إيرانوكولومبيا وإنجلترا والبرتغال والأرجنتين والبرازيلوألمانياوتونس ومنتخبات أخرى بهذا الانفجار من السعادة الذي يأتي مع هدف فوز أو تعادل وساهم ذلك في زيادة إثارة البطولة. *مودريتش نضج لوكا مودريتش خلال البطولة ونضج على مدار زمن المباراة في فوز كرواتيا على إنجلترا في الدور قبل النهائي. لمعت في نهاية المطاف تحركاته السهلة وتمريراته المتقنة ونظرته الثاقبة في القيام بالتمريرة الصحيحة ومستواه الرائع الإجمالي مع تراجع الجميع من حوله. لم يكن ليونيل ميسي كذلك، وترك حلم كأس العالم بدون أن يحققه. ودع أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم بجانب بيليه ودييجو مارادونا البطولة بدون أي صخب لينضم إلى مجموعة أخرى من أفضل اللاعبين في التاريخ الذين فشلوا في حصد اللقب، ومن بينهم فرينتس بوشكاش ويوهان كرويف وجورج بيست الذي لم يحصل حتى على فرصة اللعب في كأس العالم. *نيمار الاختيار الأول: بعد أن تعافى بشجاعة من غياب طويل بسبب الإصابة، كان نيمار أكثر لاعب ارتكبت ضده مخالفات في البطولة وصاحب أكبر عدد من المحاولات على المرمى مع محاولته قيادة المنتخب البرازيلي المخيب للآمال إلى النهائي للمرة الأولى في 16 عاماً. الاختيار الثاني: جسد نيمار كل ما هو سيّئ في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وتوارت موهبته في ظل محاولات إدعاء السقوط والغش والتدحرج بشكل سخيف على أرض الملعب مما جعله مثار سخرية العالم. * الأكبر أصبح الحارس المصري عصام الحضري أكبر لاعب سناً يشارك في كأس العالم عندما خاض المباراة الأخيرة في دور المجموعات ضد السعودية وعمره 45 عاماً و161 يوماً. * ركلات الجزاء كان احتساب 28 ركلة جزاء في البطولة حتى نهاية الدور قبل النهائي رقماً قياسياً بفارق كبير عن الرقم السابق، وهو 18 ركلة جزاء في 2002. تم احتساب العديد من ركلات الجزاء نتيجة لتدخل حكم الفيديو المساعد. * رونالدو كان هدف رونالدو المتأخر من ركلة حرة في التعادل 3 - 3 مع إسبانيا أحد أبرز لقطات المباريات الأولى. واصل أداءه البطولي لكنه لم يستطع قيادة فريق برتغالي متواضع إلى دور الثمانية. لكن من بين "الكبار الثلاثة" في روسيا، يمكن أن يكون رونالدو الأكثر سعادة بما قدمه. * خداع بدا أن لاعبي كولومبيا سيطرت عليهم هيستريا جماعية عندما احتسبت ضدهم ركلة جزاء أمام إنجلترا بسبب مخالفة ضد هاري كين لكن خلال أربع دقائق من الاعتراض حاول أحدهم إلحاق الضرر بالمنطقة المحيطة بنقطة الجزاء في أرض الملعب حتى يجعل الأمور صعبة على من يسدد الركلة. لكن الأمر لم ينجح ونفذ كين ركلة الجزاء بنجاح، ومضت إنجلترا لتفوز بركلات الترجيح. * تيكي تاكا قامت إسبانيا بعدد مذهل من التمريرات بلغ 1137 تمريرة على مدار 120 دقيقة ضد روسيا لكنها بالكاد صنعت فرصاً للتسجيل وودعت البطولة بركلات الترجيح. *حكم الفيديو المساعد مع استثناءات بسيطة للغاية حقق الاستخدام الأول لنظام حكم الفيديو المساعد نجاحاً كبيراً. احتسبت العديد من ركلات الجزاء وتم التراجع عن احتساب ركلات جزاء أخرى بعد مراجعة الفيديو، ولم يكن هناك أساس للمخاوف المتعلقة بتوقف اللعب لفترات طويلة ومتكررة. * مفاجآت وفقاً لمواصفات كأس العالم، لا توجد مفاجأة أكبر من هزيمة ألمانيا أمام كوريا الجنوبية لتحتل المركز الأخير في مجموعتها. اجتذب وداع إسبانيا للبطولة أمام روسيا المصنفة 70، وتعادل الأرجنتين مع أيسلندا، وهزيمتها الثقيلة أمام كرواتيا وتعادل إسبانيا والبرتغال بصعوبة مع المغرب وإيران تعاطف المحايدين. سالم الدوسري نيمار رونالدور بيكفورد كين الحضري Your browser does not support the video tag.