أكد عدد من المختصين أن تقييم حجم تأثر الأسواق المحلية بمجريات النزاع التجاري الذي بدأ بين الولاياتالمتحدة الأميركية والصين، لايزال مبكراً ولاتزال أنظار عموم المراقبين والمحللين والمعنيين بالشأن الاقتصادي في مختلف أسواق العالم تتابع مستجدات النزاع الذي بدأ بعد أن فرضت الولاياتالمتحدة رسوماً جمركيةً على واردات سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار، وردت الصين بالمثل. وقال المستشار المالي وخبير إعادة الهيكلة المهندس جمال محمد عسيلان ل"الرياض" إن الوقت لازال مبكراً للحديث عن تأثيرات مباشرة على أسواقنا المحلية جراء هذا النزاع الذي بدأ بين قطبي التجارة في العالم، غير أنه لا يستبعد أن تظهر تأثيرات في المستقبل متى ما توسعت دائرة النزاع وزاد أمدها، فأسواقنا من أكبر المستوردين من البلدين اللذين سيسهم النزاع بينهما في رفع أسعار منتجاتهم التي نستوردها. وأشار المهندس جمال إلى أن مثل هذه الحروب الاقتصادية أسهمت خلال فترات سابقة في رفع معدلات الأسعار عالمياً وكان لها تأثير على سلاسل الصناعة والأسعار العالمية آنذاك، وهو ما يتوقع حالياً خصوصاً وأن العالم أصبح قرية واحدة وتقلصت كثير من الحواجز التي كانت تفصله. وبدوره أكد المستشار الاقتصادي محمد مصطفى بن صديق إن تأثير النزاع الاقتصادي بين أميركا والصين على الأسواق المحلية وغيرها من أسواق العالم سيأخذ وقته التدريجي وفي حالة توسعت دائرة التعرفات الجمركية فستتأثر أسعار منتجات البلدين اللذين يصنفان على رأس قائمة المنتجين والمصدرين لغالبية الأسواق في العالم. وبين بن صديق أن الحجم الاقتصادي الكبير للبلدين على النطاق العالمي من حيث حجم الإنتاج والتصنيع وكون الصين من أكبر المستهلكين للنفط يجعل مثل هذا الخلاف مصدر قلق مستقبلي لعموم الأسواق في مختلف مناطق العالم. كما توقع عضو اللجنة التجارية بغرفة تجارة الدكتور واصف كابلي، محدودية تأثيرات النزاع الاقتصادي الذي بدأ بين الولاياتالمتحدةوالصين، على الأسواق المحلية والإقليمية في هذا الوقت الراهن. وكانت وكالات للأنباء نشرت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فرضت رسوماً جمركيةً على واردات سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار، فردت الصين بالمثل واتهمت واشنطن بإطلاق شرارة "الحرب التجارية الأوسع نطاقاً" في الوقت الذي صعد فيه أكبر اقتصادين في العالم خلافهما بشدة. وقبل ساعات من حلول الموعد النهائي لبدء فرض الرسوم الجمركية من جانب الولاياتالمتحدة، رفع الرئيس الأميركي سقف التوقعات محذراً من أن بلاده قد تفرض في نهاية المطاف رسوماً على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار، أي ما يعادل تقريباً إجمالي واردات الولاياتالمتحدة من الصين في العام الماضي. وأعلنت وزارة التجارة الصينية -في بيان بعد وقت قصير من حلول الموعد النهائي لبدء فرض الرسوم الأميركية- أنها اضطرت للرد. ويعني هذا أن واردات تشمل السيارات وفول الصويا تواجه أيضاً رسوماً جمركية نسبتها 25 %. محمد بن صديق واصف كابلي Your browser does not support the video tag.