القيلولة عبارة عن غفوة قصيرة، ومحطة عابرة وسريعة خلال النهار، يخلو فيها الإنسان إلى الاسترخاء والاستراحة، أو لتفريغ شحنات القلق والتوتر التي تنتابه أحياناً. والقيلولة القصيرة هي التي تتراوح فيها الغفوة ما بين 20 - 30 دقيقة، وهناك القيلولة التي تصل أحياناً إلى أكثر من ساعة واحدة. وتختلف الثقافات في النظر إلى القيلولة، ففي بعض الدول ينظر إليها على أنها دليل على الخمول والكسل، بينما تكون في مناطق أخرى ذات أهمية كبيرة. وقد وجد الباحثون في جامعة لافبرة البريطانية أن قيلولة ما بعد الظهر حتى ولو كانت قصيرة يمكن أن تساعد على التخلص من التعب. ويقول الدكتور جيم هورن خبير النوم بجامعة لافبرة إن هذه القيلولة تساعد في التخلص من الإرهاق بصورة أفضل من النوم لمدة ساعتين إضافيتين أثناء الليل. ويعزو الباحثون أهمية القيلولة إلى أن الإنسان يصاب عادة بانخفاض في طاقته ونشاطه في فترات ما بعد الظهر، وبالتالي فإنه يحتاج إلى غفوة قصيرة تعيد له نشاطه وحيويته. ويتدنى نشاط الإنسان بعد فترة الظهيرة، ويحتاج إلى الراحة والاسترخاء، وقد وجد أن القيلولة التي يحصل عليها الإنسان في فترة ما بعد الظهر، والتي تتراوح ما بين 45 إلى 60 دقيقة مهمة جداً، حيث تعمل هذه القيلولة على تزويد الإنسان بالطاقة اللازمة، بالإضافة إلى تنشيط ذاكرته، وقدرته على العمل والإنتاج. وقد أجريت دراسة علمية بجامعة سارلاند بألمانيا universitat Des Saarlandes على مجموعتين من الأشخاص، المجموعة الأولى أخذت قيلولة، والأخرى لم يتح لها ذلك، وكانت النتيجة أن أداء المجموعة التي لم يحصل أفرادها على القيلولة أصبح ضعيفاً ومتدنياً للغاية. ويوضح هذا مدى الآثار الإيجابية التي تمنحها القيلولة، مثل القدرة على تجميع الذكريات وترتيب الأفكار، والتي تعتمد على الذاكرة طويلة المدى. وقد تبين من نتائج هذه الدراسة أن فترة القيلولة لمدة ساعة تقريباً، تساعد على تحسن قدرات الذاكرة في استرجاع المعلومات بمعدل خمس مرات، وهذا يفيد الإنسان الذي يحتاج إلى قدرات الذاكرة والنشاط خلال اليوم. ومع حلول الانقلاب الصيفي الذي بدأ في 21 يونيو 2018 ويستمر لمدة 3 أشهر تقريباً، فإن القيلولة مهمة جداً؛ فالقيلولة تشحن قدرات الدماغ على التفكير والتركيز، وترفع مستوى الإنتاجية، بالإضافة إلى جعل الإنسان أكثر يقظة وقدرة على الاستيعاب.. Your browser does not support the video tag.