أثبتت دراسة طبية يونانية أن أخذ قيلولة قصيرة في فترة الظهيرة تساعد إلى حد كبير في خفض ضغط الدم والحماية من أمراض القلب بشكل عام وتجنب الإصابة بالنوبات القلبية. وأوضحت الدراسة التي أجريت في مركز أمراض القلب بالمستشفى العام بالعاصمة اليونانية أثينا أن الغفوة والراحة القصيرة وقت الظهيرة لمدة ساعة تقريبا -تزيد أو تنقص قليلاً- لها فوائد صحية كثيرة في تعزيز صحة القلب. وأوضحت الدراسة التي أشرف عليها أطباء واستشاريون مختصون في هذا المجال أن تلك الفترة الزمنية القصيرة في ذلك الوقت بالتحديد تعمل وكأنها مرحلة استرخائية انتقالية لمعاودة ممارسة النشاط مرة أخرى بعد الاجهاد الذي يتعرض له الشخص في فترة الصباح ومن ثم فترة ما بعد الظهر. وكانت تلك الدراسة قد اعتمدت على تجربة شارك فيها حوالي 400 شخص من مختلف الجنسين من المسنين بمعدل عمري يبلغ 60 سنة تقريباً ممن يعانون بشكل عام من ارتفاع ضغط الدم وبعض المشاكل والعلل القلبية ليثبت بعد فترة زمنية معينة من التزامهم بتلك القيلولة وحرصهم على الغفوة وقت الظهيرة انخفاض نسبة ضغط الدم المرتفع عندهم بمقدار 6 بالمئة وقلة المشاكل القلبية التابعة لذلك بنسبة 4 بالمئة كذلك. كما أظهرت التقارير والفحوصات الطبية للمشاركين في تلك التجربة تحسن ملحوظ في صحة الأوعية والشرايين القلبية عندهم بشكل عام وتمتعهم بصحة نسبية أفضل مقارنة بحالتهم سابقاً وغيرهم من نفس الفئة العمرية وممن يعانون من مشاكل قلبية مماثلة. كما أكدت الدراسات الحديثة أن القيلولة تريح ذهن الإنسان وعضلاته وتعزز الاسترخاء وتحسن المزاج. كما تعيد القيلولة أيضا شحن قدرات الإنسان على التفكير والتركيز وتزيد إنتاجيته وحماسته للعمل، كما تجعل العامل أكثر يقظة وتقوي قدرته على التذكر. ولكن رغم منافع القيلولة إلا أنها ليست مناسبة للجميع، فالأشخاص الذين يعانون الأرق ينصحون بالنوم أثناء النهار، لأن القيلولة لوقت طويل أو في ساعة متأخرة قد تعيق قدرتهم على النوم ليلا.