أن تغتنم وقتك مع الأحبة وتستمتع بكل لحظة فيها.. هي السعادة الحقيقية.. فلا تدري متى يرحلون. هذا ما شعرت به عند رحيل العزيز رياض بن حمد الصالح -رحمه الله-.. فلقد توثقت الصِّلة بيننا ونحن صغار وعشنا صداقة جميلة.. وكانت والدته الفاضلة منيرة -رحمها الله- تفيض حباً وحناناً فقد تمثلت القيم الأصيلة بوقفتها ووفائها معنا إبان وفاة الوالد -رحمه الله- عندما كنا صغاراً.. وكنا نراها بين اليوم والآخر وهي بمثابة الوالدة لي وكانت أحب الصديقات لوالدتي -حفظها الله-.. غاب عني رياض أربعة عقود طويلة من الزمن في غياهب الانشغال ودورة الحياة.. وفجأة وجدته أمامي قبل أكثر من شهر في مجلس عزاء، وكم كانت فرحتي عظيمة بلقائه.. وجدته كما هو في في صفاء قلبه، ودماثة أخلاقه، وبشاشة وجهه.. استعدنا في لقائنا الوحيد ذكريات الماضي بسعادة وغبطة ومواقف الطفولة الطريفة والشقاوة البريئة.. وما الحياة إلا ذكريات.. وتواعدنا على أن نجدد اللقاء في جلسة نتسامر فيها.. ومضى كل منا في شانه بانتظار الموعد.. ولَم أعلم أن هذا اللقاء هو الأخير في هذه الدنيا. فقد جاء الوعد الحق وقضاء الله الذي لا راد له لتصلني رسالة تحمل نبأً مؤلماً؛ وفاة الأخ الحبيب رياض الصالح وهو صائم قائم ليصدق قول القائل: حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار كم آلمني ووالدتي وإخوتي نبأ وفاته.. ولله الحمد على قضائه وقدره ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده في كتاب. وعزاؤنا لأبناء الفقيد رحمه الله وإخوته ولعائلة الصالح الكرام على مصابهم. سائلاً المولى أن يتقبل أخانا رياض بقبول حسن، وارحمه برحمتك الواسعة. إنّا لله وإنّا إليه راجعون. Your browser does not support the video tag.