واصلت مقاتلات التحالف العربي استهداف مواقع وأهداف ميليشيات الحوثي في محافظة الحديدة، بجبهة الساحل الغربي والتي تشهد استعدادات لانطلاق معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة. واستهدفت الغارات تجمعات وتعزيزات للحوثيين في منطقة العرج بمديرية باجل ومنطقة الجبانة مقر معسكر الدفاع الساحلي في مديرية الحالي. وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية. وتستمر الاستعدادات لانطلاق معركة السيطرة على مدينة الحديدة مع استمرار تدفق التعزيزات لقوات المقاومة المشتركة. إذ وصلت كتيبة جديدة من معسكرات التدريب للمقاومة الوطنية إلى جبهة الساحل الغربي بعد استكمال فترة التدريب والتسليح والتجهيز، فيما تجري القوات المشتركة استعدادات عسكرية موحدة في أطراف مدينة الحديدة تحضيراً لتحريرها من الميليشيات الحوثية. في المقابل، تواصل ميليشيات الحوثي التحشيد والدفع بالتعزيزات إلى جبهة الساحل الغربي التي أضحت ثقبا أسود يلتهم الانقلابيين ولمواجهة عملية الاستنزاف والنقص المستمر لمقاتليها، استدعت الميليشيات أفراداً من قوات الأمن المركزي السابق والتي تسيطر عليها لتغطية عجز وانهيار مقاتليها في جبهات القتال بمحافظة تعز. وسقط قتلى وجرحى من الحوثيين في غارات لمقاتلات التحالف على منطقة المِبها ومٌكائر ومحيط جبل المنعم في مديرية جبل حبشي غربي محافظة تعز. إلى ذلك وعلى وقع انهيارات ميليشيا الحوثي الإيرانية وتآكل الأرض من تحت سيطرتها في الساحل الغربي وتعز والحديدة، باتت قيادة الميليشيا محاصرة بحتمية هزيمة وشيكة بدأت بوادرها تلوح في الأفق في مدينة الحديدة وسط أزمة خيارات تحاصرها وفي ظل فشل كل الإجراءات والخيارات الإسعافية التي لجأت إلى استخدامها خلال الأسبوعين الماضيين لمنع استمرار تقدم قوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي. وأكدت مصادر يمنية مطلعة قيام القيادات الحوثية والمشرفين الأمنين والعسكريين التابعين للميليشيا الإيرانية بإخراج أسرهم من مدينة الحديدة إلى صنعاء وذمار، فيما أصدر عبدالملك الحوثي تعميم بإنزال جميع الموظفين في صنعاء بما فيهم العاملين في شرطة المرور والنظافة ومختلف القطاعات الأمنية والخدمية وإرسالهم إلى الساحل الغربي وإقحامهم في معركة تدرك الميليشيا مسبقاً أنها خاسرة وأن خروجها مسألة وقت. كما وجه الحوثي رئيس استخبارات الميليشيا الإيرانية ابو علي الحاكم بإلزام عُقال الحارات ومدراء المديريات وأعيان القرى على الدفع بمقاتلين لإنقاذ الوضع في الساحل الغربي وصد تقدم قوات الشرعية صوب مدينة الحديدة التي باتت على وشك التحرير حيث تعيش ميليشيا الحوثي الإيرانية أيامها الأخيرة فيها. وفي نفس السياق ذكرت مصادر إعلامية أن قيادة الميليشيا بدأت بعملية واسعة لمطاردة أفراد الشرطة والأمن وقوات الأمن المركزي والعسكريين الفارين من المعسكرات الخاضعة لسيطرتها، ووجهت باعتقالهم وإرسالهم قسرًا وعلى وجه السرعة إلى جبهة الساحل الغربي والحديدة ونفذت حملة مداهمات واسعة لمئات المنازل بحثاً عنهم. وأكدت مصادر أن قيادات الميليشيا بصعدة أرسلت لزعيمها عبدالملك الحوثي قائمة تضم قائمة أكثر من 200 مشرف وقائد ميداني حوثي تتهمهم بالخيانة والتثبيط والفشل والفرار من الجبهات والوقوف خلف مسؤولية الهزائم المتتالية في غربي تعز وجبهة الساحل الغربي والحديدة، وأبرزهم المشرف الحوثي عبدالله قضيبة، في حين تتوقع المصادر أن زعيم الميليشيا سيوجه باعتقال وإعدام العديد من المشرفين الحوثيين والقادة الميدانيين المذكورين في القائمة بحكم ثقته بالقيادات التي تقف خلف اتهامهم بالخيانة والفشل في ظل مخاوف في أوساط المستهدفين ضمن القائمة من عمليات تصفية مرتبقة ينفذها ما يسمى ب"جهاز الأمن الوقائي الحوثي". Your browser does not support the video tag.