أكّد مختصون في الشأن الأردني بأن الشعب لم يتفاجأ في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لأن المملكة عبر التاريخ لم تتأخر بالوقوف بجانب الأردن وشعبها، فمنذ عهد المؤسس المغفور الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وأبنائه البررة حتى عهد الملك سلمان نهجها ثابت ومواقفها النبيلة للأردن والدول العربية والإسلامية. مبادرة كريمة ولفت الوزير الأردني السابق أستاذ العلوم السياسية الزائر في جامعة تورنتو في كندا د. فيصل الرفوع إلى أنّ دعم خادم الحرمين للأردن ليس بغريب على المملكة ومقدر من كل كبير وصغير في الأردن، فمنذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى عهود أبنائه البررة وانتهاء بعهد الملك سلمان مواقفهم عظيمة وجبارة مع الأردن وكافة الدول العربية والإسلامية، وهذه المبادرة الكريمة جاءت تتويجاً للدور العروبي والإسلامي الذي يعتز به كل عربي وإسلامي للمملكة للوقوف دائماً وأبداً مع أشقائها، وتابع بأن هذه المبادرة الكريمة ستبقى محفورة في ذهن وضمير ووجدان ليس فقط جلالة الملك عبدالله الثاني، وإنما في وجدان وقلب وضمير كل أردني ينتمي لهذه الأمة، وليس بغريب على المملكة الداعم الأساسي للموازنة الأردنية والاقتصاد الأردني، فكما يعلم العالم أن الاقتصاد الأردني يعاني الكثير خاصة بما يتعلق باللاجئين السوريين وقبلهم للاجئين من الإخوة العراقيين واليمنيين واللبنانيين والفلسطينيين، وبالتالي هذه المبادرة من خادم الحرمين للاتصال برؤساء دولتي الكويت والإمارات وملك الأردن للتباحث حول السبل التي يمكن بها التخفيف من الأعباء الاقتصادية المتردية في الأردن على المواطن الأردني تؤكد يد الخير السعودية. وأضاف بأنّ هذه المبادرة ستعيد البسمة إلى شفاه سبعة ملايين أردني وقرابة أربعة ملايين لاجئ، ونحن بالأردن نعتز بعلاقتنا الأخوية المتجذرة مع المملكة، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يقدر دعم الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونسأل الله أن يجمع شمل هذه الأمة على يد خادم الحرمين الشريفين، وبإذن الله نسمع قريباً إعادة الشرعية للشعب اليمني وتحرير كافة الأراضي اليمنية من الميليشيا الإرهابية الحوثية، ولو عدنا للتاريخ فالمواقف الأردنية السعودية وجهان لعملة واحدة، والأردن ليس له خيارات ولا يمكن إلا أن يكون عروبي ومع شقيقته الكبرى المملكة. ونوّه الباحث السياسي الأردني الإعلامي أ. شحاذة أبو بقر بأنه شخصياً والشعب الأردني لم يتفاجأ من مبادرة الملك سلمان لبحث كيفية دعم الأردن، فمواقف المملكة منذ القدم قومية أخوية بطولية ونبيلة يعتد بها حيال كل الأزمات والقضايا في المنطقة، مواقف عروبية صادقة لا أحد يستطيع أن ينتقص منها أو يشكك بالنوايا، ونحن في الأردن نعتز بهذه المواقف ودائماً عبر التاريخ مواقفها مشرفة داعمة، ولو عدنا لكل الحروب العربية الإسرائيلية مولتها المملكة ودول الخليج الكويت والإمارات، والسعودية هي الدولة الأولى الداعمة للمشروعات والخزينة الأردنية على مر التاريخ، وهي السعودية الشجاعة لم تقم على الشعارات ولم تدعم الأحزاب. وأضاف: "منذ نشأة الأردن والمملكة لم تنقطع حتى في أصعب الظروف، ولا ينسى الشعب الأردني موقف المملكة عام 1989، وذلك عندما قدمت الوديعة السعودية البالغة 200 مليون دينار بعد أزمة الدينار الأردني الذي قارب على الانهيار، وذهب وقتها جلالة الملك الحسين -رحمه الله- لزيارة المملكة ليطلعهم على الوضع، وقابل خلال زيارته الملك فهد -رحمه الله- قرابة ثلاث ساعات، وبعدها عاد الحسين للأردن، ولم تهبط الطائرة التي تقله وقتها إلى الأردن إلا وتعلن المملكة إنقاذها للدينار الأردني، وعلى الفور أرسل الملك الحسين برقية للملك فهد ذاكراً فيها "فرج الله كربكم"، وهذه مواقف أخوية لا تنسى ولا أحد يقفها مع أخيه سوى مملكة الخير، وكذلك لا ننسى عام 1989 موقف المملكة بعد انقطاع النفط العراقي عن الأردن، وقدمت المملكة وقتها لمدة ستة أشهر النفط للأردن كمنحة، كما أن الشعب الأردني في جنوبالأردن أثناء الحرب مع إسرائيل حرب 67 وتواجد الجيش السعودي يدافع عن جنوبالأردن"، مبيناً أنّ المنحة الخليجية للأردن والبالغة خمسة مليارات دولار دفعت من المملكة والكويت والإمارات كامل الالتزام، وللأسف دولة قطر لم تلتزم بالمنحة الخليجية، مشيراً إلى أنه عندما تسير في جميع محافظاتالأردن ستجد في كل مكان لوحات مكتوب على المشروعات بدعم من المملكة. Your browser does not support the video tag.