المجتمع الدولي اليوم يعيش أزمة لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية منذ النشأة إلى الآن، وهذه الأزمة تتمثل في انتشار ظاهرة التطرّف والإرهاب، وما من يوم إلا وتتوسع دائرتها بما يغذيها من أفكار منحرفة وأيديولوجيات مضلة، والمتهم الأول - في نظرهم هو الإسلام - لسوء تصرفات بعض المنتسبين إليه. فلما كانت المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين ومأوى أفئدة المسلمين، حرصت على القيام بدورها الفعّال في خدمة القضية الإسلامية. ويأتي ذلك امتداداً منذ تأسيسها على يد الملك المغفور له - إن شاء الله - عبدالعزيز آل سعود، إلى أبنائه الكرام، ما من عهد إلا والعمل الإسلامي يتلقى دعماً سخياً من لدن الأسرة المالكة الكريمة. ودعم العمل الإسلامي يظهر في إنشاء وزارة مستقلة للشأن الإسلامي تحت مسمى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ونظرًا للمسؤولية العظيمة التي يشعر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين نحو ديننا الإسلامي وإبراز صورته المشرقة أمام العالم تفضل بتعيين الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ لتكليفه بمسؤولية وزارة الشؤون الإسلامية. وهو رجل سيمته التواضع، نقي الضمير مما جعله يتمتع بحسن التعامل مع الكل بالتي هي أحسن، ومع تواضعه مشهور بحزمه الإداري، والقيام بأداء واجبه بصدق ووفاء. لقد تقلد عدة مهام وتدرج بها بداية من تعيينه مديراً عاماً لإدارة التفتيش بالرئاسة العامة لإدارات البحوث بالتكليف إلى أن عُين مستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً للرياض، وآخر منصب كان رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرتبة وزير إلى أن وصل إليه الأمر اليوم بأن يتولى حقيبة الشؤون الإسلامية في عهد سلمان الخير ملك الحزم والفكر. وخبرته الميدانية ودرايته الإدارية جعلته يحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين لمواجهة ظاهرة التطرّف والإرهاب بالفكرة والمنطق السليم من خلال منهج التيسير والتسهيل بعيداً عن التشدد والتضييق، ومن المنتظر أن تشهد الوزارة سلسلة من التطورات من برامج حديثة وأنشطة متنوعة في توجيه الدعوة وإعداد الدعاة الذين يمثلون الوجه الصحيح للدين الإسلامي الذي شوه سمعته المتطرفون أمام الآخر حتى صار ينظر إليه بعين الكراهية والبغضاء، مع أن هذا ليس من طبيعة الإسلام إنما الإسلام تكريم للإنسانية قبل كل شيء. فالوزير الجديد أصيل بمواقفه الثابتة والتي لا تمنعه من التعامل مع الآخر بالتي هي أحسن كما قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). * إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا Your browser does not support the video tag.