أشاد الفنانون المشاركون في فعالية "سكّة رمضان" التي نظمتها الهيئة العامة للثقافة بمدينة الرياض مؤخراً بجهود الهيئة في تنظيم هذه الفعالية، والتي أتاحت لهم إبراز أعمالهم الإبداعية واستعراض مواهبهم المتميّزة لإحداث حراك ثقافي وفني خلال شهر رمضان المبارك. وعبر الفنان عمار العطار، من دولة الإمارات، عن سعادته بالمشاركة في الفعالية "سكّة رمضان" لإبراز أعماله الفنية لأكبر شريحة من الجمهور في المملكة، لأنها تجسد الهوية الثقافية والإسلامية وتتضمن سلسلة أعمال الصلاة ومعرفة دلالات الركوع والسجود، وتوثيق المساجد وتصويرها في أي مكان سواء كانت داخل العالم الإسلامي أو في الخارج وفي كل رحلاته الخارجية لاكتشاف مدى الاختلافات والتقارب بين هذه المساجد من ناحية الشكل والمضمون، وكذلك توثيق وتصوير ماء السبيل كإرث حضاري في المنطقة. وقال الفنان العطار، الذي يٌعتبر أحد المصورين المتميّزين في دول الخليج "أنا حريص جداً على المحافظة على التاريخ والتراث وتوثيقه لكي تتمكن أجيال المستقبل من فهمه ومعرفته بشكل أفضل، ولا يقتصر عملي الفني على التوثيق فقط بل يتعداه إلى البحث المنهجي ودراسة الثقافة المادية والتوجه الجغرافي وفن الوسائط والتصوير الفوتوغرافي". وأشار العطار إلى مشاركة أعماله الفنية في العديد من المهرجانات المحلية والإقليمية والدولية من بينها أستوديو الشارقة بالإمارات، وآرت غاليري بمدينة جدة، والولاياتالمتحدة الأميركية، والصين، وألمانيا، وبريطانيا، والبحرين، والكويت وغيرها. ومن جانبها عبرت الفنانة السعودية بدور السديري عن بالغ شكرها وتقديرها للهيئة العامة للثقافة لدورها في توفير قناة مهمة عبر "سكّة رمضان" لعرض الفنون في شارع عام بطريقة احترافية ومتميّزة أمام الجمهور، حيث شملت المحاضرات الإبداعية والأفلام والفنون البصرية بمكان واحد، لدعم الحراك الثقافي وهو إنجاز إبداعي كبير. وقالت الفنانة السديري، إن أعمالها الفنية تجسد البيئة المحلية للمملكة وتاريخ وحضارة الجزيرة العربية، ولديها ارتباط وثيق ببيئتها في مدينة الغاط شمال الرياض والتي تشتهر بالنخيل والتمور والمواقع التراثية وتمثل ركيزة لأعمالها الفنية، مشيرة إلى أنها استطاعت أن تربط بصورة فنية رائعة بين العادات الأصيلة للمجتمع بالمملكة والمتمثلة في الكرم والشهامة والعطاء مع شجرة النخلة كرمزية عميقة يمتد عبر التاريخ، لإبراز إرث المملكة الأصيل وحضارتها العريقة للعالم الخارجي. وأضافت السديري، أنها تركز في أعمالها المعاصرة بجانب التراث المحلي على الآثار المحلية ضمن اهتماماتها بمواضيع تتعلق بالتراث الحضاري والآثار إلى جانب أعمالها الفنية التي عرضت بباريس وفينيس، حيث شاركت مؤخراً بفيديو آرت عن اكتشاف أثري مؤخراً لنبتة منحوته في منطقة "العلا" لا تظهر إلا بعد سقوط الأمطار عليها، توثق في هذا الفيلم تاريخ الحضارات في المملكة وحفظه من التشويه الذي طال بعض الآثار لعدم الوعي بأهميتها، وتقدم من خلاله رسالة تؤكد أهمية شراكة المواطن بالمحافظة على الآثار. وتٌعد السديري فنانة سعودية لامعة تعمل على إدارة مشروعات فنية كبيرة تختص بالأفلام والتصوير على مستوى المملكة والتي تبرز السعودية كوجهة غنية بالتنوع الطبيعي والحضاري والثقافي، كما شاركت في العديد من المهرجانات الدولية منها المهرجان السينمائي للتعليم بإسبانيا ومن بين المشاركات بينالي لندن وحازت على جائزة التميّز في لندن، وقدمت "تمرة العجوة" في المدينةالمنورة في إيطاليا، وفتحت بذلك حواراً تاريخياً عميقاً مع المجتمع الغربي للاطلاع على الثقافة والعادات السعودية الجميلة، والتي حصلت على جائزة "ليوناردو" للفنون. كما شاركت في متحف الدنمارك، ومتحف كيوتو الدولي، وفي آرت دبيبالإمارات العربية المتحدة، وبينالي إسطنبول بتركيا وغيرها. ومن جهته وصف الفنان "نغيمشي" فعالية "سكّة رمضان" بأنها مبادرة عظيمة، أتاحت للفنانين السعوديين التواصل مع الجمهور والتعريف بأعمالهم الفنية المتنوعة وإحداث حراك فني وثقافي كبير في المملكة، معتبراً ظهور الفنانين السعوديين في وطنهم أولاّ يمثل نقطة البداية والانطلاقة من أجل إبراز هوية وتاريخ المملكة وتراثها الحضاري العريق بصورة جميلة للعالم الخارجي. وقال نغيمشي: "أنا أعد نفسي لا خطاط ولا رسام ولا فنان عرض أدائي، بل أجمع بين جميع هذه الأعمال الفنية". وهو بذلك يُعد من الفنانين السعوديين المبدعين في مجال الخط والطباعة باستخدام تقنيات مختلفة وأدوات غير معتادة مثل "المكنسة أو دهان بالرش بدلاً من الفرشة"، ونجح في إدخال فن الخط الياباني والصيني ودمجه مع الحروف العربية لقناعته بأن الحروف تعبر عن الهوية والثقافة وهي رموز تعكس الحضارة. وأضاف بأنه شارك بأعماله الفنية في سبعة معارض في الولاياتالمتحدة الأميركية بالإضافة إلى مشاركته في العديد من دول الشرق الأوسط من بينها المملكة، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، والأردن. هذا وكانت الهيئة العامة للثقافة فعالية قد نظمت "سكّة رمضان" بمشاركة نخبة من الفنانين السعوديين والعالميين من بينهم: معاذ العوفي، وعمار العطار، وبدور السديري، وبسمة ونورة بوضو، وبيان عبداللطيف، ونغيمشي، وماجد البهيتي، ومحمد غلمان، وهند الفهاد، وندى مجددي، ومحمد الفرج، وعبدالمحسن الرويس، وغيرهم، لتقديم تجربة ثقافية جديدة تعكس روح رمضان بمزيج فريد من الأنشطة الثقافية، والتجارب الفنية، والعروض المسلية، لمرتادي الشارع الثقافي. وشهدت الفعالية التي أقيمت بمدينة الرياض، وسط الفيصلية ديستركت، بين مؤسسة الملك فيصل الخيرية وفندق الفيصلية خلال الفترة من 15 إلى19 رمضان الجاري إقبالاً كبيراً وتفاعلاً متميّزاً من مختلف أفراد المجتمع. وتضمنت أنشطة ثقافية متنوعة تشمل العروض المرئية، والفنون البصرية، وعروض الأفلام. عمل بدور السديري المشارك في الفعالية Your browser does not support the video tag.