تغلق "دنيا الرياضة" سلسلة عرض تاريخ كرة القدم، في دول المنتخبات المشاركة بنهائيات كأس العالم 2018م، وختام ذلك مع منتخب اليابان، الذي يتواجد للمرة السادسة على التوالي، حيث سيلعب المنتخب الياباني في المجموعة الأخيرة إلى جانب كل من منتخبات بولندا وكولومبيا والسنغال، ويأمل منتخب الساموراي في تقديم مشاركة مميزة حين يحضر في ملاعب روسيا، ليتجاوز بها دور ثمن النهائي والذي يعتبر هو أفضل دور يصل إليه المنتخب الياباني فيما سبق له المشاركة بنسخ سابقة من البطولة. اليابان، إحدى دول شرق آسيا الكبرى، تحظى بالكثير من المدن والجزر داخل حدودها، حيث تضم قرابة سبعة آلاف جزيرة ممتدة على ساحل المحيط الهندي، وتتمتع بطبيعة جذابة في عدد من مدنها، وأطلق الصينيون عليها اسم نيهون، وهي التي تعني "بلاد الشمس المشرقة"، وكذلك يقصد بها "البلاد التي تشرق منها الشمس"، ويستخدم هذا الشعار كثيراً في اليابان، من خلال وضعه على عملاتهم الرسمية، والطوابع البريدية، والمحافل الرياضية التي تقام في اليابان. بدايات أولى ينسب بعض المؤرخين بدايات كرة القدم في اليابان، بأنها كانت قديماً وقبل الميلاد بأكثر من ألف سنة، ولكنها كانت تعرف باسم الكيماري، والتي تخضع لقوانين مختلفة عن قوانين كرة القدم المعروفة، إلا أنها عرفت كرة القدم المشهورة عالمياً في عام 1875، وذلك بفضل عدد من البحارة البريطانيين، الذين كانوا يصلون سواحل اليابان برحلاتهم البحرية، حيث نقلوا معهم كرة القدم من بين الأمواج وأدخلوها الأراضي اليابانية، ومنحوا الشعب الياباني فرصة التعرف عليها عن قرب، من خلال ممارستهم لكرة القدم في أوقات فراغهم، حيث أقام ارتشيبالد دوغلاس، أحد القياديين في البحارات البريطانية مباراة ودية بين الأفراد الذين يعملون تحت إدارتهم، ومن ثم ساهموا في نقل أنظمتها وقوانينها الخاصة إلى اليابانيين، حتى تشكلت لدى الشعب الياباني القدرة على إنشاء الأندية الرياضية، وإقامة المباريات التنافسية في الملاعب اليابانية. خطوة أولية كانت عملية تأسيس الأندية اليابانية، هي الخطوة الأولى لزيادة انتشار كرة القدم، ومنح الشعب الياباني فرصة التعرف عليها بشكل أكبر، فجاء نادي شوكيو دان كأول أندية اليابان تأسيساً وذلك في عام 1917م، لكن أداءه العام انخفض وتردت نتائجه، حتى هوى إلى دوري الهواة في اليابان، وبات مغيباً عن الأنظار والتواجد، ولعبت المباراة الأولى على مستوى الأندية في الكرة اليابانية، بين ناديي ريغيتا كوب ويوكوهاما، كما أن اليابان شهدت قبل ذلك نشاطاً ملحوظاً في كرة القدم، وذلك على صعيد المدارس التي منحت الكرة الكثير من الاهتمام، ففي مدرسة هيوغو عقدت دورة للألعاب المختلفة، وكان من بينها كرة القدم وذلك في عام 1917م. دوري مدارس في ظل توسع ثقافة كرة القدم داخل اليابان، واستحواذها على اهتمام الكثير من الطلاب اليابانيين، فقد تم تنظيم دوري كرة القدم للمدارس اليابانية، وذلك في عام 1918م ولم يكن الدوري مخصصاً للكرة فقط، وإنما كان كذلك للعبة البيسبول والتي تحظى بشعبية داخل أرجاء اليابان، وتشكل دوري المدارس الياباني من ثماني مدارس شاركت مع طلابها في النسخة الأولى، ومازال دوري المدارس اليابانية مستمراً حتى عصرنا الحاضر، ويعول عليه كثيراً في إيجاد المواهب الكروية، والمساهمة في تغذية المنتخب الياباني بعدد من المواهب الشابة التي استطاعت أن تفرض اسمها في كرة القدم اليابانية، وكان لهذا الدوري الفضل الكبير في احتراف بعض النجوم اليابانيين في الكرة الأوروبية كذلك. اتحاد ياباني في عام 1921م ومع ازدياد أعداد الأندية الكروية، وارتفاع اهتمام الشعب الياباني بكرة القدم، كان لابد من إيجاد مرجعية رسمية تحكم هذه اللعبة وتسن لها القواعد والأنظمة، فجاءت عملية تأسيس الرابطة اليابانية، أو المنظمة الرياضية، والتي تمثّل اتحاد الكرة في البلاد الأخرى، وتولى مقاليد رئاستها جيكتشي إمامورا كأول رؤساء هذه المنظمة الرسمية، والتي تغير مسماها في عام 1945م ليصبح اتحاد كرة القدم الياباني، وذلك تحت رئاسة ريوتارو فوكاو الذي استقال من منصبه بعد عامين من اعتماد المسمى الجديد، وكان الاتحاد الياباني قد التحق مبكراً بعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والتحق في عام 1954م بعضوية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفي عام 2002م، كان هو من بين الأعضاء المؤسسين لاتحاد شرق آسيا. منتخب وطني سارعت اليابان إلى إنشاء منتخب وطني يحمل علمها في البطولات الخارجية، وذلك بمجرد أن ازدادت كرة القدم في اليابان انتشاراً واتساعاً، لذلك كانت الخطوة الأولى في تأسيس المنتخب الياباني، مبكراً بشكل كبير جداً، حيث لعبت اليابان أولى مبارياتها عام 1917م أمام منتخب الصين وهي المباراة التي خسرتها 5/0، وتأخر كثيراً ظهورها في البطولات الرسمية، حيث كانت مشاركتها في دورة الألعاب كاغاوا.. من عناصر القوة اليابانية الأولمبية بالمكسيك عام 1968م، من أوائل البطولات التي تشارك بها اليابان، واستطاعت أن تحقق الميدالية البرونزية في هذه البطولة، بعد أن اقصت فرنسا من ربع النهائي، التقت بمنتخب اليونان في نصف النهائي لكنها خسرت المواجهة 5/0، لتتجه لمباراة تحديد المركز الرابع والثالث، وتقابلت مع منتخب المكسيك، ونجحت من هزيمته 2/0، لتتوج في الميدالية البرونزية كأول إنجازاتها الكروية. نهوض جديد دفعت اليابان على الصعيد الكروي، ثمن الحرب العالمية الثانية غالياً، فبعد أن أصبحت كرة القدم في اليابان تتنفس وتنتشر، حتى جاءت الحرب وأجهضت كل الأفكار التي تسعى لزيادة تطوير هذه اللعبة، وتسببت في أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، قرر تعليق عضوية الاتحاد الياباني، وذلك على خلفية تجاوزات حكومة بلاده وتدخلها مع أطراف الحرب العالمية، لتتعطل الكرة اليابانية وتتأخر كثيراً عملية ظهورها، لكن اليابانيين لا يعرفون للاستسلام طريقاً، ويملكون قدرة على صناعة النجاح رغم كل المعوقات التي تواجههم، فاستطاعوا أن يواجهوا العزلة الدولية وعقوبة تجميد عضوية الاتحاد، لينجحوا في النهوض مجدداً بكرة القدم في بلادهم، ويحققوا النجاح في أولمبياد المكسيك، والتي كانت هي الخطوة الأولى في إعادة المنتخب الياباني مجدداً إلى الحياة الكروية. حضور مستمر واصل منتخب اليابان حضوره وتواجده في نهائيات كأس العالم، حيث تواجد في نهائيات كاس العالم 2006 بألمانيا، لكن حضوره اقتصر على دور المجموعات، حين غادر البطولة متذيلاً سلم ترتيب مجموعته، وهو بخلاف مشاركته في نهائيات جنوب أفريقيا عام 2010، فقد عبرت اليابان دور المجموعات، بالرغم من خسارتها أمام هولندا 1/0، إلا أنها استطاعت التأهل بفضل فوزها على الكاميرون 1/0 وعلى الدانمارك 3/1، وأمام منتخب الباراغواي في دور ال16، حاول المنتخب الياباني أن يتأهل إلى ربع النهائي، وظل صامداً طيلة الأشواط الأصلية والإضافية، لكن ركلات الترجيح ابتسمت للمنتخب اللاتيني، ورمت باليابان خارج البطولة، وفي نهائيات كأس العالم 2014، قدم منتخب اليابان أداءً مخيباً لآمال جماهيره وغادر من دور المجموعات. أبطال آسيا كانت بطولة أمم آسيا عام 1988م، هي البطولة الأولى التي شهدت ظهور منتخب اليابان، وكان ظهوراً متواضعاً انتهى به المطاف للخروج من دور المجموعات، بخلاف المشاركة الثانية في البطولة الآسيوية، والتي أقيمت عام 1992م في مدينة هيروشيما اليابانية، فقد استطاع منتخب اليابان أن يحقق لقب البطولة لأول مرة، فقد نجحت بالتأهل من مجموعتها بالصدارة، والتقت بمنتخب الصين في نصف النهائي، وتمكنت من الفوز عليه 3/2، لتصطدم بالمنتخب السعودي في المباراة النهائية، ونجح المنتخب الياباني من تحقيق اللقب بعد الفوز على السعودية 1/0، لتكون هي البطولة الأولى بتاريخ الكرة اليابانية، وتكرر تحقيق اليابان للقب بطولة أمم آسيا في نسخة عام 2000م بلبنان، حيث ظفرت اليابان باللقب بعد فوزها على السعودية كذلك في المباراة النهائية 1/0، وفي نسخة عام 2004م حققت اليابان ثالث ألقابها الآسيوية في ملاعب الصين، بعد أن سحقت المنتخب الصيني 3/1 في المباراة النهائية، وفي نهائيات كأس آسيا عام 2011 بقطر، حقق المنتخب الياباني آخر ألقابه الآسيوية بعد أن تفوق على المنتخب الأسترالي في المباراة النهائية 1/0. سفراء اليابان تحظى كرة القدم اليابانية، بعدد وافر من النجوم المحترفين في أندية أوروبية كبيرة، ويعتبر نجم بروسيا دورتموند شينجي كاغاوا من أبرز هذه الأسماء، لاسيما في ظل تنقله بين عدد من أندية أوروبا، حيث مثل كذلك مانشستر يونايتد في تجربة لم يكتب لها النجاح، وابتدأت فكرة إيفاد اللاعبين اليابانيين إلى أوروبا، بعد أن فشلت اليابان في التأهل لنهائيات كأس العالم 1994م، حيث تعادلت أمام منتخب العراق في المباراة الحاسمة 2/2، لتخفق في الوصول للمونديال، ولتكون هذه الانتكاسة هي نواة فكرة احتراف اليابانيين في أوروبا، وهي كذلك النواة الأساسية لتطبيق الاحتراف في اليابان، ومن اللاعبين البارزين في أندية أوروبا، يعتبر نجم ميلان السابق كيسوكي هوندا واحداً منهم، قبل أن ينتقل إلى الدوري المكسيكي في صفقة مالية مرتفعة بعض الشيء، وكذلك يبرز من المحترفين اليابانيين في أوروبا لاعب ساوثهامبتون مايا شوشيدا، ولاعب غالطة سراي التركي حالياً وانتر ميلان سابقاً يوتو ناغاتومو، ويعول كثيراً منتخب اليابان على هذه الأسماء في مونديال روسيا. تحقيق اللقب هل يطمح منتخب اليابان لتحقيق لقب مونديال روسيا؟ يبدو ذلك خارج حسابات مسؤولي الكرة اليابانية، فالمنتخب الياباني يشهد تواضعاً في أدائه الفني، لذلك وبالرغم من تأهله لمونديال روسيا، إلا أن المسؤولين قرروا إقالة المدير الفني لمنتخب اليابان وحيد خليلوزيتش، والذي تقدم بدعوى قضائية ضد الاتحاد الياباني مطالباً بتعويضه بمبلغ وقدره "ين ياباني واحد" وتقديم اعتذار رسمي له، ويهدف بهذه الشكوى للاعتذار المعنوي أكثر من المادي، ولا يعتبر قرار تعيين الياباني أكيرا نيشيكو هي خطوة أولية من الاتحاد الياباني للمنافسة على لقب مونديال روسيا، والحقيقة أن الاتحاد الياباني وفق ما أعلنه في مؤتمر صحافي عام 2013، أنه وضع خطته لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2050م، وذلك بهدف المنافسة عليها وتحقيق اللقب لأول مرة بتاريخ الكرة الآسيوية. استضافة تاريخية ومستويات لافتة كانت اليابان من بين الدول المنافسة على استضافة مونديال كأس العالم 2002، وإلى جانبها كل من كوريا الجنوبيةوالمكسيك، واشتدت المنافسة بين كوريا واليابان على استضافة البطولة، والتي كان يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم في أن تكون بقارة آسيا، لذلك تم إغفال ملف المكسيك وعدم الاهتمام له، طرح الكوريون فكرة الاندماج في ملف مشترك مع اليابان، لكن هذه الفكرة لم ترق لليابانيين في بادئ الأمر، قبل أن يرضخ مسؤولو الاتحاد الياباني ويعلنون تضامنهم مع كوريا في ملف مشترك، وبمجرد أن تم إعلان التضامن حتى ظفرت قارة آسيا باستضافة البطولة، ونجحت اليابان في تقديم مستوى مقنع في البطولة التي أقيمت على جزء من ملاعبها، إذ تأهلت بصدارة مجموعتها، بعد أن تعادلت مع بلجيكا 2/2، ثم انتصرت على منتخبي تونس 2/0 ومنتخب روسيا 1/0، وانتهت مسيرة اليابان في دور ال16 على يد المنتخب التركي. ظهور متأخر ونهضة كروية أسهمت هذه التدخلات السياسية في تعطيل الحركة الكروية اليابانية، فلذلك جاء ظهور منتخب اليابان في نهائيات كأس العالم متأخراً، وقد لاحظ المسؤولون في الكرة اليابانية، مدى تراجع القوى الفنية لمنتخب بلادهم، وعدم قدرته على صناعة أي نجاح يضاف لبلادهم، لذلك تم الاجتماع عام 1988م من قبل أعضاء الاتحاد الياباني، وقرروا تأسيس الدوري الياباني للمحترفين، الذي تم افتتاحه عام 1993م، ليكون السبب الرئيس في نهضة المنتخب الياباني، الذي استطاع أن يصل بعد تأسيس الدوري المحلي إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا للمرة الأولى في تاريخ المنتخب، ولأنه الظهور الأول كان من المتوقع أن يكون حضوراً ضعيفاً باعتبار نقص الخبرة، وهو ما حدث حين فشل منتخب اليابان في تحقيق أي نقطة في البطولة، وغادر من دور المجموعات بعد أن تلقى ثلاث هزائم أمام الأرجنتين وكرواتيا وجامايكا. منتخب اليابان يتسلح بالمحترفين لمونديال روسيا أبطال آسيا 2011 خليلوزيتش قاد اليابان للمونديال فتمت إقالته كاغاوا.. من عناصر القوة اليابانية هوندا من الأسماء البارزة في قميص اليابان مهمة صعبة تنتظر مدرب اليابان في روسيا Your browser does not support the video tag.