جاء انسحاب الولاياتالمتحدة الأميركية، من الاتفاق النووي الإيراني، بمثابة ضربة جديدة لنظام الملالي، الذي انكشفت عنه كل عوامل الزعم بالقوة والعمل لصالح الشعب الإيراني. فبجانب العزلة التي تتعرض لها طهران بسبب دعمها للأنشطة الإرهابية في العالم، واستخدامها النظام القطري كأداة لتنفيذ مخططاتها، وتحقيق أطماعها في المنطقة وتحديدا في دول الخليج، مثّل الانسحاب الأميركي الشهيق الأخير لنظام الملالي الذي بعده لن يكون أمامه سوى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، خاصة فى ظل تصاعد حدة الاحتجاجات الداخلية، بسبب توتر الأوضاع الداخلية في إيران، ومدى المعاناة التي يعايشها الشعب الإيراني، بسبب النظام القمعي الذي تلجأ إليه الأنظمة الدكتاتورية ومنها نظام الملالي. وبحسب المعارضة الإيرانية، فإن هذا النظام لم يعد يصلح لإدارة شؤون البلاد، بعد أن أكل الأخضر واليابس، ويعرض الشعب الإيراني لمخاطر اقتصادية تؤثر بالتبعية على مستوى معيشته، وذلك حسبما أعلن موسى أفشار، عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي أكد على ضرورة رحيل نظام الملالي، ليس فقط بسبب الأوضاع الاقتصادية، التي فرضها على الداخل الإيراني، نتيجة العقوبات الدولية، ولكن أيضا نتيجة قمعه للتظاهرات السلمية للشعب الإيراني، الذي خرج في كازرون وغيرها، يطالب بحقه في العيش الكريم، وهى التي وصلت إلى حد الانتفاضة الشعبية، التي لن تنتهى، بحسب أفشار، إلا برحيل نظام الملالي. ويتفق في تلك الرؤية الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد أبو الفضل، الذي أكد أن نظام الملالي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن أثبت الواقع أنه داعم للإرهاب في مختلف المناطق، لتحقيق أطماعه التوسعية، وكذلك للميليشيات المسلحة، كما حدث في اليمن بدعم الحوثي، وفي المغرب بدعم البوليساريو، وكذلك فى السودان والصومال مستخدما إمارة قطر، كأداة لتحقيق أطماعه وزعزعة الاستقرار في المنطقة. فيما أكد الباحث السياسي أحمد الخطيب، أن كل الدلائل تذهب إلى أن نظام الملالي لم يعد يصلح لإدارة شؤون الشعب الإيراني، خاصة في ظل انهيار كل عوامل دعمه والتي كان يمثلها دخول أميركا في الاتفاق النووي، والذي يمثل خروجها ضربة جديدة لنظام الملالي، الذي من المتوقع أن يرحل عن سده الحكم بقوة الانتفاضة الشعبية التي من المتوقع أن تتسع رقعتها. ويتفق المحلل السياسي جميل كمال، مع الرؤية السابقة، ويؤكد أن العالم كله لم يعد ينتفض فقط ضد نظام الملالي، ولكن ضد كل الأنظمة الداعمة للإرهاب، وفي المقدمة منها إيرانوقطر، وذلك بسبب تصاعد الأعمال الإرهابية التي تدعمها طهران والدوحة، وهو الأمر الذي دفع بالقوى الكبرى، ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية، لإعلان الحرب على الإرهاب. واعتبر "كمال" أن التحذيرات التي وجهتها واشنطن مؤخرا للدوحة، بسبب دعمها للنظام الإيران، وكذلك انسحابها من الاتفاق النووي، يأتي في إطار تقليم أظافر نظام الملالي، ومحاولات إزاحته من سدة الحكم. Your browser does not support the video tag.