لكل مجتمع هويته ومرجعيته التي تميزه ويعرفه بها الآخرون، ويتعاملون معه على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وبقدر اعتزاز أفراد المجتمع بدينهم ووطنهم وحضارتهم وتراثهم وثقافتهم وترابط أفراد المجتمع ووحدتهم يزداد تقدير الآخرين لهم والعكس صحيح تماماً. المملكة العربية السعودية تتفرد عن بلدان العالم أنها مهبط الوحي ومهد الرسالات وقبلة المسلمين في كل بقاع الأرض، وعلى أرضها الحرمان الشريفان ويفد إليهما ملايين المسلمين للحج والعمرة كل عام. وقامت هذه البلاد على ملة التوحيد واتخذت من كتاب الله والسنة النبوية دستوراً لنظام الحكم واستمدت منه اللوائح والأنظمة والتشريعات وطبقتها في هذه البلاد. وتتمتع بلادنا بمكانة مرموقة دولياً وإقليمياً على كافة الأصعدة وفي ظل ما تحرزه من نجاحات ومنجزات قياسية؛ فهناك حاقدون يكيلون المكائد والشر ضدها، وتواجه تهديدات وتحديات غوغائية في الخارج والداخل من خونة وأدعياء الضلال وذوي الولاءات لأجندات خارجية. وعلى هذا الصفيح الساخن من التوتر والفوضى المحيطة حول السعودية ومخططات الأعداء للنيل من استقرارها وأمنها وتشتيت وحدة الصف وطمس هويتها الدينية والاجتماعية والحضرية، وما زالوا مستمرين بأقصى جهدهم وبلا كلل أو ملل يرقبون كل صغيرة وكبيرة تساعدهم للضرر بوطننا. وحتى يتحقق لبلادنا الثبات والقوة في وجه هذه التحالفات المعادية والقوى التي لا يستهان بخطرها، فإنه يتوجب على كل مواطن ومواطنة الوقوف إلى جانب وطنهم بكل قوة وإخلاص وتضحية لمواجهة هذه المخاطر والتصدي لكل ما يضر بالهوية الوطنية ومصالح الوطن. وأن يترسخ في داخل كل فرد منهم الانتماء لتراب هذا البلد والحفاظ على مقدراته وحمايته. وأن يتولد لديهم الشعور الجماعي المشترك بتعزيز علاقتهم بوطنهم الذي يعيشون فيه ويستشعرون واجباتهم تجاهه. فعندما أقر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- الشريعة الإسلامية دستوراً لنظام الحكم في المملكة العربية السعودية فقد جاء بعده تأسيس الهوية الوطنية العالمية للدولة، واعتمد علم الدولة السعودية والسلام الوطني، وتضمن العلم أعظم وأقدس عبارة لأهل التوحيد: "لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله"، ونظمت كلمات النشيد الوطني لتعظيم الله وتمجيده وبما جاء به رسول النور والإيمان محمد صلى الله عليه وسلم ويتردد على لسان كل فرد من هذا الوطن عند سماع النشيد، كما في النشيد التكبير لله والطاعة لله ورسوله ثم لولي الأمر والحب للوطن. وعندما نتأمل في ذلك نجد أن العلم والنشيد الوطني اشتملت على أحب وأقدس العبارات الإيمانية التي يعتقد بها كل مسلم وترصعت بعبارات الإخلاص لهذا الوطن؛ ونحن بعد كل ذلك فهو واجب علينا ويستحق منّا جميعا الوقوف إكراماً ووفاءً وحباً. Your browser does not support the video tag.