حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة المعتكفين من الانشغال بالهواتف والقيل والقال، واتخاذ بيوت الله عز وجل ملهى وسوقا، داعيا إلى معرفة حقوق المساجد وحرمتها والتأدب بآدابها، والتزام السكينة والوقار. وأضاف: الاعتكاف لزوم المسجد للعبادة وحبس النفس عن الشهوات والملذات، والإعراض عن الدنيا وفتنها والشواغل والملذات ومحاسبة النفس وتجديد العهد مع الله، وقد شرع الله تعالى الاعتكاف في المساجد وأمر بتهيئتها لذلك، والاعتكاف سنة وهو في العشر الأواخر آكد. وقال: الغنيمة الغنيمة، والبدار البدار، فإن شهركم الكريم قد أخذ في النقص والاضمحلال، وشارفت لياليه وأيامه على الانتهاء الزوال، فتداركوا ما بقي منه بصالح الأعمال، وبادروا بالتوبة لذي العظمة والجلال ، فيا ويح المفرطين، ويا حسرة الخائبين، ويا لمصيبة الغافلين، إن العمل بالخواتيم فاجتهدوا فما هي إلا أياما معدودات وإن العشر الأواخر أمامكم من أفضل الأوقات، وأعظم مواسم الخير والطاعات، وأحرى وأجدر بالجد والقربات، ولئن كانت الطاعة في سائر أيام هذا الشهر المبارك فضيلة فهي في العشر الأواخر أعظم فضلا، وأرفع قدرا، وأجزل أجرا، فهي عشر إقالة العثرات وتكفير السيئات واستجابة الدعوات، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وكان إذا دخلت شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، فاحرصوا عليها فإنها مغنم عظيم، فهنيئا لمن ربح فيها، وفاز بخيرها وفضلها. وتابع: في العشر الأواخر ليلة خير من ألف شهر تنزل فيها الرحمات، وتستجاب الدعوات وتكفر الخطيئات وتغفر الزلات، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن فرط فيها وحرم خيرها فهو الملوم المحروم، إنها ليلة القدر مطلب المؤمنين ورجاء الصالحين وأمنية المتقين، فيها تكتب المقادير ويفرق كل أمر حكيم، فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، " ليلة القدر خير من ألف شهر ". Your browser does not support the video tag.