يقصد بها تلك الحقوق التي يتمتع بها الإنسان لمجرد كونه إنسانًا؛ وهذه الحقوق يعترف بها للإنسان بصرف النظر عن جنسيته، أو ديانته، أو أصله العرقي، أو القومي، أو وضعه الاجتماعي، أو الاقتصادي. وهي أيضاً مجموعة من الحقوق الطبيعيَّة التي يمتلكها الإنسان، وتنسجم مع فطرته، أو التي تظل موجودة وإن لم يتم الاعتراف بها. وقد تعددت التعاريف التي قال بها الشراح والباحثون لحقوق الإنسان، فعرفت بأنها: "ما ينبغي الاعتراف به للأفراد من حقوق مقدسة خالدة تحتمها الطبيعة الإنسانيَّة كحد أدنى، وتفرضها فرضًا لازمًا كضمان حماية الأفراد من التحكم الاستبداد. فيما عرفها البعض الآخر بأنها تلك الحقوق الطبيعية الأصلية التي نشأت مع الإنسان منذ الخلق الأول، وتطورت مع الحضارة، ويجب أن تثبت لكل إنسان في كل زمان ومكان بمجرد كونه إنساناً، وتميزه عن سائر الكائنات الأخرى. وتعد حقوق الإنسان من أسمى أنواع الحقوق، حيث تقتضي حماية الإنسان في التصرف في شؤونه الخاصة، آمنًا من أي اعتداء عليه أو على عِرضه أو ماله. وهي حقوق ملازمة ولصيقة بالشخص، تنصبُّ على مقومات وعناصر شخصيَّة في مظاهرها المختلفة، بحيث تحمي سلامته من أي اعتداء ينتهك حياته الخاصة، كما أنَّ هذه الحقوق، وإنْ كانت تنطوي على مقومات ماديَّة، هي الكيان أو الجسم المادي للفرد، فهي تنطوي أيضًا على مقومات معنويَّة، كالشرف والاعتبار والكرامة والسمعة والأفكار والمشاعر، والاعتراف للأفراد على أساس هذه المقومات بحقوق معينة تؤمنَّهم، وتكون سندهم في دفع ما يقع عليها من اعتداء، وفي التعويض عن أضراره. لهذا أحاطت الأنظمة في المملكة العربية السعودية هذه الحقوق بعدة ضمانات قويَّة، تضمن عدم المساس بها، إلا في الحالات التي تستلزم ضرورة صيانة أمن المجتمع. كما أن على وسائل الإعلام والنشر في المملكة دور مهم في حماية أمن المجتمع، وضمان حقوق الإنسان وحريته، عملاً بما نصت عليه المادة التاسعة والثلاثون من النظام الأساس للحكم والتي نصت على: "تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة، وبأنظمة الدولة، وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها، ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة، أو الانقسام أو ما يمس أمن الدولة وعلاقاتها العامة، أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه. Your browser does not support the video tag.