مثلّت الانتخابات العراقية أبلغ رسالة لطهران ببداية مراحل فشلها الذريع في أحلام التوسّع، ولا أدلّ على ذلك من موقف الهلع الذي يعتري مجرم الحرب قاسم سليماني الذي عادَ ركضاً نحو طهران في محاولة لإعادة ترتيب التيارات الأكثر ولاءً لإيران. ويرى مختصّون أن الجهود الدبلوماسية بقيادة المملكة كانت ولا زالت لها الأثر الكبير والواسع في فكّ الارتباط بين إيران والحكومة العراقية التي كانت خاضعة دون إرادتها لملالي طهران. وقال خبير الأمن الاستراتيجي عمر الرداد إن الهتافات التي أطلقها مؤيدو الزعيم الشيعي مقتدى الصدر (إيران برا والعراق حرة) شكلت عنواناً للمشهد السياسي العراقي الذي أنتجته الانتخابات، وذلك بإعلان خسارة التيار العراقي الأكثر ولاءً لإيران، ممثلاً بنوري المالكي وهادي العامري، زعيم ما يعرف بالحشد الشعبي العراقي، الذي يمثل حرساً ثورياً إيرانياً في العراق يتلقى الدعم والتوجيه والتسليح من قبل المرشد علي خامنئي. وأضاف أن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية جاءت ضربة قوية لإيران ومشروعها، ليس في العراق فقط بل في كل المنطقة، ارتباطاً بأهمية العراق في هذا المشروع، من هنا أتت الزيارة العاجلة لقاسم سليماني قائد فيلق القدسالإيراني إلى إيران بعد ظهور النتائج الأولية ولقاءاته مع المالكي والعامري وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة المنشق عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، لإعادة ترتيب التيارات الأكثر ولاءً لإيران، وإشغال مخططات الصدر بتشكيل تحالف خارج السيطرة الإيرانية. وأضاف الرداد: من الواضح أن الصدر يسير باتجاه تشكيل تحالفات مع حيدر العبادي، الذي اشترط عليه الصدر إعلان الخروج من حزب الدعوة، ليكون مرشح التحالف لرئاسة الحكومة بالتعاون مع قوى وكتل أخرى تضم بعضاً من المكونين الكردي والسني في العراق. واستطرد أن محاولات إيران لإفشال تيار الصدر الذي عزم على إنهاء سيطرة الملالي على العراق تواجه صعوبات كبرى، بعد المواقف الأميركية بالانسحاب من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات عليها، وأيضاً حزمة الشروط التي وضعها وزير الخارجية الأميركي والتي ستعمل على إسقاط النظام الإيراني. وأكد الرداد أن هزيمة إيران في العراق عبر صناديق الاقتراع، تعد رسالة بفشل مشروعها التوسعي القائم على الطائفية والمذهبية، وأن مواصلة هزيمة هذا المشروع عبر أدواته في اليمن وسورية ولبنان ستتواصل بطرق أخرى بما فيها العسكرية. بدوره، قال المعارض الأحوازي يونس الكعبي إن الدول العربية والأجنبية وصلت على حدٍ سواء إلى نتيجة بأن إيران لن تكف عن تدخلاتها السافرة وجرائمها المستمرة في الشرق الأوسط، كما أدرك شيعة العراق واكتشفوا كذب وزيف إيران وما ادعته طيلة هذه الأعوام، وأنهم لن ينعموا بالأمن والاستقرار بجانب إيران وميليشياتها المتطرفة والمتسلطة بفرق الاغتيالات والتفجيرات والمفخخات والخطف. ونوه الكعبي إلى المساع الحثيثة والدور الكبير للدبلوماسية العربية المتمثلة بالمملكة إقليماً وعالمياً مع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لإيقاف دولة الملالي عند حدها، وأيضاً التحرك الواسع لفك الارتباط بين إيران والحكومة العراقية، وحلحلة الأوضاع في الشرق الأوسط عامة. وشدد على أن الجهود السعودية مستمرة لإخراج العراق من الحضن الإيراني وإعادته لبيته العربي، لذا دعت زعيم التيار الصدري الذي التقى سمو ولي العهد في وقتٍ سابق. وجدد الكعبي التأكيد على أن العراق لن يستقر بوجود إيران وميليشياتها، لذا يجب أن يسعى العراقيون لتشكيل حكومة وطنية موحدة تضم كافّة الأطياف ومحاربة الوجود الإيراني بكل أشكاله. Your browser does not support the video tag.