مع الإعلان عن استضافة المملكة لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين في العام 2020، خلال فعاليات قمة قادة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة هامبورغ الألمانية، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنَّ الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين ستنتقل إلى الأرجنتين ثمَّ اليابان في 2019 ومنها إلى المملكة في 2020. ونظراً لضخامة هذا الحدث وأثره السياسي والاقتصادي والتنموي قامت حكومة المملكة باستحداث سكرتارية خاصة لمجموعة العشرين للعمل جنباً إلى جنب مع وزارة المالية ومختلف الوزارات الحكومية ذات العلاقة؛ للتأكد من جاهزية المملكة واستعدادها لهذا الحدث، حيث ستكون المملكة في نهاية هذا العام عضواً في اللجنة الثلاثية (لجنة الترويكا) التي تشارك في وضع محاور العمل والمشاركة في رئاسة العديد من اللجان. وتشكل استضافة المملكة لقمة قادة مجموعة العشرين في 2020 فرصة مميزة تسعى إليها الكثير من الدول الكبرى؛ ولذلك ينبغي استغلالها بالشكل الأمثل بما يعود بالفائدة على الوطن، وقد يكون من المفيد ألا يقتصر العمل فيها على التحضير المتبع عادة، والذي يتضمن العمل على أجندة العمل وإدارة المجموعات والتنظيم اللوجستي، حيث من المأمول استغلال هذ الحدث للتعريف بإنجازات رؤية المملكة 2030، مثل: زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وارتفاع نسبة الصادرات غير النفطية من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وكذلك التعريف بالبرامج الأساسية لتحقيق الرؤية، مثل: برنامج جودة الحياة وبرنامج التخصيص، خصوصاً أنَّ هذا الحدث سيكون بعد خمس سنوات من إعلان رؤية المملكة 2030؛ لذا قد تكون هذه القمة المكان الأنسب للتسويق للعديد من المشروعات التنموية العملاقة التي تمَّ الإعلان عنها أخيراً، مثل: نيوم، القدِّية، مشروع البحر الأحمر التي بمجملها ترمي إلى جذب العديد من الاستثمارات للمساهمة في هذه المشروعات التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة والهيئة العامة للاستثمار. ومما لا شك فيه: أنَّ إعلان الاستضافة يأتي تتويجاً للجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، وإقراراً بالمكانة المرموقة التي تتبوؤها المملكة عالمياً. وعليه بات من المهم من أجلِ الوصول إلى الأهداف المنشودة من استضافة المملكة لهذه القمة العمل بشكل سريع على بناء منظومة متكاملة من التواصل والتسويق تعمل على أرض الواقع داخلياً وخارجياً، وإشراك الرأي العام وتعريفه بأهمية هذا الحدث للمملكة من خلال عقد العديد من الندوات التوعوية بهذا الحدث، وجعل القطاع الخاص شريكاً استراتيجياً ومكوِّناً أساسياً في هذه القمة ،وخصوصاً أنَّ مجموعة العشرين تنقسم إلى مسارين أساسين: المسار الأول يطلق عليه المسار المالي ويهدف إلى مناقشة القضايا المالية والاقتصادية. والمسار الثاني يهدف إلى مناقشة القضايا الاجتماعية والتنموية. كما أنَّ المجموعات الرسمية للقمة هي مجموعة الأعمال (B20)، مجموعة المجتمع المدني (C20)، مجموعة العمل (L20)، مجموعة الأوساط الأكاديمية (T20)، مجموعة الشباب (Y20)، مجموعة المرأة (W20)، ومجموعة العلوم (S20). ومجموعة العشرين (G20) هي المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي وصنع القرار لأعضائها، حيث يجتمع قادة مجموعة العشرين سنويًا، إضافة إلى اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بانتظام لمناقشة سبل تعزيز الاقتصاد العالمي، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية، وتحسين التنظيم المالي، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الرئيسة، وتتألف مجموعة العشرين من 19 دولة هي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إضافة إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي ليصبح عدد الأعضاء 20 عضواً. Your browser does not support the video tag.