خسرت العملة الإيرانية أكثر من 22 في المئة من قيمتها مساء أمس بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي بحسب "بلومبيرغ". وقال جوردان شاشتيل المحلل المختص في السياسات الخارجية الأميركية ل"الرياض" إن ما سمعناه اليوم من الرئيس ترمب هو أقسى ما كنا ننتظره، مبيناً أن الرئيس ترمب جرّد النظام الإيراني من أي شرعية كان يمتلكها بقوله إن إيران أول داعم للإرهاب في العالم، وعملت ضد مصالح الأمن القومي الأميركي، كما قال صراحة -وهو أول رئيس أميركي يعبر عن هذا- بأن إيران تمول القاعدة أي العدو الأول للولايات المتحدة وهو بذلك يهيئ الرأي العام الأميركي لبداية الضغوط القاسية ستنهي النظام الإيراني، مضيفاً "سنرى عقوبات جديدة تطبق على إيران أقسى من أي وقت مضى". ولفت شاشتيل إلى أن الرئيس وجه كلمة خاصة للشعب الإيراني وقال أنه يعاني؛ وفصله عن النظام الذي يقمعه ويسرق أمواله وهذا جزء من سياسة واسعة لدعم التحركات الشعبية في إيران، مضيفاً "الرئيس ترمب منذ البداية لم يكن مقتنعاً بأن هذا الاتفاق سيوقف الإيرانيين من حيازة سلاح نووي لذلك تركه". وأضاف "نثق في واشنطن بأن العقوبات والنيل من شرعية نظام الملالي سيمنعه في ظل انهيار العملة والاقتصاد من الاستمرار بالتدخل في سورية والعراق، فعلى النظام الايراني اليوم أن يضع أولويات.. هل سيستخدم الأموال القليلة التي ستبقى في حوزته لسد رمق الشعب الإيراني الغاضب وتهدئته أم سيستمر بدعم الحوثي والأسد وحزب الله والخيارين سيقوداه إلى النهاية الحتمية". من جهة أخرى قال ديفيد داوود الباحث المختص بالشأن الإيراني ل"الرياض": إن انسحاب ترمب من الاتفاق النووي يتطلب توغلاً أميركياً أكبر في الشرق الأوسط وهذا يتوقف على الرد الإيراني، فقد يصدر في المرحلة القادمة عن إيران عنف أكبر بسبب خسارتها عوامل إيجابية مهمة كانت تملكها مع الاتفاق النووي، مبينا أن الإسرائيليين قالوا: إنه يوجد تحركات غريبة من إيران على حدودهم كما جهّزت إسرائيل الملاجئ في الجولان المجاورة لسورية. وأضاف "من المهم أيضاً الانتظار لمعرفة الرد الأوروبي، لكن من المعروف أن أميركا بانسحابها تلغي تلقائياً قدرة الكثير من الجهات الأوروبية على التعامل مع إيران". وأكد داوود على أهمية تقديم الرئيس الأميركي إيران للرأي العام الأميركي كممولة وداعمة للإرهاب وصديقة لأعدائهم التاريخيين، مشيراً إلى أن إيران أدخلت الزرقاوي من أراضيها إلى العراق الذي زرع بذرة داعش، كما استضافت إيران الكثير من وجوه القاعدة. وأضاف "إلى أين سنذهب بعد هذا الاتفاق.. الأمور لم تتضح بعد لأن الرئيس ترمب أعلن عن الخطوط العريضة وما زال أمامنا الكونغرس ليقول كلمته الأخيرة حول قرار ترمب". Your browser does not support the video tag.