منتخب البرتغال هو ثاني منتخبات المجموعة الثانية، وأحد أبرز منتخبات القارة الأوروبية، اسم الدولة مشتق من "بورتو" وهو المدينة المطلة على ساحل البحر الأطلسي، و"غال" نسبة إلى بلاد الغال وهي المناطق التي تقام فوقها اليوم دول فرنسا وإيطاليا وبلجيكيا، وينسب كذلك سبب تسميتها بالبرتغال في بعض الروايات العربية، إلى أنه حين كانت الدولة خاضعة لحكم إسلامي عربي، كان يطلق عليها اسم البرتقال نظراً لشهرتها في إنتاج البرتقال والموالح وبكمية كبيرة، وظلت مسماة على الخرائط القديمة بهذا الاسم المستوحى من شجرة البرتقال. في أواخر القرن ال19، عاد عدد من الطلاب البرتغاليين من بريطانيا، وجلبوا معهم كرة القدم ورموا بها في شوارع بلادهم لإذاعتها بين الشعب، ولم تكن البرتغال قبل ذلك تعترف بهذه اللعبة أو يمكن أن تشاهد بين أقدام الشعب البرتغالي، وكان هاري هينتون المولود في ولاية ماديرا هو الذي ابتدأ في نشر اللعبة داخل أحياء وحواري البرتغال، وفي عام 1875م نظمت أول مباراة رسمية في البرتغال بعد تأسيس أول أندية البرتغال وهو نادي لشبونة، وظلت كرة القدم محصورة بين الحواري والشوارع، ومقتصرة على عدد قليل من الأندية البرتغالية.. لشبونة اللبنة الأولى يعتبر نادي أكاديميكا كويمبرا هو أول أندية البرتغال تأسيساً عام 1876م، ثم لحق به نادي بورتو الشهير عام 1893م، واستمرت الأندية البرتغال في عملية الانتشار، ففي عام 1902 تعاضد جوزي هولتريمان وجده فيكنت الفالاد لتأسيس نادي سبورتينغ لشبونة، ليكون من أوائل أندية البرتغال تأسيساً، وفي عام 1908 لحق بهم نادي بنفيكا وأبصر النور، وتم تأسيسه في هذا العام لكنه اندمج مع أحد الأندية البرتغالية التي تتخذ من لشبونة مقراً لها، وأصبح تاريخ تأسيسه عائداً إلى عام 1904 وهو التاريخ الذي تأسس به النادي الآخر. تأسيس اتحاد رياضي رأت هذه الأندية أن الحاجة لوجود اتحاد رياضي يجتمعون تحت مظلته بات أمراً ضرورياً، فقررت الأندية أن تؤسس اتحاد كرة قدم جديد للرياضة البرتغالية عام 1914 في أويراس إحدى ضواحي لشبونة، وتقلد بيكسوتو غيماريش رئاسة الاتحاد البرتغالي لكرة القدم لأول مرة، وانضم عام 1923 تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي عام 1954 اندرج كاتحاد رسمي تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. ولعبت البرتغال أولى مبارياتها الودية في عام 1921 مع إسبانيا وخسرت المواجهة 3-1، لتكون هذه البداية الفعلية للمنتخب البرتغالي الذي انتفع من دخول اتحاد بلاده تحت جناح الاتحاد الدولي، وبات حاضراً في الكثير من البطولات القارية والعالمية، وظل منتخب البرتغال بعيداً عن بطولة أمم أوروبا حتى عام 1984 والتي شهدت مشاركته الأولى بطولة الأمم الأوروبية واستطاع أن يقدم مستوى متميزاً ويصل إلى دور نصف النهائي في البطولة. الظهور الأول عالميا فوق ملاعب إنجلترا عام 1966، ظهر منتخب البرتغال للمرة الأولى في نسخة كأس العالم، واستطاع تقديم مستويات متميزة أثمرت على تحقيقه المركز الثالث في سلم الترتيب النهائي للبطولة، وشارك وسط حضور مخيب للآمال عام 1986، واقتصر حضوره على الدور الأول، وفاز في مباراة وحيدة ليغادر مع أوائل المنتخبات التي ودعت كأس العالم، في مونديال آسيا عام 2002 على ملاعب اليابان وكوريا الجنوبية، عاد البرتغال من جديد إلى الظهور في المحافل العالمية، ولم تختلف مشاركته كثيراً عما سبق في مونديال 1986، فقد غادرت برازيل أوروبا من دور المجموعات. وكانت نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2006، بطولة جديدة ومختلفة بالنسبة لمنتخب البرتغال، فقد استطاع الشاب كرستيانو رونالدو في ظهوره الأول بكؤوس العالم، تحت قيادة نجم وسط البرتغال المخضرم لويس فيغو، أن يصنعا قوة إضافية لمنتخب بلادهما، واستطاعا قيادته إلى دور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ البرتغال الكروي، والتقت بمنتخب فرنسا أحد أقوى المنتخبات المشاركة في تلك النسخة، وودعت البرتغال على يد الديوك الفرنسية بعد الخسارة 1-صفر. حضور مشرف وصل منتخب البرتغال إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، متسلحاً بخبرة ونجومية نجمه كرستيانو رونالدو، وكانت آمال وأحلام الجماهير البرتغالية كبيرة في صناعة مجد جديد لمنتخبهم، وبعد أن تجاوزت البرتغال دور المجموعات بوصافة الترتيب، اصطدمت بمواجهة المنتخب الإسباني الذي رمى بها خارج البطولة بعد الفوز عليها 1-صفر، لتغادر من دور ال16 وعلى الرغم من أن الآمال كانت بالوصول إلى نقطة أبعد، إلا أن الخروج أمام منتخب بإمكانات إسبانيا كان مستساغاً للجماهير البرتغالية، وبخلافه تماماً كان خروج البرتغال من دور المجموعات في كأس العالم 2014 صدمة تلقتها جماهير البرتغال بغضب شديد إذ كانت الآمال بالنسبة لهم كبيرة في أن يعبر المنتخب نحو المباراة النهائية. كأس أمم أوروبا 2004، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يمنح شرف استضافتها للبرتغال وأوقعتها القرعة في مجموعة ليست سهلة على الإطلاق، وازدادت المخاوف بعد أن خسرت مباراة الافتتاح أمام اليونان 2-1، ونجح المنتخب البرتغالي في مباراته الثانية أمام روسيا بتحقيق الانتصار 2-صفر، وهو الانتصار الذي أعاد الحياة إلى الجماهير البرتغالية، وفي الجولة الأخيرة لعبت البرتغال مباراة حاسمة أمام إسبانيا استطاعت أن تلحق بها الهزيمة وتقصيها من البطولة، وتتأهل البرتغال إلى دور ربع النهائي، وفي هذا الدور رمت بإنجلترا وراء إسبانيا خارج البطولة وعبرت إلى نصف النهائي، وكان الموعد أمام هولندا التي خسرت المواجهة لأصحاب الأرض 2-1، النهائي لأول مرة يشهد تواجد البرتغال التي كان ينتظرها المنتخب اليوناني، وبعد أن ارتفع سقف طموحات الشعب البرتغالي في أن يتوج منتخب بلاده بلقب البطولة، جاءت المفاجأة في فوز اليونان 1-صفر والتتويج بلقب البطولة الأوروبية على حساب البرتغال. اللقب الاوروبي الأول على الرغم من أن البرتغال خسرت لقب أمم أوروبا عام 2004، إلا أنها حضرت بمستوى متميز في نسخة عام 2008، ووصل المنتخب إلى دور ربع النهائي، وفي نسخة عام 2012 تأهل إلى نصف نهائي البطولة، واصطدمت بمواجهة المنتخب الأقوى آنذاك، فلم يكن منتخب إسبانيا سهلاً على الإطلاق، وعلى الرغم من ذلك تنافس المنتخبان على خطف بطاقة التأهل للمباراة النهائية، والتي حسمها منتخب "الماتادور" لصالحهم بركلات الترجيح، في عام 2016 استضافت فرنسا منافسات بطولة أمم أوروبا، وتأهلت البرتغال من دور المجموعات باعتبارها ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المرتبة الثالثة، في دور ال16 تأهلت بفوز باهت على كرواتيا 1-صفر، وفي ربع النهائي اضطرت إلى اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم مباراتها أمام بولندا، وفي نصف النهائي ألحقت بمنتخب ويلز الخسارة 2-صفر وتأهلت إلى المباراة النهائية، وعلى حساب المنتخب المستضيف احتفل المنتخب البرتغالي بتحقيق اللقب الأول له أوروبياً، بعد فوزه على فرنسا 1-صفر. جزائري يتألق مع بورتو تعتبر فترة احتراف الجزائري رابح ماجر في صفوف بورتو واحدة من الفترات التي خلدت في تاريخ الحركة الرياضة البرتغالية، فلم يكن ماجر مجرد لاعب عادي ارتدى القميص الأزرق وخلعه، بل صنع لهم منجزات كروية ظلت باقية حتى يومنا هذا، ففي دوري أبطال أوروبا عام 1987 وصل بورتو للمباراة النهائية والتقى ببايرن ميونيخ الألماني، واستطاع أن يهزمه 2-1 سجل رابح ماجر الهدف الأول للفريق البرتغالي، وأعلن نفسه أول لاعب عربي يتوج بطلاً لدوري أبطال أوروبا، وفي عام 2004 بورتو تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينهو للتتويج بلقب أبطال أوروبا للمرة الثانية، فيما سبق نادي بنفيكا غريمه بورتو في التتويج بلقب البطولة وفي عامي 1961 و1962 حقق بنفيكا لقب دوري أبطال أوروبا على التوالي. وكان ظهور كرستيانو رونالدو الأول في قميص منتخب البرتغال عام 2003، واستطاع بمجرد أن ارتدى القميص الأحمر أن يغير كثيراً من تاريخه الكروي، فقاده إلى نهائي أمم أوروبا عام 2004، وحقق تحت قيادته لقب أمم أوروبا النسخة الأخيرة 2016، وخاض كرستيانو في قميص منتخب بلاده 149 مباراة، محققاً رقماً قياسياً بعدد المباريات، إضافة إلى أنه الهداف التاريخي للبرتغال بتسجيله 81 هدفاً، ويحتل مواطنه باوليتا ميغيل المرتبة الثانية بتسجيل 47 هدفاً. وفي مشاركة البرتغال بمونديال عام 1966، برز فتى أسمر ذو أصول أفريقية، لفت أنظار العالم أجمع في قميص البرتغال، هو الفهد الأسمر الذي ابتدأت علاقته بكرة القدم، حافي القدمين فوق ملاعب موزنبيق الترابية، قبل أن يأخذه البحث عن لقمة العيش إلى لشبونةالبرتغالية، وهناك اندمج في ملاعب البرتغال حتى وصل قميص برازيل أوروبا، وكان هو أحد أهم الأسلحة التي خاض بها البرتغال هذا المونديال، وقدم أوزيبيو مستوى متميزاً لكنه خسر في نصف نهائي البطولة أمام المنتخب الإنجليزي، وحقق أوزيبيو لقب هداف البطولة بتسجيله تسعة أهداف، وكانت أربعة من هذه الأهداف جاءت في مباراة واحدة، إذ تقدمت كوريا الشمالية 3-صفر على البرتغال، ليسجل بمفرده أوزيبيو أربعة أهداف قلب بها الطاولة على المنتخب الآسيوي، هذه الأهداف التي سجلها لم تشفع له بالتتويج بلقب المونديال. رابح ماجر يحتفل بلقب الأبطال مع بورتو كرستيانو أهم أوراق منتخب بلاده في "مونديال روسيا" أوزيبيو قدم مونديالاً استثنائياً بقميص البرتغال نصب تذكاري لأول مباراة لعبت في البرتغال Your browser does not support the video tag.