الأوروغواي الدولة التي أبصر كأس العالم من ملاعبها النور، تنتمي جغرافياً إلى قارة أميركا الجنوبية، ويشتق اسمها «أوروغواي» من لغة غواراني وهي تعني «النهر حيث تعيش الطيور الملونة»، ومنتخبها هو المنتخب الرابع في المجموعة الأولى، حيث سيلعب إلى جوار منتخبنا الوطني ومصر وروسيا، ويعتبر واحداً من المرشحين للوصول بعيداً في مونديال كأس العالم المقبل، باaعتباره أحد الأبطال السابقين لكأس العالم، ويمتلك تاريخاً مشرفاً في كرة القدم العالمية، حيث حقق عدداً من البطولات القارية والمونديالية، «الرياض» تستعرض بدايات الكرة في ملاعب الأوروغواي، وتاريخ تأسيس المنتخب وبداياته في المنافسات الدولية من خلال هذا التقرير. ولادة كرة القدم لم يكن الشعب الأوروغوياني مهوساً بكرة القدم، أو حتى يعرف شكلها المستدير، فقد كانت الساحرة الصغيرة مجهولةً لدى الشعب الأوروغوياني، إلا أن هجرة عدد من البريطانيين المغتربين في بلاد أميركا الجنوبية، كان سبباً في أن تعبر كرة القدم البحار والمحيطات، لتحط رحالها في أميركا الجنوبية، وتحديداً في الأوروغواي التي تلقى شعبها هذه الرياضة الجديدة باهتمام وشغف، وتحولت إلى جزء من حياتهم اليومية، كل ذلك كان بفضل المغتربين من البريطانيين، ولا يبدو تاريخ بدء كرة القدم في الأوروغواي محل اتفاق المؤرخين، إلا أن العام 1880م، يمكن اعتباره الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم في الدولة الواقعة جنوب شرق القارة الأميركية، وكان للجولات التي قامت بها عدد من الأندية الإنجليزية في الأوروغواي فضل في زيادة انتشار كرة القدم داخل البلاد، وفي مقدمة هذه الزيارات زيارة نادي ساوثهامبتون الإنجليزي في العام 1904م، والتي كانت ملهمة للشعب الأوروغوياني في التطور والتقدم بكرة القدم. ألبيون.. أول الأندية تأسيساً بمجرد أن انتشرت كرة القدم، وباتت هي اللغة الرسمية لحواري الأوروغواي وشوارعها، كان لازماً أن يتم الاتجاه إلى تأسيس أندية رسمية، تعنى وتهتم بهذه اللعبة التي جذبت أنظار الكثير من أبناء الأوروغواي، وفي العام 1891م تم تأسيس نادي ألبيون واتخذ من العاصمة مونتيفيديو موطناً له، وقد تم تأسيس هذا النادي على يد طلاب إنجليز من الثانوية الإنجليزية، وفي مقدمتهم وليام ليسلي بول والذي رغم صغر سنه وبلوغه 18 عاماً إلا أنه بات يلقب بوالد الكرة الأوروغويانية، باعتباره مؤسس أول نادي كروي فيها، ويعتبر ألبيون من ضمن الأعضاء الأربعة الذين أسسوا اتحاد كرة القدم الأوروغوياني، وهو الفريق الأول الذي يمثل الأوروغواي خارجياً، بمباراة رسمية أمام فريق بلغرانو الأرجنتيني وانتهت بفوز ألبيون 5 - 3، ولعبت المباراة في ملاعب بونس آيرس الأرجنتينية، وتعتبر مباراة ألبيون أمام لوبوس الأرجنتيني هي أول مباراة دولية تلعب في الأوروغواي. إنشاء اتحاد رياضي بعد أن انتشرت الأندية في الأوروغواي، كان مهماً أن يتم تأسيس اتحاد كروي يجمع شمل هذه الأندية، ففي العام 1900م ولدت فكرة تأسيس الاتحاد الأوروغوياني لكرة القدم، واجتمع عدد من المهتمين بشؤون الرياضة لتحويل هذه الفكرة إلى أرض الواقع، وانفض اجتماعهم بتنصيب رئيس جديد لكنه لم يستمر طويلاً حتى تنحى عن منصبه، وتقلده البريطاني وليام بول، واستمر الرؤساء يتناوبون على كرسي الرئاسة بشكل سنوي، وتحت رئاسة دكتور أورغوياني يدعى خوان روكا تم اعتماد اتحاد الكرة ضمن قائمة اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم، وفي العام 1922 تقلد الرئاسة خوسيه ليرينا ونجح في إدراج اتحاد كرة القدم ضمن الاتحادات المعتمدة في الفيفا، لتكون هذه الخطوات دوافع لتقدم كرة القدم في الأوروغواي، وسبباً في ازدياد تأسيس الأندية الكروية وانتشارها في مدن الدولة الجنوبية الأميركية. أول مباراة بعد أن تأسس اتحاد كرة القدم في الأوروغواي، تم تأسيس منتخب وطني تحمل قمصانه ألوان الدولة، وفي العام 1901م بعد أقل من عام على تأسيس اتحاد الكرة، خاض المنتخب المولود حديثاً أول مبارياته الدولية، حيث التقى منتخب الأوروغواي بنظيره الأرجنتيني، وانتهت بفوز أرجنتيني بنتيجة 3 - 2، وظل المنتخب الأوروغوياني يخوض مبارياته الودية أمام الأرجنتين فقط، وعند العام 1916م بلغت عدد المباريات الودية بين المنتخبين قرابة 15 مباراة. أول منتخب لاتيني يحضر في بطولة دولية كان التنقل بين القارتين الأميركية والأوروبية مكلفاً، ويصل إلى حد الصعوبة كذلك، ولكن منتخب الأوروغواي لم يبالِ على الإطلاق بكل هذه الصعوبات، فاستقلت بعثة المنتخب اللاتيني إحدى الطائرات المغادرة إلى باريس، وحطت رحالها في فرنسا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للعام 1924م، وأبهر منتخب السيليستي أعين الأوروبيين بتقديمه كرة قدم ممتعة، فقد كان يعتمد أسلوب التمريرات القصيرة، وهي الطريقة التي لم تكن دارجة على الإطلاق في أوروبا، واستطاع أن يصل للمباراة النهائية، ويلحق بسويسرا هزيمة بنتيجة 3 - صفر، ويتوج بالميدالية الذهبية للدورة الأولمبية، وفي دورة الألعاب الأولمبية بعاصمة هولنداامستردام للعام 1928م استطاعت الأوروغواي أن تكرر إنجازها واحتفظت بالميدالية الذهبية للدورة للمرة الثانية على التوالي. وطن كؤوس العالم الأول كان تحقيق الأوروغواي للقب دورة الألعاب الأولمبية مرتين على التوالي، سبباً في أن تلتفت إليها أنظار الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحين قرر إقامة بطولة دولية تجمع المنتخبات العالمية، وذلك في العام 1930، كانت ملاعب الأوروغواي من أوائل الجهات التي قصدها الفيفا، وظفرت الأوروغواي بشرف استضافة أول كؤوس العالم، ولم يكتف منتخب الأوروغواي بمجرد الاستضافة، بل استطاع أن يحقق أول ألقاب كأس العالم ويسجل نفسه في مقدمة التاريخ الكروي للبطولة العالمية. تعود بطلاً للعالم غاب منتخب الأوروغواي عن النسخة الثانية لكؤوس العالم، ليس بسبب الضعف الفني وإقصائهم من مرحلة التصفيات، لكن اتحاد كرة القدم الأوروغوياني أعلن مقاطعته للبطولة التي تقام في أوروبا، وذلك كردة فعل على تصرف بعض المنتخبات الأوروبية التي رفضت الحضور لملاعب الأوروغواي في النسخة الأولى من كأس العالم، بحجة أن البطولة يفترض إقامتها فوق ملاعب أوروبا، ولكن البطل المونديالي الأول عاد بعد ذلك واندمج في النسخ المتعاقبة، وفي كأس العالم 1950 والتي أقيمت فوق ملاعب البرازيل، استطاعت الأوروغواي أن تحفظ لقب البطولة في القارة الأميركية، بعد أن توجت بلقب البطولة على حساب المنتخب المستضيف البرازيل. أعرق الأندية لا يمكن الحديث عن الأندية المحلية في دولة الأوروغواي، دون أن نتجاهل نادي بينارول، فالفريق الذي يرتدي القميص الأصفر المقلم بالأسود، يعتبر من أعرق أندية الأوروغواي رغم أنه لم يكن أول أندية الدولة تأسيساً، فالفريق حقق اللقب المحلي في أكثر من 45 مرة، كما أنه توج نفسه بطلاً لقارة أميركا الجنوبية ببطولة الليبرتادوريس خمس مرات، وتوج بطلاً لكأس الانتركونتيننتال 3 مرات، وتتجاوز عدد بطولاته بمجموعها أكثر من 115 بطولة تم له الحصول عليها طوال مسيرته الكروية، ورغم أن ناسيونال هو منافسه الدائم وغريمه إلا أنه لا وجه للمقارنة بينهما بعدد الألقاب التي حققها كلا الناديين، والتنافس بينهما يظل مقصوراً على أجواء المباريات التي تلعب بينهما، باعتبار أنهما الديربي الأشهر في كرة القدم الأوروغويانية. آخر النجوم جنت الأوروغواي منافع اتجاهها لكرة القدم مبكراً، فقد أخرجت ملاعب الأوروغواي عدداً من النجوم الذين حملوا لواء الكرة الأوروغويانية في الملاعب الأوروبية، وقارة أميركا الجنوبية تكاد تقتصر النجوم البارزين منها على دولتي الأرجنتينوالبرازيل، إلا أن الأوروغواي استطاعت تقديم عدد من الأسماء الذين استطاعوا اللعب في أقوى الدوريات العالمية، وصنعوا لأنفسهم أسماء لامعة في ألوان أنديتهم، ولا يمكن على الإطلاق نسيان الأهداف التي سجلها دييغو فورلان بقميص فياريال الإسباني وقيادته للنادي إلى أدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا، وكذلك المستويات الكبيرة التي قدمها لويس سواريز بقميص ليفربول وبرشلونة، واستطاع كافاني بمستوياته الكبيرة أن ينتقل بمبلغ فلكي من صفوف نابولي الإيطالي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. أول تتويج كانت الأوروغواي حين استضافت كأس العالم في نسخته الأولى للعام 1930، تتباهى بما لديها من إمكانات كروية تؤهلها لإخراج البطولة على وجه كامل، ملعب «سنتيناريو» الواقع في قلب العاصمة الأوروغويانية مونتيفيديو، واحداً من أهم الأشياء التي تباهى به اتحاد كرة القدم، فقد صممه المهندس خوان سيساسو، واستغرق عاماً كاملاً عملية بنائه حتى أصبح جاهزاً مع انطلاقة كأس العالم، ليشهد المباراة الافتتاحية، وفوق عشبه الأخضر توج منتخب الأوروغواي نفسه بطلاً لكأس العالم الأولى، كانت مدرجاته تتسع لنحو مئة ألف متفرج، قبل أن تجرى عليه تعديلات ويتم تقليصها إلى 76 ألف متفرج فقط . هل تشهد ملاعب روسيا اللقب الثالث؟ منتخب الأوروغواي الذي حقق كأس العالم مرتين فقط، وذلك العام 1930 والعام 1950، سيخوض نهائيات المونديال المقبل فوق ملاعب روسيا، ولاعبوه يبحثون عن تحقيق اللقب الثالث في ظل وجود كوكبة من النجوم بقميص المنتخب، فالأوروغواي غادرت في النسخة الأخيرة من دور ال16 على يد منتخب كولومبيا، بخلاف الأداء المميز الذي أظهره المنتخب في مونديال أفريقيا للعام 2010 حيث وصل إلى نصف نهائي البطولة وغادر بعد خسارته أمام هولندا 2 - 3، ويترقب جماهير الأوروغواي حضوراً مختلفاً لمهاجم برشلونة المتألق لويس سواريز ورفاقه حين تحط بعثة المنتخب رحالها فوق الأراضي الروسية الصيف المقبل. سواريز وكافاني أقوى أسلحة السيليستي الهجومية منتخب الأوروغواي الفائز بكأس العالم 1950 ملعب سنتيناريو كما ظهر في نهائي كأس العالم الأولى 1930 Your browser does not support the video tag.